التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

حين يكون الطقس ملوثا! 

بين (هذا ) المثقف و(ذاك ) الإعلامي حكاية لاتنتهي عن التنافس و الصدارة ، ولكن أي تنافس و أي صدارة ؟!
..منذ أكثر من أربعين عاما  وثقافتنا تبلع ريقها المتكلس ..
منذ أكثرمن أربعين عاما ونحن رهن التنظيرات والمفاهيم المتكيسة ،بعيدا عن الصدق و نبض الحياة التلقائي المتدافع ،المتقلب والمتأجج.. والمليء بالاحتياجات والضرورات الآنية والمستقبلية.
منذ أكثر من أربعين عاما و(هذا) المثقف و(ذاك) الإعلامي لايصلحان لشيء ، سوى لمؤامرات وغزوات نرجسية أو وهمية ..
..منذ ذلك الزمن و(هذا) منشغل بنفسه المنتفخة ، أو الملوثة بأنفاس الإطاحة بالآخرين ..
منذ ذلك الزمن و(ذاك) يشتم ويلعن جحيم السلطة والآخر ..سرّا ، بينما يطارد فتات موائدهم ومودتهم في كل الحالات..
وحين كان (هذا) و(ذاك ) قامعين لصوت الآخرين يوما ما ، أصبحا الآن أكثر الأصوات علوّا وسلاطة ، والداعية لحقوق المقموعين .. المضطهدين.
منذ أكثر من أربعة عقود يثرثر (هذا ) و(ذاك ) بكلمات المحبة والسلام ،متلهفين اللحظة التي يجردا فيها الحسام من غمده كي يقطعا رؤوس من يحبون ويودون.!!
يرفضان السرقة والاختلاس والفساد، ببلاغة ولباقة ومنطق يحسدان عليهما ربما، لكنهما أيضا لن يفوتا الفرصة التي تحين للوفاق بقوة مع كل هذا الذي تم رفضه .
يوصمان الآخرين بالجهل والغفلة وانعدام القيم ربما ، بينما يجهلان القيم ذاتها  مثلما يجهلان لغتهما التي يتعاملان معها ، في آن معا ..
أنفقا عمريهما يبحثان عن شهادات التقدير والأوسمة والأنواط من أيدي الأوغاد والفاشلين ، وها هما الآن يمنحان الفاشلين والأوغاد ما كان ينقصهما  .
يبحثان عن الصدارة والسلطة والوجاهة دائما .. وحين تأكدا أن الطقس أصبح ملوثا ،جرّاء تداخل أنفاسهما بأنفاس من يماثلهما، عرفا أن الساحة خلت وفرّ الأنقياء منها ، فحانت لهما ساعة الصدارة..

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق