التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

سوف تصبح معاقاً اجتماعيا اذا شغلت نفسك بالوسواس؟ 

بقلم…..الصيدلانية مها عبد الرزاق الموسوي

يعتبر الوسواس من الأمراض النفسية المشهورة التي بدأت معدلاتها في الازدياد في المجتمعات العربية خصوصاً في الآونة الأخيرة.

والوسواس مرض يصيب في الأغلب نوعيات معينة من البشر ، ذكوراً أو إناثاً وتتميز شخصيات هؤلاء الأشخاص بكونهم ناجحين بشكل عام في حياتهم ، كما أنهم يأخذون الحياة بطريقة جادة ، وهم في الأغلب من النوع المنطوي الذي يفضل أن يقضي اوقاته بمفرده على ان يكون مع الآخرين.

ولذلك نجد أن هؤلاء الاشخاص لهم هوايات خاصة مثل القراءة ، والتواجد امام الكومبيوتر والتلفاز اوقاتاً طويلة ، والمريض الوسواسي من الصعب الوصول الى مشاعره الحقيقية لأنه دائماً يتحكم في اظهار هذه المشاعر عند مواجهة الأزمات ، فلا يظهر عليه شعور الحب ، أو الغضب الشديد ، بل يصفه المحيطين به بأنه كمن يلبس قناعاً بينما يستطيع الاشخاص المقربين منه جداً أن يلحظوا فيه ان انسان حساس للغاية ، وتتكدر احاسيسه من اقل شيء ، ولكنه لديه القدرة على ان يكتم هذه المشاعر حتى لا تظهر امام الناس ، والوسواس يصيب الإنسان في سلوكيات مختلفة في حياته.

وأشيع هذه السلوكيات هي: الدين ، النظافة ، فنرى المريض يتردد كثيراً في وضوئه ، هل اتمه جيداً أم لا؟ وفي عدد الركعات في الصلاة ، هل هو في الركعة الثالثة أم الرابعة وهكذا ، كما يظهر الوسواس في صورة غسيل اليد ، والجسد ، والأواني وغيرها ، حتى ان بعضهم يحدث اضراراً شديدة بالجلد بسبب الغسيل المتكرر للجسد ، والمشكلة الاساسية لدى مريض الوسواس هي ان صوت الضمير عنده مرتفع اكثر من اللازم ، وبالتالي فأن حسابه لنفسه يكون شديداً وعسيراً لأتفه الأسباب ، وهذا بالطبع يرسب لديه الاحساس بالذنب وفي مناحي مختلفة من الحياة ، مما يعيقه عن أن يقوم بعمل علاقات ودية حميمة مع الآخرين ، وحتى لا يصله مضرة من أحد ، واستمرارية هذه السلوكيات أو الزيادة في حدوثهاتجعل الشخص الوسواس بعد مدة من الزمن منشغلاً بها تماماً ويصبح (معاقاً اجتماعياً) فنراه دائماً مشغول البال ، ومتردداً وقلقاً ولكن من مميزاته أيضاً ان اذا وصل اختيار قرار معين فأنه يصبح عنيداً ، ومن الصعب تغيير اتجاهاته بعد ذلك.

ويعتقد ان الوراثة تلعب دوراً مهماً في ترسيب وظهور مرض الوسواس سواء عن طريق نقل الموروثات المسؤولة عن ذلك ، أو عن طريق السلوك المكتسب ، وذلك لأن الأب أو الأخ المصاب منهم بهذا المرض سوف تنعكس سلوكياته بشكل اوتوماتيكي على ابنائه في طريقة تربيتهم ، ويعتقد العلماء ان مراحل التطور الأولى في حياة الطفل وخصوصاً ما بين نهاية السنة الأولى والثانية من العمر تعتبر من المراحل المهمة التي قد ترسب هذا المرض ، خصوصاً اذا كان طريقة تعامل الوالدين مع اطفالهم فيها نوعاً من الشدة في تعليم الابناء النظام والانضباط ووسائل النظافة الشخصية بشكل عام.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق