التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 21, 2024

بغداد – طهران.. محور الاعتدال 

بقلم: حسين علي الحمداني
تشكل زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي لطهران نقطة مهمة في ترسيخ علاقات البلدين المتطورة من جهة، ومن جهة ثانية تأتي في توقيت تنشط فيه مبادرات السلام في قضايا المنطقة المتشعبة والتي لا يمكن الفصل بينها، وفي مقدمة هذه القضايا الملف السوري والاستعدادات الجارية لعقد حوارات جنيف2 بمشاركة فعالة من العراق وإيران، كما طرح المالكي ملفات أخرى عديدة وفي مقدمتها ملف الإرهاب الذي بات هاجسا ليس للعراق فقط بل لعموم دول المنطقة المتأثرة بموجة التكفير التي اتضحت نواياها في سوريا ولبنان والعراق وقد تتعدى ذلك لدول أخرى في المنطقة.
لهذا فإن محور بغداد – طهران الذي يشكل أحد أبرز محاور الاعتدال في المنطقة من شأنه أن يضع المنطقة على سكة الأمن والاستقرار بعد أن حاولت بعض دول المنطقة أن تسير بها نحو الحروب خاصة ما يتعلق منها بالقضية السورية التي وصلت في الأشهر الماضية الى مرحلة خطيرة من التصعيد وكذلك في الملف النووي الإيراني الذي انتهى بالصورة التي يعرفها الجميع وهو الأمر الإيجابي الذي أغضب بعض دول المنطقة التي كانت سائرة نحو التصعيد كعادتها.
إن العالم يتغير، وما كان يراه الغرب وأميركا بالأمس صحيحا، بات يراه الآن بطريقة مختلفة، فالرؤية الغربية لقضايا المنطقة اختلفت عما كانت عليه قبل عام من الآن، وإن العراق وإيران كما أشرنا يشكلان محورا مهما قادرا على أن يأخذ مداه الواسع في صناعة الأمن والاستقرار في منطقة ظلت لعقود طويلة تغلي عبر حروب داخلية وأخرى خارجية.
ونجد بأن رؤية العراق لحل الأزمات في المنطقة والتي مثلتها المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية، شكلت نقطة تحول كبيرة في سياسة الكثير من الدول تجاه أحداث سوريا وأخذت هذه المبادرة حيزها الفعلي والميداني عبر التبني التام لها، وهو أمر من شأنه أن ينهي الصراعات والحروب ويؤسس لنظم سياسية مستقرة.
إن العراق وإيران يشكلان الآن محور الاعتدال الذي لا يرفض الآخر، ويرى في الحوارات الأساس الصحيح لبناء علاقات متطورة من جانب، ومن جانب ثان فإن البلدين يشكلان قوة اقتصادية وبشرية كبيرة جدا في المنطقة خاصة بعد توقيع الاتفاق الإيراني – الغربي حول إنهاء المشاكل العالقة بسبب الملف النووي، وبروز العراق كدولة محورية في المنطقة، مضافا لذلك كله كما قلنا البعد الاقتصادي لكون البلدين من الدول المنتجة للنفط وفي طريقهما لأن يتصدرا الدول المنتجة.
لهذا فإن زيارة المالكي لطهران تحمل دلالات كثيرة منها ما يخص مكافحة الإرهاب، ومنها ما يتعلق بتطوير العلاقات العراقية – الإيرانية، ومنها ما سيكون حاضرا بقوة في صلب المباحثات وهو الملف السوري وأمن المنطقة، ومحاولة بناء منطقة مستقرة بعد أن ظلت تهتز بشدة في السنوات الأخيرة بفعل الأجندات الفوضوية التي حاول البعض طرحها على الجميع وفرضها كأمر واقع.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق