معرقلو جنيف -2
مما لاشك فيه ان الدول المعادية للحكومة السورية والتي أججت الاوضاع وبهذه الصورة المأساوية التي عليها الان خاصة بعد فشلها من الحصول على اجماع دولي لانهاء الحكم القائم من خلال الحرب المباشرة لذلك لجأت وبصورة دراماتيكية معقدة الى تشكيل مجاميع للمعارضة والتي تنوعت اشكالها وتوجهاتها وقامت كل دولة تدعم فصيلا او مجموعة من هذه المعارضة عسى ولعل ان تحقق بعض الانتصارعلى الارض لكي تستطيع ان يكون في يديها شيئا ما عندما تحضر مؤتمر جنيف ــ2.
الا ان تشتت هذه المعارضة والتقاتل فيما بينها على المنافع المادية بحيث وضعها في موقف ضعيف أمام قدرات الجيش السوري بحيث أخذت تخلي مواقعها الواحدة بعد الاخرى، وكذلك فرار قادتها وبصورة مخزية كما جرى لرئيس اركان مايسمى بجيش الحر، لذلك فان الدول الداعمة للمجموعات المسلحة الارهابية كأميركا وفرنسا والسعودية وقطر وغيرها فانهم وبعد الظروف التعسة التي تعيشها هذه المجموعات فقد تملكهم الاحساس بالاحباط الكبير لذلك لم يتبق لديهم سوى ان يمارسوا دورا ضاغطا من أجل ان لا ينعقد مؤتمر جنيف -2.
ومن هنا صدرت تشكيكات وزير الخارجية الفرنسي فابيوس حول انعقاد جنيف -2 وكذلك فان واشنطن بدورها وبعد ان خسرت الجيش الحر فهي تفتش اليوم عن بعض المجاميع المسلحة لتعقد معها جولة من الحوار على الارض التركية وكما اوضحت بعض المصادر الاعلامية انها اختارت الجبهة الاسلامية في الشمال السوري لهذا الغرض عسى ولعل يمكنهم ان يحققوا شيئا على الارض لكي يذهب الاميركان وهم مملوؤا اليد الى مؤتمر جنيف -2.
ولكن الاوضاع القائمة اليوم وحسب التقارير الواردة من الارض السورية تعكس صورة تختلف جملة وتفصيلا عما ترغب به واشنطن وباريس والدول الداعمة للارهاب خاصة وان الجيش السوري وفي عمليته الجديدة الواسعة في عدرا والتي وفي بدايتها راح فيها المزيد من الارهابيين بين قتيل وجريح وانهزام الاخرين مما يعكس وبصورة لا يقبل النقاش ان الحكومة السورية والتي اعلنت مشاركتها في جنيف ستكون يدها العليا وتستطيع ان تفرض شروطها على الدول الاستكبارية المعادية وان تقرر وبصورة قطعية مع أي معارضة تتباحث وتتحاور، لانها اعلنت ومن قبل انه لايمكن ان تجلس على طاولة واحدة مع المجاميع الارهابية التي تلطخت ايديهم بدماء ابناء الشعب السوري الابرياء.
اذن فان محاولات عرقلة عقد جنيف – 2 لن تتوقف من قبل الدول الداعمة للارهاب لانها ادركت انها الخاسرة الوحيدة في هذا المجال فلذلك فهي تحاول ان توجه المعاذير والتبريرات لافشال انعقاده.
الا ان المؤشرات تؤكد ان المجتمع الدولي قد عقد عزمه على عقد مؤتمر جنيف -2 وان الدعوات جاهزة لا رسالها الى الدول التي ستشارك في هذا المؤتمر بالاضافة الى دعوة كل من الحكومة السورية والمعارضة المدنية غير المسلحة ان تحدد اعضاءها الذين سيشاركون في هذا الؤتمر مما يعكس ان الؤتمر سينعقد رغم كل العراقيل التي تضعها بعض الدول.
ولابد من الاشارة وفي نهاية المطاف ان الذين يعارضون او يحاولون افشال عقد المؤتمر جنيف -2 فانهم وبذلك يريدون ان يبقى نزيف الدم السوري مستمر ولا يريدون لهذه الازمة ان تنتهي وهذا ماصرح به الا مير تركي الفيصل مؤخرا لانها لم تحقق اهدافهم الاجرامية ولذلك عليهم ان يستعدوا للمساءلة والمحاسبة لانها دعمت الارهاب والارهابيين.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق