التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

العلاج عن بعد وفرص نجاحه 

يساعد العلاج عن بعد في تخفيف مشكلة نقص الأطباء في بعض المناطق الريفية النائية في ألمانيا. لكن هذا النوع من العلاج لا يزال يواجه عوائق تقنية وعدة تحفظات في بلد اعتاد المرضى فيه على التواصل مباشرة مع طبيبهم.
تعتبر ألمانيا من الدول المتقدمة التي تتميز ببنية تحتية متطورة في قطاع الصحة، كما يتوفر بها عدد كاف من الأطباء، فلكل 1000 مواطن يوجد حوالي 4 أطباء، وهو ضعف عدد الأطباء المخصص لمعاينة وعلاج نفس العدد من المرضى في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا. ورغم ارتفاع عدد الأطباء في ألمانيا، إلا أن هذه الأرقام لا تعكس نسب توزع الأطباء في البلد. ذلك أن “هناك العديد من المناطق الريفية النائية التي لا يتوفر بها عدد كاف من العيادات الطبية والتي تكلف المريض رحلة يوم كامل حتى يتمكن من الحصول على علاج لدى طبيب مختص”، على ما يقول فولفغانغ لووس، رئيس الجمعية الألمانية للعلاج عن بعد، في حديث له مع DW، مشيرا إلى ضرورة وجود حل لهذه المشكلة.
وكحل لهذه المشكلة يقترح لووس دعم إمكانية إشراف الطبيب على المريض وهو في منزله، وذلك عبر شاشة توفر فرصة التواصل بين الطرفين بالصوت والصورة معا أو الكشف عن حالة المريض عبر نقل مستمر لبياناته بشكل رقمي.
وفي ألمانيا نجح الطب الرقمي فعلا في علاج حالات السكتة الدماغية، إذ ترتبط المستشفيات الصغيرة بالمستشفيات المتخصصة، ما يتيح إمكانية التواصل مع الأطباء المختصين عبر الفيديو في حال وجود بعض الاستفسارات.
وتتوفر إمكانية العلاج عن بعد أيضا حتى لأولئك المرضى المصابين بأمراض قلبية مزمنة، فمن خلال أجهزة القياس يتواصل الكثير من المرضى بالمراكز الطبية. وهذا الأمر يتيح الاتصال بالطبيب مباشرة لدى حدوث تدهور في حالة المريض. بيد أن العلاج عن بعد في ألمانيا يخضع لقيود محددة.
قيود تحد من حرية العلاج عن بعد

ووفقا للقوانين التي تنظم مهنة الطبيب، يحظر على الأطباء في ألمانيا تقديم أي تشخيص للمريض بدون رؤيته ومعاينته مباشرة. وهذا ينطبق أيضا على إجراءات العلاج عن بعد. أما في سويسرا، فالتشخيص عن بعد أقل لا يخضع لقيود مشددة كما في ألمانيا، فلدى شركة ميدغيت السويسرية مثلا يمكن للمريض الحصول على استشارة طبية عبر الهاتف، إضافة إلى حصوله على وصفات طبية أحيانا.

لكن الأمر مختلف في ألمانيا، حسبما يرى فرانز بارتمان رئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في رابطة الأطباء الألمان. ويدعو فرانز إلى تخفيف حظر العلاج عن بعد في ألمانيا وتوفير المزيد من الإمكانيات التي تسهل هذا النوع من العلاج، مؤكدا على ضرورة الاتصال المباشر بين الطبيب والمريض.

 

وقد تعود المرضى في ألمانيا على التواصل مباشرة مع الطبيب، ما يجعل العلاج عن بعد غير محبذ لدى العديد من الألمان، على ما يقول فرانز. ويشير في هذا السياق إلى مساوئ هذا العلاج في بعض الدول الإسكندنافية بقوله “في السويد يتم التواصل في البداية بين المريض والممرضة التي تقوم بنفسها بتحديد درجة الرعاية التي يحتاجها، وفي النهاية يأتي دور الطبيب”. كما توجد الكثير من العوائق التقنية التي تقف في طريق توسيع العلاج عن بعد في ألمانيا. ذلك أن في المناطق الريفية مثلا لازالت سرعة الانترنت بطيئة، ما يعيق نقل البيانات الرقمية للمريض، الأمر الذي يحول دون التواصل بسرعة بين المريض والطبيب.

عندما يتحول الطب الرقمي إلى طب عالمي

على صعيد آخر، أصبح العلاج عن بعد وسيلة للتواصل الطبي عبر أنحاء العالم، وفق فولووس الذي يشير إلى التعاون الطبي بين أحد المستشفيات في مدينة فرانكفورت الألمانية ومستشفى آخر في بروناي الواقعة جنوب شرق آسيا. ويوضح أنه أصبح بإمكان الأخصائيين الألمان التواصل مع زملائهم في آسيا عبر الفيديو وعلى مدار الساعة.

كما يوجد مشروع آخر للعلاج عن بعد من قبل البنك الألماني للتنمية في فيتنام، ويقوم هذا المشروع على ربط العديد من المستشفيات عبر شبكات العلاج عن بعد في المناطق الريفية مع المستشفى المركزي في العاصمة هانوي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق