التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

مواقف بلدان مجلس تعاون الخليج الفارسي حول مشروع الاتحاد السعودي 

 

متابعه / الرأي
عارضت كل من قطر وعمان المشروع السعودي الذي يدعو إلى تأسيس اتحاد بين بلدان مجلس تعاون الخليج الفارسي كما أن الإمارات والكويت تنظران إليه بعين الشك ولم تدعمه سوى البحرين نظراً لارتباطها الأمني بالسعوديين.
خيمت الخلافات على الاجتماع الذي عقدته البلدان العربية الستة المطلة على الخليج الفارسي في الكويت لمناقشة مشروع الاتحاد الذي تقدمت به السعودية. وكانت السعودية قد اقترحت في عام 2011م تغيير تسمية مجلس تعاون بلدان الخليج الفارسي إلى اتحاد بلدان الخليج الفارسي إثر الأحداث التي عصفت بالمنطقة وخشية من المخاطر المحدقة بها وفي الخامس عشر من مايو عام 2012م طرح العاهل السعودي هذا المقترح مرة أخرى في اجتماع بلدان مجلس التعاون الذي عقد في الرياض حيث يطالب آل سعود برفع مستوى العلاقات بين البلدان الأعضاء من تعاون إلى اتحاد. يذكر أن كل من الإمارات العربية المتحدة وعمان لم تشاركا في الاجتماع المذكور اعتراضاً على المقترح السعودي وأما الكويت وقطر اللتان شاركتا في الاجتماع فقد عارضتا هذا المقترح ولم يبق سوى حكام البحرين الذين وافقوا على المقترح وهم مرغمون على ذلك بسبب ارتباطهم الأمني بالرياض. ولكن عمان من جانبها وبعد الضغوط السعودية في هذا الصدد هددت في اجتماع المنامة المنصرم بالانسحاب من مجلس تعاون بلدان الخليج الفارسي إذا ما تم تنفيذ هذا المقترح بشكل عملي،فقد صرح وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بمعارضة بلاده للمشروع السعودي وأن بلاده سوف تنسحب من مجلس التعاون. وأكد بن علوي على عجز بلدان الخليج الفارسي الستة من تأسيس هكذا اتحاد كونها عجزت عن تأسيس منظمة اقتصادية مشتركة وشدد على ضرورة التصدي للأزمات التي تعصف بالعالم من أن تتغلغل في هذه البلدان بدل من التفكير في تأسيس اتحاد. وفي مقابل ذلك أكد المسؤولون السعوديون على أن الضرورات السياسية والأمنية والاقتصادية للمنطقة تقتضي انتقال هذه البلدان من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد. وحسب هذا المشروع السعودي فإن بلدان الخليج الفارسي الستة سوف تؤسس وزارات خارجية ودفاع ونفط مشتركة وتنسق للعمل في هذه المجالات. وفي ذروة الخلاف العماني السعودي حول هذا المشروع أعلن رئيس المخابرات السعودية السابق عن استيائه من موقف مسقط وأكد على أن هذا المشروع سوف يسير قدماً دون عمان، ومن الجدير بالذكر أن بلدان المنطقة لا تنظر إلى هذا المشروع السعودي بارتياح. وفي هذا السياق أكدت الكويت على لسان عبد الله مبارك الصباح أن هذا الاتحاد بحاجة إلى دراسة أكثر، حيث قال: هذه القضية تمر اليوم في مراحلها الأولى وبعد أن يتم الاتفاق على مقدمات الموضوع سوف يرتفع مستوى العمل فيه إلى مستوى أعلى. وأما قطر فهي لاتؤيد هذا المشروع ايضا رغم عدم صدور أي تصريح رسمي من قبل المسؤولين القطريين بل شهدت العلاقات بين الدوحة والرياض توتراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة نظراً للموقف السعودي المتشدد تجاه الإخوان المسلمين في المنطقة لدرجة أن الكويت توسطت مؤخراً لعقد لقاء بين بعض المسؤولين السعوديين والقطريين بغية التقليل من الخلافات كما أن وزير الخارجية السعودي قام بزيارة لبلدان الخليج الفارسي بهدف العمل على انزواء قطر وأصدر بياناً ضد الدوحة بذريعة دعمها لحركة الإخوان المسلمين. وعلى الرغم من أن الإمارات لم تتخذ موقفاً رسمياً في هذا الصدد حتى الآن إلا أنها تراه لاينسجم مع سياستها الخارجية ولا ترغب في دفع ثمن أطماع السياسة الخارجية لآل سعود في العراق وإيران. ولم يؤيد مشروع آل سعود سوى البحرين وهو أمر طبيعي ومتوقع لأن نظام الحكم في هذا البلد قائم على أساس دعم سعودي وحكام المنامة يعلمون أنهم غير مخيرين أمام أي قرار سعودي بل إنهم مرغمون على قبوله في جميع الأحوال بسبب تبعيتهم الأمنية. الحقيقة أن بلدان مجلس تعاون الخليج الفارسي ليست لديهم رؤية مشتركة حول المقترح السعودي ويعتقدون أنه ليس سوى ترسيخ لسيادة الرياض وسيطرة آل سعود على مجلس التعاون لذا فإن هذا الاتحاد قد ولد ميتآ .
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق