ذكرى المولد النبوي . . دلالات وعبر ! !
هاشم الموسوي
منذ ان خلق الله تعالى الدنيا بعث الانبياء والرسل لينير الطريق الى البشر و يجنبهم الوقوع في الظلمات والشرك والالحاد ويحثهم على العدل والمساواة بينهم ، وتعاقب اكثر من مائة واربعة وعشرين الفنبي ومرسل لهداية الثقلين اي الانس والجان . واتخذت الشعوب اعياداً لرموزها وخلدت ذكراهم لما قدموه للبشرية من اعمال ومنجزات . واتخذ العرب والمسلمون اعرافاً وتقاليد تطورت خلال اكثر من اربعة عشر قرناًللاحتفال بالمولد النبوي الشريف وكان البلاط العباسي قد اسس لمثل هذه التقاليد واشاع استخدامها في الامصار الاسلامية ، بالرغم من اختلاف المسلمين في تحديد اليوم الذي ولد فيه الرسول الاعظم (ص)، الا ان اتفاق اغلب المسلمين ان يكون يوم الثاني عشر من شهر ربيع الاول هو اليوم الذي بزغ فيه فجر الهداية والايمان و شكل انعطافة تاريخية في حياة العرب والمسلمين وانبلج عصر جديد في وحدانية الله تعالى ورفض الشرك والانحراف ، وبداية حقيقة للهداية والنور والعلم . ان العبرة ليست ان نجدد الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف كل عام باعتبارصاحب الذكرى نبياً بعثه الله تعالى الى العالم ، فحسبوانما لتبوأ امة العرب والمسلمين قيادة العالم وفق عقيدة التوحيد الخالصة واشاعة ثقافة التسامح والسلام والدعوى الى الله الخالق العظيم وطمس كل زيغ الانحراف والرذيلة . ان الاحتفال بالمولد النبوي فرصة لتقريب القلوب والاهواء الشاردة بين المسلمين اولاً ودعوة صادقةلاحرار العالم للاقتداء بيوم سيد الكائنات وخاتم الانبياء والامتثال لتعاليمه التي كانت تنادي بوحدة البشر حتى وان اختلفت دياناتهم ومشاربهم . وبعد هذه المسيرة الطويلة ماذا حقق المسلمون للعالم كي يقتدوا بهم ، لا سيما في هذا القرن بعد ان اختلفوا واصبحت كل فرقة تلعن اختها وكان اخرها ترسيخ مفاهيم التشدد والتطرف وذبح الاخر مجرد الاختلاف معه في الفروع وليس في الاصول . في المقابل يقوم ادعياء الدين والدين منهم براء بشرب دماء المسلمين وغير المسلمين ويكفرون من اختلف معهم ويعيثون الفساد في الارض ، واحيوا بدعاً طالما حرمها الاسلام واجازوا لانفسهم قتل النفس المحترمة لا لشىءسوى لاثبات انهم الدعاة . امام هذه الحقائق كيف نريد من الامم الايمان والاعتقاد بمبادئنا السامية وندعوها الى كلمة سواء؟ ، ويقومالنفر الضال ببقر البطون واستخراج احشاءها واكلها ومطاردة وقتل غير المسلمين . دعوتي الى مرجعيات العالم الاسلامي الى التوحد وعقد المؤتمرات الدولية لتصحيح ما لحق في اذهان شعوب العالم عن جرائم المتطرفين والمتشددين ( المسلمين) وايصال رسالة الى العالم الحر انهم لا يمثلون ديننا ولا لصاحب الذكرى العطرة .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق