التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الغطرسة الاميركية لا تستثني حتى رعاياها 

واشنطن التي حاولت منذ عام 2007. التهرب عبثا من دفع استحقاقات اختفاء روبرت ليفنسون احد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في جزيرة كيش الايرانية والتي وصفت مهمته حينها بانه كان في “رحلة اعمال”، اضطرت اخيرا وعلى مضض الاعتراف بمهمته الجاسوسية وان كان ذلك بشكل غير رسمي على ما يبدو تمهيدا لصفقة للافراج عنه. غير ان جاي كارني المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض الذي جوبه بالمعلومات التي كشفتها الواشنطن بوست ووكالة اسيوشيتدبرس حول مهمة ليفنسون في ايران بانه كان يعمل لحساب “السي آي ايه” ويتلقى اجرا مقابل مهمات استخبارية، تعامل بحذر مع الموضوع فاكتفى بالقول بان “ليفنسون لم يكن موظفا في الحكومة الاميركية عندما اختفى في ايران، لكنني لن ادلي بمزيد من التعليقات عما كان يفعله اولا يفعله في ايران”.

هذا التخبط الاميركي الرسمي الواضح، حول مهمة العميل السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي(اف بي آي) والذي يكتشف المرء بسهولة من خلال فحوى الحديث عن مهمته الجاسوسية، يدلل على مدى ارتباك الادارة الاميركية مع هذا الحدث واللااخلاقي والمنافي للحقوق الدولية وسيادة الشعوب.

لكن على ما يبدو ان ليفنسون هو جاسوس من العيار الثقيل حيث لم يعترف لحد الان عن مهمته الجاسوسية ولن يدلي بأي معلومات حولها، لكن دخول الرئيس اوباما مباشرة على الخط وطرح موضوعه اثناء تحادثه الهاتفي مع الرئيس روحاني في نيويورك ومتابعة جان كري وزير الخارجية الاميركي هذا الامر مع جواد ظريف يدلل على ان الرجل صيد ثمين وليس عميلا عاديا في “السي أي ايه” بل هو في موقع متقدم وان المهمة التي كان فيها يبدو معقدة وكبيرة تتطلب هذا المستوى من التدخل، غير ان الادارة الاميركية هي الاخرى تتملص عن تقديم اية ايضاحات لفك لغز ليفنسون ومهمته في ايران.

لكن الضغوط الكبيرة التي تقوم بها عائلة العميل ليفنسون على الادارة الاميركية لتحديد مصيره اجبرت وزير الخارجية جان كري يوم السبت في حديثه لقناة ABCالاميركية الدفاع عن ادارته بانها “تواصل مساعيها لتحريره وانها لن تتركه” وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية التي تنصلت هي الأخرى كالساسة في واشنطن عن وجود أي ارتباط لها بهذا العميل، اضطرت أخيرا وبعدما فضح أمرها ومهمة عميلها بان توفد مبعوثا عنها لزيارة عائلة ليفنسون وتقديم الاعتذار عن ذلك مع دفع مبلغ 5/2 مليون دولار كحق للسكوت عن سحب شكواها من القضاء.

وبعد هذه الفضيحة من الطبيعي ان يتبادر هذا السؤال الى اذهان الرأي العام العالمي وهو كيف يمكن الاعتماد والتعويل على وعود وعهود دولة لم تكن صادقة حتى مع أبناء شعبها الذين يخاطرون بأنفسهم من اجلها!!

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق