“داعش” سترفض وتقبر في الانبار
ما اعلنه رئيس الوزراء العراقي بالامس من ان تنظيم داعش الارهابي قد اعد العدة لاعلان الدولة الاسلامية في الانبار، وان دولة خليجية كانت مستعدة للاعتراف بهذه الدولة، وقد اكد المالكي ان هذه المعلومات قد ادلى بها بعض المعتقلين الجدد خلال معارك الرمادي، ومن اللافت ان تصريح المالكي لم يلق أي استغراب من قبل العراقيين بمختلف توجهاتهم لان من الواضح ان هذه الدولة الخليجية التي لم يسمها بل اشار اليها بالايحاء ان العراقيين ومن خلال المتابعة المستمرة وخلال عقد من الزمن يستطيعون ان يؤشروا على هذه الدولة وبوضوح تام وهي السعودية التي ليس فقط عارضت العملية السياسية العراقية الجديدة بل انها رفعت سلا ح محاربتها لاسقاطها وبأي صورة كانت، ونعتقد ان المعلومات التي تمتلئ به الدوائر الامنية المعنية في العراق عن هذا التدخل السعودي لايمكن احصاؤها، ولكن الايام بدأت تكشف ذلك وبوضوح بحيث لم يعد هناك مجالا للتمويه او التضليل.
والمؤشر الاقوى لمعاداة السعودية للحكم العراقي الجديد هي عدم ارسال سفيرها الى هذا البلد، وكذلك دعمها لبعض القوى السياسية ماليا ولوجستيا لتساهم في عرقلة العملية السياسية بشتى الطرق من اجل ان لايتقدم ولا يتطور العراق وان لايعيش الشعب العراقي حياة تملؤها الامن والاستقرار .
وقد استخدمت السعودية مختلف الاساليب التي تعتقد انها توصلها الى هدفها من ارسال الارهابيين ودعهمم من اجل اقلاق الوضع الامني لاظهار عجز الحكومة من السيطرة على البلاد بهدف اثارة الشعب العراقي ضد الوضع الجديد، بالاضافة الى الاعلام المكثف والمزيف الذي تمارسه بعض الفضائيات التي تسير في التوجه السعودي من ابراز الحالات السلبية فقط لتحقيق نفس الهدف الانف الذكر.
الا ان وبعد مضي اكثر من عشر سنوات على هذا الاسلوب في التعامل مع الوضع العراقي الجديد وجدت السعودية نفسها انها افلست في الوصول الى اهدافها لذلك بادرت الى غدق الاموال الكبيرة من أجل اثارة مكون من مكونات الشعب العراقي وفي المنطقة الغربية تحت ذريعة تحقيق بعض المطالب المشروعة، الا انه وبعد فترة تحولت هذه المنصات الى دعوات لاسقاط الحكومة، مما عكس انها قد خرجت عن مسارها التي بدأت به بل اكدت بعض الاوساط الاعلامية انها كانت في بدايتها خدعة من اجل الوقوف على أرجلهم ومن ثم يمارسون الدور الذي خطط لهم من قبل الذين دفعهم الى هذا اللون من السلوك وقد ظهرت الحقيقة الناصعة عندما قررت الحكومة العراقية ازالت خيام الاعتصام بعد ان اكد اهالي الرمادي انها اصبحت ملاذا كبيرا للارهابيين والقتلة وكذلك منطلقا لاستهداف العراقيين في بغداد والمحافظات الا خرى .
ولم تمض سوى ايام على العملية البطولية التي قام بها الجيش ضد هؤلاء القتلة حتى ظهرت المعلومات التي تكشف عن خطة خبيثة هدفها استقطاع الانبار لان تكون دولة اسلامية يتصرف فيها الارهابيون من داعش ومن يسندهم.
واللافت في الامر وكما ذكرت بعض الا وساط الاعلامية ان السعودية قد ابدت رغبتها في مساومة الحكومة العراقية حول الارهابي والطائفي المعتقل احمد العلواني مطالبة باطلاق سراحه مقابل اطلاق سراح 300 معتقل عراقي لديها مما يعكس مدى اعتماد السعودية على هذا الرجل الذي كان يدير منصات الاعتصام ويثير الفتنة من على منابرها .
ومن خلال ما تقدم يتطلب من الحكومة العراقية ان لا توقف عملياتها العسكرية حتى القضاء هذا التنظيم الارهابي وحماته ودفنه في الانبار ،لكي تقطع كل أيادي الدول الداعمة لهم هذا من جانب، ومن جانب اخر وبعد الا نتهاء من هذه الازمة، يستدعي من الحكومة العراقية التحرك سياسيا وعلى المستوى الاقليمي والدولي لمحاكمة الجناة بعد وضع كل الوثائق التي لديها والتي تؤكد تدخل بعض الدول الخليجية وخاصة السعودية سلبيا في الشأن العراقي من اجل ان لا تذهب دماء العراقيين التي سالت على يد الارهابيين المدعوميين من قبلهم هدرا.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق