القائد: اتخاذ نهج الانفعال والدفاع أمام الهجمة الثقافية الغربية أسلوب سيىء ومضر جداً
* الثقافة والقيم الثقافية تشكل روح وهوية الشعب ولا تتبع الاقتصاد والسياسة بل الاخيرتان تتبعانهما
* لا بد من بث النشاط والبهجة بين الشباب لتتحول ايران الى مرجع علمي وبناء للحضارة الاسلامية الحديثة
* لماذا لا نصر نحن على قيمنا الثقافية السامية عندما يلح الغربيون على بعض القضايا غير المعقولة والانحرافية ؟
* روحاني: عازمون على اتخاذ اجراءات لاكمال دورة العلم والتكنولوجيا بالبلاد وانتاج الثروة العلمية وزيادة القوة الوطنية
طهران – حذر قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد على الخامنئي من خطورة الهجمة الثقافية الغربية، مؤكدا ضرورة مواجهة هذه الظاهرة بالحكمة والعمل المبدع.
واعتبر سماحة القائد الخامنئي خلال استقباله أمس الثلاثاء، رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية بالبلاد، اعتبر أن اتخاذ نهج الانفعال والموقف الدفاعي الصرف امام الثقافة المهاجمة بانه الاسلوب الاسوأ والاكثر اضرارا في التعامل مع هذه الظاهرة، داعيا الى التعاطي بحكمة مع الظواهر الثقافية واستمرار التقدم العلمي في الجامعات وصياغة مبادئ تحول العلوم الانسانية وحماية اللغة الفارسية.
وقال سماحته في معرض اشارته الى اهمية ومكانة الثقافة في المجتمع، إن الثقافة والقيم الثقافية تشكل روح وهوية الشعب، ومؤكدا ان الثقافة لا تتبع الاقتصاد والسياسة، بل ان الاقتصاد والسياسة، يتبعان الثقافة.
واكد سماحة قائد الثورة الاسلامية، ان ثمة حقيقة وثقافة تدعي “نحن قادرون” قائمة بين شبان البلاد، داعيا الى تعزيز هذه الثقافة الباعثة على النشاط والبهجة لتتحول ايران الى مرجع علمي وبناء الحضارة الاسلامية الحديثة.
واعتبر سماحته ان ابداء الحساسية ومواجهة القضايا الثقافية المخربة تعد من واجبات الحكومة في مجال الاشراف والمراقبة، وقال: اننا جميعا نتحمل مسؤولية شرعية وقانونية امام القضايا الثقافية والثقافة العامة للبلاد.
واكد: ان الثقافة تعتمد دائما على حضور الجماهير، قائلا: ان تسليم القضايا الثقافية الى الشعب لا يلغي واجب الحكومة في المراقبة والتوجيه كما ان حضور الحكومة والدولة في الميدان الثقافي لا يلغي الحضور الجماهيري.
واشار سماحة القائد الثورة الاسلامية الى بعض التصريحات غير المسؤولة حول الحريات الثقافية على غرار الغرب، وقال متسائلا: لماذا لا نصر نحن على قيمنا الثقافية السامية عندما يلح الغربيون على بعض القضايا غير المعقولة والانحرافية مثل الاختلاط بين المراة والرجل وتقديمه على انه مساواة بين المراة والرجل او نمط حياتهم وتقديمه على انه تقدم وحداثة؟ .
وراي سماحة القائد ان وجود كبار المسؤولين وكذلك شخصيات علمية وثقافية صاحبة اثر في المجلس الاعلى للثورة الثقافية يشكل اهم موقع قوة له، وقال: ان هذه القضية تسهم في الا يكون موضوع الثقافة تابعا لتغيرات التيارات السياسية وان تحظى الحركة الثقافية للبلاد بالثبات والاستقرار فضلا عن خروجها عن حالة الروتين اليومي.
واشار سماحته الى تصريحات بعض الوجوه الثقافية والسياسية للبلدان المختلفة بما فيها الدول الاوروبية حول الغزو الثقافي الذي تمارسه امريكا ضد سائر الثقافات وقال: ان الحقيقة التي نبهت اليها قبل اعوام تجسدت الان بصورة لا يمكن انكارها.
كما اشار الى حقيقة اخرى والمتمثلة في عمل واداء المئات على الاقل من وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة والنشاط الالكتروني في العالم بهدف التاثير على اذهان وسلوك الشعب الايراني.
واعتبر القائد ان العمل والابداع يشكلان الاساس في التعاطي الحصيف مع مقولة الغزو الثقافي مؤكدا ضرورة التصدي لهذه المقولة من خلال النشاط المبدع.
ودعا سماحته وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي الى ان تضع على جدول اعمالها انتاج الكتاب وترجمة الكتب المفيدة وانتاج الافلام السينمائية الجذابة مع التاكيد على الطاقات الهائلة لانتاج الافلام وانتاج الالعاب الكمبيوترية المفيدة والترويج للالعاب المليئة بالحركة وانتاج الالعاب ذات المغزى والجذابة.
ولفت ، انتباه المجلس الاعلى للثورة الثقافية الى ضرورة الاهتمام الكامل باستمرار التقدم العلمي في الجامعات والمراكز البحثية. معتبرا السرعة العلمية الهائلة للبلاد والتقدم العلمي في العقد الاخير بانه حدث مبارك الامر الذي اقر به معارضو ايران حتى.
واعرب سماحته في جانب اخر عن قلقه لعدم الاهتمام الذي تلقاه اللغة الفارسية وانتقد استخدام المفردات الدخيلة عندما توجد مفردة فارسية، داعيا المجلس الاعلى للثورة الثقافية الى مواجهة اي تقويض واضعاف للغة الفارسية المعمقة والعذبة وبذل الجهود لتعزيز وتوسيع اللغة الفارسية في كافة المجالات.
كما تطرق سماحة القائد الى واجبات المجلس الاعلى للثورة الثقافية في مجال العلوم الانسانية وقال ان هذا المجلس يجب ان يقوم بصياغة المبادئ العلمية والفلسفية لتحول العلوم الانسانية باعتبار ذلك اكثر الاعمال اساسية.
وفي مستهل اللقاء تحدث رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني فاعتبر المجلس الاعلى للثورة الثقافية بانه ارفع مؤسسة لوضع السياسات الثقافية في البلاد.
واشار الى قرارات المجلس الناجحة لاسيما في مجال انتاج العلم والتكنولوجيا مؤكدا ان الحكومة عازمة على اتخاذ اجراءات جادة لاكمال دورة العلم والتكنولوجيا في البلاد وانتاج الثروة من العلم وزيادة القوة الوطنية.
واكد الرئيس روحاني عزم حكومته على وضع قرارات المجلس الاعلى للثورة الثقافية موضع التنفيذ وقال ان من بين وثائق المجلس الوثيقة المتلعقة بالنخبة اذ ان الحكومة ستتخذ اجراءات لتطبيقها وحماية الشركات العلمية الاساس.
وافاد الموقع الرسمي الالكتروني لمكتب سماحة قائد الثورة الاسلامية، ان اللقاء جاء في الذكرى السنوية لتأسيس المجلس الاعلى للثورة الثقافية في ايران.
وتم تأسيس المجلس بامر من الامام الخميني (ره) مؤسس الجمهورية الاسلامية عام 1980 ويرأسه رئيس الجمهورية فيما يعد احدى المؤسسات الحكومية في الجمهورية الاسلامية في إيران.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق