أقنعة مكشوفة !
عبدالرضا الساعدي
لم يعد خافيا على المواطن العراقي ، الكثير مما حدث ويحدث في الساحة السياسية منذ 2003 وحتى الآن ، وكيف تسربت الطائفية الشاذة أوالدخيلة عليهم ومن هم قادتها ومروجوها في الشارع .. طالما أن هذا المواطن الواعي يدرك تماما ، أنه عاش في بلد كان شعبه ومايزال يرفض هذا المرض الخبيث الذي أراد أن يستشري في جسد البلاد من شمالها الى جنوبها .. يعرف تماما أنه ينتمي لشعب متآلف منذ عشرات السنين من دون نزعة للتطرف أو تعصب لطائفة على حساب أخرى ، لأنه شعب متسامح ومحب ومتصاهر مع بعضه البعض ، وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني إلا دعاة السياسة أو أدعيائها المغرضين الذين لا رصيد لهم بين المكونات الشعبية المتآخية والمتوحدة على مبدأ العراق أولا .. هؤلاء الأدعياء الذين انتهزوا فرصة الفراغ السياسي في البلد في وقت من أحرج الأوقات الصعبة ، فتغلغلوا كي يزرعوا بين صفوف بعضنا ، بذور التفرقة والفتنة ، لا لشيء سوى الحصول على مكاسب آنية وشخصية على حساب مصلحة البلد العليا.
نعم المواطن الواعي يعرفهم واحدا واحدا ، إذ أن بعضهم يقود أحزابا وجهات تتلبس قناع التعامل مع العملية السياسية وفق أغراض معروفة ، لا تخلو من المكر والخديعة والاستخفاف بعقول وحياة الناس الذين يذهبون كضحايا يومية لأساليبهم الخبيثة ، تلك التي تخفي وراءها دعم بعض الدول الطائفية في توجهاتها ودعمها لافشال العملية السياسية في العراق ، وإيقاع الموت والدمار بأرواح الأبرياء وممتلكاتهم طيلة أكثر من عشرة أعوام .
لقد سقطت الكثير من الأقنعة عن وجوه بعض هؤلاء الساسة الكبار منهم والصغار ، والذين صرنا نراهم يرفعون يوميا شعارات تدعو لاستشراء داء الطائفية الخبيث بين صفوف الشعب ـ بغية تحقيق مكاسب ضيقة ورخيصة لا صلة لها بمصلحة البلاد والناس عموما ، بل تعمل على تحقيق أجندات خطيرة وكبيرة لدول مجاورة وإقليمية تدعم وتموّل هذه المشاريع المريضة التي يراد منها تمزيق وحدة هذا الشعب.
وعي المواطن العراقي هذا ، كفيل بإفشال هذه المشاريع حتما ، سواء الآن أو في المستقبل ، مثلما هو كفيل بفضح هذه الوجوه السياسية الدخيلة التي تروج لطائفيتها هي وليست طائفية الناس المتناغمة مع بعضها منذ عشرات السنين .. وليست سوى مسألة وقت كي يطيح هذا الشعب بكل دخلاء العملية السياسية ، ليبقى البلد معافى من كل الأمراض التي تسربت إليه في غفلة من الزمن.
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
في الافتتاحية