التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

السعودية تلوّح بقطع المساعدات عن عُمان لرفضها الاتحاد الخليجي 

واصل امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امس الثلاثاء محاولاته للتقريب بين دول مجلس التعاون، عقب تفجر الخلافات على خلفيات عدة بينها الاتحاد الخليجي الذي تعارضه سلطنة عمان وتتحفظ عليه الامارات، اضافة الى الخلاف السعودي القطري حول الموقف من الأزمة السورية والوضع في مصر.

 

 

وقالت مصادر دبلوماسية خليجية تابعت كواليس القمة في العاصمة الكويت، ان الاميرالصباح حرص في كلمته الافتتاحية على عدم الحديث عن الاوضاع السياسية، وان كلمته كانت مختصرة ولم يأت على ذكر موضوع الاتحاد واكتفى بالاشارة الى ارتياح دول المجلس للاتفاق الايراني النووي.

واضافت المصادر بان اكثر من دولة لها تحفظات على فكرة الاتحاد، بما فيها الكويت الدولة المضيفة للقمة والتي ترى ان اتحادا كهذا سيضر ربما بطبيعة الحياة البرلمانية لديها، خاصة وان الكويت فيها برلمان منتخب، اضافة الى شعور دول بمحاولة الهيمنة السعودية على دول المجلس.

ولم تخف المصادر الدبلوماسية استياء الكويت من سلطنة عمان لما وصفتها محاولة “تعكيراجواء القمة” والتي حاول امير الكويت تلطيفها قبيل انعقاد القمة، خاصة عندما اصطحبامير قطر في زيارة خاطفة الى العاصمة السعودية ولقاء الملك عبدالله لكسر الجمود بين البلدين خاصة فيما يتعلق بملفي مصر وسوريا، حيث لا تخفي السعودية اتهامها للدوحة بدعم جماعة الاخوان المسلمين، فيما تأخذ قطر على الشقيقة الكبرى دعم سلطات “الانقلاب” في القاهرة.

واضافت المصادر بان كواليس القمة شهدت تحفظات عمانية وقطرية على الصيغة التي وردت في البيان الختامي حول مصر، حيث طلبتا اجراء تعديلات في البيان الختامي للقمة بشكل لا يتضمن أي اشارة تأييد للنظام المصري الحالي، في حين ان السعودية اقترحتالاعراب عن مساندة دول المجلس لمصر قيادة وحكومة وشعبا.

ويشارك في قمة الكويت إلى جانب أمير الكويت الذي تترأس بلاده القمة، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، فيما تغيب قادة كل من السعودية والامارات وسلطنة عمان، وفي الوقت الذي نشطت فيه الديبلوماسية الكويتية للتخفيف من حدة الخلاف السعودي العماني بشأن معارضة السلطنة للمقترح السعودي لإقامة اتحاد، تفاقم الغضب السعودي على مسقط والذي بدا من خلال تعليقات الصحف السعودية امس الثلاثاء، ووصل الى حد التلويح بوقف المساعدات المالية التي كان قد قررها مجلس التعاون للسلطنة.

وانفجر الغضب السعودي على سلطنة عمان من خلال تعليقات الصحف السعودية التي بالعادة تعكس وجهة النظر الرسمية، ولوّح رئيس تحرير صحيفة “الاقتصادية” بقطع الدعم عنها في حال خروجها من منظومة مجلس التعاون.

وقال “بما أن السلطنة تهدد بالخروج من المجلس، فالطبيعي أن الدعم الخليجي سيتوقف ولن يستمر”.

وقدر بأن خسائر السلطنة ستربو على السبعة مليارات دولار في السنوات السبع القادمة.

ويذكر ان مجلس التعاون قرر قبل نحو اربع سنوات تقديم مساعدات ماليه لسلطنة عمان بمبلغ 10 مليارات دولار على مدى عشر سنوات، ومثلها لمملكة البحرين. واتهم رئيس تحرير “الاقتصادية” سلطنة عمان بالتقرب إلى إيران أكثر من دول مجلس التعاون. وقال “الشقيقة عمان مع الأسف تقول غير ما تفعل، فعلى سبيل المثال زيارات مسؤوليها لإيران أكثر من زياراتهم للرياض”. وذهبت صحيفة “الرياض” في كلمتها التي جاءت بقلم يوسفالكويليت إلى التقليل من أهمية الانسحاب العماني. وقال الكويليت “القرار العماني (بالانسحاب) إذا ما وصل إلى نقطة الافتراق فلن يكون الكارثة”.

وفي السياق ذاته قال رئيس تحرير صحيفة “الرياض” تركي السديري “إن أي أحد لا يقبل أن يفرض على عمان وجوداً هي من الأساس بعيدة عنه”.

واوضحت مصادر اعلامية ان السلطنة لن تعارض قيام الاتحاد رغم انها تتحفظ عليه وترفض الانضمام اليه اذا ما قام. واشارت الى ان السلطنة لو ارادت معارضة المقترح السعودي لاستخدمت حق النقض حيث ان النظام الاساسي لمجلس التعاون ينص على انالقرارات تصدر بالاجماع.

ويبدو ان الرفض العماني سببه سياسة “النأي بالنفس” التي تتبعها عمان منذ قيام مجلس التعاون عام 1981.

وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون اجتماعهم التحضيري الثاني للقمه ليل امسبعيدا عن الاعلام واضوائه وعلى طريقة “استعينوا على قضاء خلافاتكم بالكتمان”.

وذكرت المصادر ان سلطنة عمان متحفظة على بعض القرارات المتعلقة بتعزيز قوات درعالجزيره وزيادة عددها وعلى الخطوات المؤديه لـ”اقامة حلف عسكري خليجي”.

ويرى مراقبون ان مسقط ترى ان يتركز التعاون المشترك على التعاون الاقتصادي والوصول الى السوق المشتركة التي لم تستكمل اجراءاتها حتى الان..

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق