التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

النظام السعودي و”الانتحاريين”: عداء في العلن وتحالف في الخفاء 

 

متابعه / الرأي
تنظيمات “دولة الإسلام في العراق والشام” “جبهة النصرة” “جيش الإسلام” “جيش محمد” “زياد الجراح” وغيرها من المجموعات التكفيرية التي تتبع إلى القاعدة وتنتشر في كل من سوريا والعراق وأفغانستان ولبنان تنفذ وبشكل شبه يومي هجمات إنتحارية تتسبب بسقوط عشرات الضحايا والجرحى تعلن انتمائها للنظام السعودي.
هذه التنظيمات لا تتردد بطريقة دورية عن إعلان انتمائها للنظام السعودي، فيما تشير التقارير الإعلامية في كبريات الصحف أن النظام الحاكم في السعودية يظهر على أنه واحد من أكبر الجهات التي تدعم وتمول هذه التنظيمات.
السعودية وعلى الرغم من دعمها المعلن لهذه التنظيمات الإرهابية فلا يتوانى مفتي النظام السعودي عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ عن إصدار الفتاوى التي تدعي رفضها للهجمات الانتحارية والتي تعتبر “جرائم كبرى” وفقا لادعاء الشيخ السعودي.
تصريحات المفتي السعودي لاتخرج عن كونها جزء من الآلة الإعلامية والدعائية للنظام القائم في الرياض والذي يعتمد على دعم الجماعات الإرهابية كوسيلة تضمن له البقاء في الحكم والسيطرة على مقدرات شبه الجزيرة العربية وتسخيرها لمصلحته ومصلحة حلفائه .
الدعم السعودي لهذه التنظيمات الإرهابية في الحقيقة ومهاجمتها عبر وسائل الاعلام لم ينفصل منذ نشأة تنظيم القاعدة في أفغانستان عندما كان النظام السعودي هو الأب الشرعي لتنظيم “أسامة بن لادن” الذي يتحدر من كبرى العائلات الحاكمة في المملكة، حيث ابتكرت السعودية هذا التنظيم بالتعاون مع حليفها الأميركي لمحاربة الاتحاد السوفييتي في وقتها واستخدام الدين كسلاح ضد السوفييت.
واليوم تظهر السعودية كمستفيد أكبر من الحرب التي تخوضها كافة التنظيمات التابعة للقاعدة في مختلف مناطق انتشارها فبدءا من أفغانستان وباكستان التي يظهر فيها تظيم القاعدة على أنه الطرف الأقوى في وقت تنتظر فيه البلاد من انسحاب القوات الأميركية إلى العراق وسوريا التي يبدو فيها انتشار القاعدة هو الأوضح والأكثر اقترابا من تحقيق المصلحة السعودية المعادية للحكومتين السورية والعراقية اللتان تعتبران حليفتين لإيران والتي يعتبرها النظام السعودي عدوا أكبر أبدت في سبيل محاربته استعدادها للتحالف حتى مع الكيان الصهيوني وليس فقط مع القاعدة.
هكذا وبسبب كل ذلك يبدو النظام السعودي اليوم متصالحا مع تاريخه الطويل المستعد “للتحالف مع الشيطان” في سبيل تحقيق غريزته الأساسية القائمة على أساس بذل كل شيء في سبيل الحفاظ على السلطة والمال والاستيلاء على ثروات أراضي نجد العربية منذ تأسيس المملكة على يد عبد العزيز آل سعود.
الشيخ «عبدالله محمد كتمتو» إمام مسجد الوسيم ونائب رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، أكد في تصريحات خاصة لوكالة أنباء فارس أن الفتوى السعودية تحمل الكثير من التناقض وذلك حسب الرؤية الشرعية لجميع الطوائف الإسلامية “سنّة وشيعة” والتي حرمت الانتحار بكل صوره، باستثناء العمليات الاستشهادية التي تستهدف عدوا احتل أرضاً أو عدو عاث فساداً في الأرض.
وتساءل كيف يتم تبديل الحكم الشرعي بتبدل العدو ..؟ وكيف تصنع الفتوى على قياس العدو الجديد؟، لافتاً أن الحكم الشرعي يستند إلى قواعد وأصول واستدلالات محددة لايمكن تغييرها بتغير المصالح، معتبراً أن السعودية غيرت حكمها الشرعي الذي رفضت فيه سابقاً محاربة العدو الإسرائيلي عن طريق العمليات الاستشهادية هي نفسها اليوم ترسل الانتحاريين إلى سوريا وتبيح القتال في سوريا عبر العمليات الانتحارية التي توقع أناس أبرياء لاذنب لها شهداء، مضيفاً أن خطاب حماس تغير بتغير الدول الراعية لها، فبعد خروجها من سوريا حضن المقاومة حيث كان خطابها مقاوم معتدل، وانتقلت بعد وصولها إلى قطر إلى الخطاب الإخواني التكفيري والذي لايناسب الفكر الإسلامي الأصيل الداعي للسلام والمحبة.
ويؤكد “كتمتو” أن سوريا بدأت بمحاربة هذا الفكر رغم الظروف الذي تمرّ بها، مستدل على ذلك بمؤتمر عقد في فندق “الداما روز” في دمشق حول التصدي للفكر التفكيري في الأرض وليس فقط في بلاد الشام أو الوطن العربي بل بكل أنحاء العالم، فالحفاظ على الأرواح البريئة لايقف عند حدود أو جغرافياً.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق