التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 22, 2024

جدل حول تستر ادارة اوباما على قدرة المسلحين في سوريا على انتاج غاز السارين 

متابعه / الرأي
تجدد الجدل في الولايات المتحدة بشأن سياسة الرئيس أوباما حول سوريا، بعد نشر صحفي أمريكي بارز مقالا يكشف عن تستر الإدارة الأمريكية على قدرة المقاتلين المعارضين في سوريا على إنتاج غاز السارين.
وفي حين نفى البيت الأبيض صحة التقرير الذي نشره الصحفي سيمور هرش الحائز على جائزة بوليتزر في صحيفة “لندن ريفيو أوف بوكس”، دون أن يعلق على الأدلة التي قدمها الصحفي، اعتبر نشطاء مناهضون للحرب، أن الهجوم الكيميائي الذي وقع في غوطة دمشق يوم 21 أغسطس/آب الماضي كان في الحقيقة، عملية عسكرية سرية لتشويه سمعة نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتبرير شن حرب على سوريا. وأشار جاستين رايموندو في مقال نشر على موقع “أنتي وور كوم”، إلى أن المقاتلين السوريين في الأشهر التي سبقت هجوم الغوطة، نشروا عددا كبيرا من الفيديوهات تزعم أنها توثق هجمات كيميائية مزعومة في سورية، إلا أن هذه الفيديوهات لم تكن مقنعة. ثم وقع هجوم كيميائي حقيقي في الغوطة يوم 21 أغسطس/آب. وأعاد الكاتب إلى الأذهان، أن الإدارة الأمريكية اتهمت الحكومة السورية بالمسؤولية عن هجوم الغوطة مباشرة بعد وقوعه. ونقل الكاتب الكلام الذي أطلقه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب وجهه إلى الشعب الأمريكي: “نعرف أن خبراء الأسد المختصين في الأسلحة الكيميائية أعدوا هذا الهجوم في المكان المخصص لإنتاج غاز السارين، ووزعوا الأقنعة الواقية على جنودهم. ومن ثم أطلقوا صواريخ من مناطق تسيطر عليها الحكومة على 11 منطقة، كان النظام يحاول تطهيرها من قوات المعارضة”. لكن التقرير الذي نشره هرش، يثبت أن أوباما خدع الأمريكيين في خطابه هذا، أولا، لأنه لم تكن لديه معلومات بشأن استعدادات النظام للهجوم، وثانيا لأنه كان على علم بأن لمسلحي جماعة “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، القدرة على إنتاج السارين. وكتب هرش في مقاله، أن الإدارة الأمريكية لم تعد قادرة على التنصت على الاتصالات بين الأسد وقادة جيشه، إذ تمكن السوريون من الكشف عن الأماكن الضعيفة في أمنهم والحيلولة دون التنصت الأمريكي، قبل أشهر من وقوع الهجوم (ونعرف ذلك بفضل الوثائق السرية التي سربها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن). ثانيا، هناك أجهزة استشعار، زرعها الأمريكيون (أو جهة أخرى) قرب مخازن الأسلحة الكيميائية السورية، لكنها لم تسجل أي نشاط مشبوه يوم 21 أغسطس/آب، وفق الصحفي (ذكر هرش أن هذه الأجهزة سبق أن أطلقت إنذارا في فبراير/شباط الماضي، لكن تبين أن سببه كان تدريبات أجرتها القوات السورية). وأعاد الصحفي إلى الأذهان أن إدارة أوباما أصرّت مرارا على أن الحكومة السورية هي الجهة الوحيدة في سورية القادرة على شن مثل هذا الهجوم. لكن المخابرات الأمريكية أعدت سلسلة تقارير سرية بهذا الشأن قبل وقوع الهجوم، وكان آخرها “ترتيب عمليات” (وهو مخطط خطي يتم إعداده قبل تدخل عسكري)، يشير إلى أدلة متوفرة على امتلاك “جبهة النصرة” لأجهزة وتكنولوكيا لانتاج كميات كبيرة من غاز السارين. وجاء في وثيقة قدمتها الاستخبارات الأمريكية في منتصف الصيف الماضي، أن خبيرا عسكريا كيميائيا يدعي زياد طارق أحمد، خدم سابقا في القوات العراقية، انتقل الى سورية وكان ينشط في الغوطة الشرقية وكانت له صلات بـ”جبهة النصرة”. واعتبرته الاستخبارات هدفا أساسيا بالنسبة للقوات الأمريكية. ونقل هرش في مقاله عن موظف سابق في الاستخبارات الأمريكية أن “المعلومات الاستخباراتية” التي أشارت إليها الإدارة الأمريكية لتبرير توجيه ضربة الى سورية، تم تزويرها على غرار المعلومات التي استخدمتها إدارة جورج بوش كذريعة لبدء الحرب في العراق. ونفى البيت الأبيض ما جاء في مقال هرش، مشددا على أنه لا يعتمد على أية أدلة، بينما قال المتحدث باسم إدارة الاستخبارات الوطنية شون ترنر: “المزاعم بشأن محاولة التستر عن المعلومات، غير صحيحة تماما”، دون أن يعلق على تفاصيل مضمون مقال هرش.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق