التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

كعبة القلوب 

بقلم …ليث مطر الحلفي

 

عام اثر عام ومع كل إطلالة لشهر محرم تتجدد شعلة احزان أهل البيت عليهم السلام في قلوب المؤمنين فتتفجر لديهم الماً ولوعة وانشداداً عاطفياً وعقلياً كبيراً الى رحاب سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام والى الصفوة المباركة من شهداء كربلاء وابطالها الميامين ، وأنى لتلك السنين المتطاولة ان تحجب حضور النهضة والشهادة الحسينية المباركة وشخوصها عن عقول المؤمنين الأحرار وضمائرهم وهذا ما عبر عنه القول المأثور عن النبي صلى الله عليه واله وسلم بحق حفيده عليه السلام: (ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ابداً) إن هذه النهضة العظيمة بمنطلقاتها ومراميها ونتائجها وأصدائها اللاحقة كأنما حدثت لا لتكون لزمانها وظروفها الخاصة فقط وإنما لتكون الحدث الأبرز والأنصع في حياة المسلمين ومسيرة الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قدر لها إن تكون البوصلة العملية التي تحدد الاتجاه الصحيح الذي ينبغي أن يسلكه أهل الأيمان في كل عصر ، فحينما تتشعب أمامنا الطرق وتضيع المعالم وعندما نضطر لمواجهة الانحراف والطغيان والشر الذي مثله في وقتها خصوم الإمام الحسين عليه السلام وليكون سيد الشهداء بشخصه الكريم ، وبما يمثل من مقام رفيع ومواقف متميزة أنموذجاً لا يبارى في الصدق مع الله والأمة ، والجرأة في الحق والدليل الذي يجسد قيم السماء ورسالة سيد الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم.

بهذا الزخم الإيماني الصادق والتعلق الواعي بنهج أهل البيت عليهم السلام تحولت مناسبة عاشوراء والمأتم الحسيني وطقوس محرم وعبر التاريخ الى مدرسة مستمرة لبيان الفكر الإسلامي الأصيل وترسيخ وتفعيل مبادئ الإسلام العظيم وأحكامه وقيمه على كل المستويات الشعبية والخاصة ومازلنا نشهد حتى اليوم فعل هذه المدرسة في مواجهة الانحراف والاستبداد والتحديات المتأتية من اعداء الدين والأمة.

من هنا ينبغي العمل بكل السبل السليمة المتاحة لابقاء شعلة هذه المدرسة مضاءة فاعلة وذلك من خلال الأساليب المتعارفة والتي يأتي في طليعتها المجالس والمنابر والمواكب الحسينية الشعبية ، التي برهنت واثبتت انها الأفضل والأكثر تأثيراً ، ومن خلال وسائل الإعلام الحديثة ومن ابرزها الفضائيات الملتزمة بخط أهل البيت عليهم السلام والتي أخذت تساهم بشكل فعال ومجد في هذا المجال.

وما يجدر بنا قوله بصدد الانتقادات والملاحظات التي باتت توجه بشكل رسمي الى أساليب وطرق احياه هذه المناسبة العظيمة هو أن ندع الناس يعبرون عن تأثرهم وتعلقهم بالحسين عليهم السلام وقضيته بالأسلوب التي يرونه مناسباً ونابعاً من واقعهم شريطة ان يتوافق مع أحكام الشرع الحنيف وتعاليمه والمصلحة الإسلامية العليا ، فإحياء ذكرى الإمام الحسين عليه السلام إحياء لمعالم الدين الحنيف.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق