التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 20, 2024

دماء السوريين لن تذهب هدرا!! 

مهدي منصوري

الايادي الاجرامية التي استقدمت من دول مختلفة وصل تعدادها الى اكثر من 70 دولة والتي أوغلت في دماء أبناء الشعب السوري وبصورة وحشية وبعيدة عن الروح الانسانية، بالاضافة الى حالة التدمير المنظمة التي مورست لكل البنى التحتية والتي يحتاج الى اعادتها العشرات من السنين، وكذلك التأثير النفسي والاجتماعي الذي تركته ايضا على نفوس ابناء الشعب السوري، كل هذه الامور وغيرها من المضاعفات التي ستترتب عن هذه الحرب الدائرة المدمرة القائمة خاصة بعد ان توقف اجرامها والتي ستظهر تباعا مما قد تجعل العالم يفيق على حالة مخيفة ومروعة لم يشهدها التأريخ المعاصر.

واليوم وبعد مرور أكثر من عامين على هذه الحرب الكونية المدمرة على الارض السورية والتي وصلت الاوضاع فيها الى اندحار المجاميع الارهابية وانحسارها تحت ضربات الجيش ورفض الشعب السوري لها، بحيث لم تجد لها ملجأ سوى الاستسلام اوالوقوع بين قتيل وجريح، او فيما اذا اتيحت الفرصة لبعضهم من الهرب أوالاختفاء في البلدان، لان هؤلاء المرتزقة والقتلة لا يعودون الى بلدانهم لانهم يدركون بعد ان ورطتهم في هذه المحرقة فأنها اليوم ترفض استقبالهم خوفا منهم ومن المحتمل قد يواجهون الاعتقال.

اذن وكما أسلفنا فان مسيرة الحرب السورية قد قاربت على الانتهاء بعد ان تم اتفاق الجميع بالذهاب الى جنيف ــ 2 خاصة وان بعض الدول قد طالبت ومنها الجمهورية الاسلامية وتركيا وخلال لقاء وزيري خارجية البلدين بان يتم ايقاف القتال فترة انعقاد المؤتمر لكي للتمكن من الوصول الى حلول سريعة وفاعلة في انهاء هذه الازمة التي وصل قلقها الى كل دول العالم، والاهم في الامر هو ايقاف نزيف الدم البريء والتدمير التي طال الحياة هناك ولو لفترة قصيرة.

الا ان الامر لم ينته عند هذا الحد، بل ان هناك استحقاقات للشعب السوري لابد ان يأخذها وبأي طريقة كانت الا وهي ان الذي جرى عليه وخلال هذين العامين لم يكن بإرادته ولا بطلب منه، بل هو مفروض عليه، لذلك فانه ومن حقه القانوني والانساني ان يطالب بكل حقوقه التي استلبت منه خلال هذه الفترة خاصة من الدول التي ارسلت القتلة والارهابيين وقدمت لهم الدعم اللوجستي والمالي والذي بسببه وصلت فيه الاوضاع بسوريا الى ما هي عليه.

لذا فان الحكومة السورية وانطلاقا من هذا الحق فقد اعلنت وعلى لسان وزير العدل انها ستقوم بتقديم شكوى الى المحاكم الدولية والوطنية ضد كل الدول التي ساهمت بصورة مباشرة او غير مباشرة في التخريب المدمر التي تعرضت اليه البلاد. لان لولا تدخلهم السافر لم يكتب لهذه الازمة من الاستمرار الى هذه المدة التي استغرقتها. وقد يكون هذا الامر حق طبيعي تضمنه كل المواثيق والمعاهدات الدولية.

وبنفس الوقت سيكون له دور فاعل في تأسيس حالة جديدة وفيما اذا أدينت هذه الدول وعوقبت من قبل المحاكم الدولية لتدخلها واي كانت صورة هذه العقوبة، فانها حتما ستكون خير رادع لان لا تفكر أي دولة بارتكاب مثل هذه الحماقة مرة أخرى وكذلك تقطع دابر التدخل السلبي في شؤون الدول مستقبلا.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق