التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

صاروخ “نصير” الإيراني توليف ذكي بين الصواريخ البحرية الصينية والروسية 

في إطار جهودها لزيادة قدراتها الدفاعية ورفع مستوى جهوزيتها لأي عدوان محتمل نجحت الجمهورية الإسلامية في إيران بتصميم وإنتاج صاروخ بحري جديد يحمل اسم “نصير”، وهو عبارة عن توليف ذكي بين الصواريخ الصينية والروسية في هذا المجال.

ويعتبر هذا الصاروخ من الأجيال المتطورة لصواريخ كروز (بحر- بحر)، وهو يتميز بزمن قصير للإطلاق وبدقة عالية في إصابة الأهداف وقدرة تدمير كبيرة وقدرة على التشويش على الرادارات المتطورة بفضل تجهيزه بنظام رادار متقدم.

ويتمتع هذا الصاروخ بإمكانية الإطلاق من الشاطىء والبحر ومن خلال الزوارق السريعة ضد أهداف بحرية منها البوارج الحربية والمنصات, ويتميز كذلك بالجاهزية للرد السريع في ارتفاعات منخفضة جداً.

وسلمت أعداد كبيرة من صواريخ كروز الجديدة إلى القوات البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية وذلك خلال مراسم خاصة حضرها وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، وقائد القوات البحرية في الحرس الثوري الأميرال علي فدوي.

وصاروخ نصير هو جيل جديد من صاروخ كروز (نصر-1 ) الشبحي المضاد للسفن الذي يعمل بالوقود الصلب والذي انتجته مصانع القوة الجوفضائية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية قبل بضع سنوات. ويمكن وضع صاروخ “نصر1” على السفن والغواصات والطائرات ويبلغ مداه 35 كيلومتراً.

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن صاروخ “نصر-1” قادر على حمل رأس حربي بزنة 150 کيلوغرام وهو قادر أيضاً علی تدمير السفن الحربية التي يصل وزنها إلى 3 آلاف طن. وباستطاعة هذا الصاروخ الانطلاق من الساحل، ويمكن تركيبه على مختلف أنواع العوامات والمروحيات والغواصات.

وفي الوهلة الأولي تبدو الواجهة الأمامية لصاروخ “نصير” وأجنحته الرئيسية مشابهة لصاروخ “نصر1” لكنها في الحقيقة مجهزة بأجزاء أخرى مضافة إلى جسم الصاروخ، كما أن الوقود المستخدم لتشغيله يشبه الوقود المستخدم في تشغيل الصواريخ المعروفة باسم “إيران جيت”

ويقع محرك صاروخ نصير تحت بدن الصاروخ وتحديداً بين أجنحته لتقليل الحجم الكلي للصاروخ، مما يسهل عملية التحكم به وفي إطلاقه من على منصات ضيقة المساحة وخفيفة الوزن.

ونظراً للمتغيرات التي أشرنا إليها يزيد طول جسم الصاروخ “نصير” بحدود 20 بالمئة مقارنة مع صاروخ نصر. وإذا نظرنا إلى النماذج الصينية في هذا المجال والتي تتمتع بتنوع منقطع النظير ستكتمل الفكرة عن صاروخ “نصير” الإيراني. ويمكن الإشارة إلى بعض الصواريخ الصينية كـصاروخ ( YJ-18A ) المضاد للسفن، وصاروخ (CJ-20) الذي يطلق عليه أيضاً اسم “التوماهوك الصيني” لأنه يشبه صاروخ “توماهوك” الأمريكي.

والشكل النهائي لمؤخرة صاروخ “نصير” يشبه إلى حد بعيد مؤخرة صاروخ C750 الصيني. كما أن القسم الأمامي لكلا الصاروخين مقتبس من تصميم متناظر الشكل.

ويمكن القول أيضاً بأن صاروخ نصير الإيراني يشبه في فكرته الأساسية الصواريخ الروسية المماثلة من حيث الشكل والأجنحة كصاروخ KH35 المضاد للسفن الحربية.

ومن الصعب تخمين مدى صاروخ نصير إلاّ أن المعطيات تشير إلى أنه يتراوح ما بين 2 – 32 ضعف قياساً إلى صاروخ “نصر 1”.

ويعتبر تجهيز القوات البحرية الإيرانية بصاروخ “نصير” خطوة مؤثرة في سبيل تعزيز القدرات الدفاعية والردعية الإيرانية.

وفي وقت سابق انتجت إيران صاروخ كروز باسم “نصر بصير” وهو صاروخ بحري مجهز برأس وكاشف، كما لايمكن رصده مايمنحه ميزات عالية في العمليات الذكية والمفاجئة إضافة لامتلاكه قدرة عالية على إنجاز المهام ودقة في الإصابات.

ويمتلك صاروخ “نصر بصير” سرعة وقدرة عملانية إضافة إلى رأس باحث بصمت وذكاء، مما يعزز القدرات البحرية للقوات المسلحة الإيرانية.

هذه الإنجازات الصاروخية القيمة وغيرها الكثير في مختلف الصناعات العسكرية نابعة في الحقيقة من التوجه نحو البحث والإبداع والتطوير والإنتاج وفق احتياجات القوات المسلحة الإيرانية، والتي تم إنجازها عبر الاستفادة من خبرات علماء ومتخصصي مؤسسة الجوفضائية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق