التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 21, 2024

هل استطاعت أميركا احتواء إيران ؟ 

 

يعتقد الكثيرون أن إيران استطاعت لي ذراع أميركا في المنطقة ، كما يعتقد الأكثر من أن إيران فازت في حربها الباردة ضد أميركا والأكثر من هذا يعتقد البعض أن روسيا أصبحت ذات شأن في الشرق الأوسط بعد اثبات وجودها في سوريا ودعمها للأسد وبمساعدة إيران وكل هذه الأصوات التي نسمعها من خلال المحللين أو الحروف التي نقرأها من خلال الصحافة تقول أن إيران هي المنتصرة بهذه الحرب في حين تناسى الكل أن القيمة الحقيقية للنصر كان وسيكون بيد أميركا وما تصرفات ( الرجل الضعيف اوباما ) كم يحلو للبعض أن يطلق على الرئيس الأميركي كلها محسوبة بحساب .

فطريقة التلويح بالحرب التي اتبعها الرئيس الأميركي قبل فترة ما هي إلا مجرد تهديدات دفعت إيران من وراءه الكثير ، فهي كانت تعتقد أن سوريا قاب قوسين أو ادنى من الضربة وضرب الأسد يعني انتهاء نصر الله وانتهاء سطوتها في العراق وكسر أنف المعارضة في البحرين وصعود التيار السني المتشدد والغير متشدد في غرب ووسط العراق مما يجعل إيران تتحاشى العراق مستقبلا لان الثأر والحقد على إيران في العراق فاق التصورات وبعدها سوف تفقد قيمتها المعنوية والدينية داخل العراق وتخسر أكبر معقل لها في النجف ولبنان وهذا ما يعرض مشروعها ( التوسعي الشرير ) لخطر الانقراض ناهيك عن خسارتها الأقتصادية والذي هو محور موافقتها على شروط أميركا مع القليل من حفظ ماء الوجه يتمثل بالسماح لها بتخصيب نسبة غير مهمة وبسيطة من اليورانيوم داخل إيران وبإشراف العصا الأميركية ( الأممية ) وهذا ما تعتقد به إيران وتعتبره نصراً مؤزراً ولأول مرة في تاريخ العالم بعد الحرب العالمية هناك من يربح في معركته ضد أميركا ، وبدأت الأصوات تعلو سرا وعلنا بالنصر الإيراني الخاوي وبالفرح الفارسي ولكن تناست إيران أن أميركا استخدمت طريقة سحب العدو لمنطقة القتل وستبدأ قريبا بالقتل ولكن بطريقة جديدة لم تألفها إيران ولا العالم وهي تقطيع أوصال إيران قطعة قطعة ، فأول إجراء قامت به هو بث الذعر في قلوب أعضاء حزب الله وجعلهم في خطر وهم في معاقلهم داخل لبنان وسوف تصطادهم على الطريقة الاميركية كالحشرات وثانيا والأهم هو سيطرتها على مجريات الأمور في العراق بطريقة القضم السياسي فها هو المالكي اصبح رهين تلويحه ( أوباميه ) تسمح له بالبقاء بالمنصب ولا يهم موافقة إيران من عدمها فإيران اصبحت تستشير أميركا في سياستها في العراق فلو أرادت إيران البقاء على المالكي وأميركا رفضت لكان القرار النهائي لأميركا وهذا ما لم يكن في السنوات المنصرمة والدليل أن المالكي كان ينفذ رغبات إيران قبل رغبات أميركا في كل السياسة العراقية وذهاب المالكي إلى إيران ما هو إلا غباء سياسي ، فالجوكر اصبح بيد أميركا واللاعب الأساس هو أميركا وما إيران إلا صورة لنمر ورقي لا يخاف منه الطفل القريب ولكن يخشاه الرجل البعيد وليس هذا فقط بل اصبحت إيران مفتوحة للاختراق أكثر من قبل وضعف موقفها الإعلامي والمعنوي أمام المتشددين من اتباعها في داخل وخارج إيران وليس هذا فحسب وايضا إنها ستخسر سوريا خلال شهور وستخسر العراق خلال شهور من خلال التنسيق السري ما بين عملاء أميركا في الدولتين وتعاملهم من شخصيات سياسية تجيد فن العمالة بوجهين ( وجه علني ووجه سري ) مثل السياسي عادل عبد المهدي أو طارق النجم في العراق ووليد المعلم وبشار الجعفري في سوريا ولا ننسى نصر الله الذي اصبح في موقف مخزي معنويا أمام العرب وحتى نصف المؤيدين لإيران يعتقدون أن نصر الله خسر المعركة وضاع منه لقب البطل العربي المسلم وهذه كلها تسجل مثالب بحق إيران واتباعها ومناقب غير معلنة بحق أميركا وسياستها والدليل لا يستطيع نصر الله بعد الآن من الوقوف بقامة شامخة والتصريح بأن ( فلسطين حرة عربية ) .

أما على الصعيد العربي والخليجي فها هي أميركا بثت الذعر في قلوب حكام الخليج وسوف تزداد صادرات الأسلحة وسوف يبدأ مسلسل جديد من تقديم التنازلات لأميركا خوفا من إيران وهم لا يعلمون أن إيران لا تستطيع تحريك ساكن ولا تسكين متحرك في الخليج بعد الآن وحتى من الان فصاعدا لا تستطيع أن تثير المشاكل الطائفية لأن العصا الأميركية في هبة الاستعداد وبهذه الافعال استطاعت أميركا من لي ذراع إيران دون خسارة جندي واحد وربحت الخوف الخليجي دون اطلاق رصاصة واحدة ضد إيران وما زالت العقوبات الاقتصادية تلوح في الأفق الإيراني فلا طائرة مدنية تنطلق في سماء أيران وفيها ضمان بسلامة حياة الركاب وكل من يصعد على متن الخطوط الإيرانية عليه قراءة كل سور القرآن علنا ليضمن هبوطا آمنا وسلسلا .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق