مؤتمر عن اللغة العربية في كربلاء
احتفاء بلغة القرآن الكريم وتكريسا للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، عقدت الأمانة العامة للعتبة الحسينية مؤتمرها العلمي الأول بعنوان ( لغة الضاد بين الهوية والتحديات).
المؤتمر الذي أقيمت فعالياته على قاعة خاتم الأنبياء، ضم العديد من البحوث القيمة التي قدمها متخصصون باللغة من بلدان عربية عديدة ، على مدى يومين حول مستقبل اللغة العربية والوعي والسياسة اللغوية وموضوعات أخرى .
ومن البحوث المقدمة في المؤتمر ( دور الإسلام في تأسيس المصطلح العلمي العربي) للأستاذ الدكتور صاحب جعفر ابو جناح متطرقا إلى أثر النهوض الإسلامي في اللغة العربية والمعجم الفلسفي المستجد وتولده من المفردات العربية التي لم تكن تعرف الفلسفة أصلا، وما أنجز من صياغة مصطلحات فلسفية غزيرة في مقابل المصطلحات اليونانية التي ترجم عنها الغرب تراثها في مجمل العلوم التي كانت مزدهرة لديهم، مما أطلق عليه علوم الأوائل الماثلة في علوم الهندسة والرياضيات والطب والنبات والمنطق وسواها، فمصطلحات من قبيل العقل والوجود والعدم والحدوث والقدم والجوهر والعرض والذات والهوية والكيفية والكمية والعلة الأولى والسبب والوجوب والتناقض وما تولد لدى المتصوفة وأصحاب الذكر من مفردات من قبيل المقامات والأحوال والاتحاد والحلول والأشواق والكتمان والأسرار والرؤية والكرامات والأقطاب والأولياء وسواها .
وتناول بحث ( التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية وأثرهما في سلامة اللغة والحفاظ عليها) للدكتور احمد جواد العتابي اهمية التخطيط في ترقية اللغة وحل المشكلات التي تواجهها، فضلا عن عرضه لتجارب بعض المجتمعات التي أخذت مبدأ التخطيط والسياسة اللغوية، إذ يعرض البحث لتجربة تركيا في استبدال الحرف اللاتيني بالحرف العربي، وما اعتمدت من إجراءات تقوم على إصدار القوانين والتوصيات الملزمة في التطبيق، وكان لسياستها اللغوية الأثر الكبير في رسم مستقبل اللغة التركية، إذ دامت هذه السياسة مدة خمسة عشر سنة استطاعت تركيا أن توحد نطاقها الهجائي ومعجمها الوطني، كما يعرض البحث لتجارب الصين واندونيسيا، وما انتهجته فرنسا وما زالت في نشر اللغة الفرنسية والحفاظ عليها وما تقوم بهكثير من البلدان التي تحتفي بلغاتها ولا تسمح بأي حال من الأحوال من النيل منها .
اما بحث الدكتور رحيم الحسناوي ( الوعي اللغوي) فقد انطلق من إدراك أهمية العناية باللغة العربية وعلومها وارتباطها بالقرآن الكريم، كونها لغة النص القرآني، وقد تتبع هذا البحث أهمية العربية وارتباطها بالنص القرآني، إذ تنبع هذه الأهمية من كون العربية لغة القرآن تنزيلا وتأويلا، واذ يحمل القرآن رسالة وخطابا للإنسانية، فإن العربية لغة إنسانية ومن واجب المسلمين أن يظهروا البعد الإنساني لها من خلال إذاعة تعليمها وابتكار أساليب توصيلها إلى الأجيال من أبناء الأمة الإسلامية غير الناطقين بها .
بالإضافة إلى بحوث أخرى هي ( واقع العربية في عصر الصورة)للدكتورعادل نذير و( الازدواجية اللغوية بين الفصحى والعامية) للدكتور عبود جودي الحلي و( منــاهج تدريس اللغة العربية بين الصنعة والفطرة وأهميتها للفرد والمجتمع) للدكتور باقر جواد الزجاجي و(إشكالية النحو العربي/ نحو طريقة استدلالية في تــدريس النحو) للدكتور حسن عبد الغني الأسدي و( من الأغلاط اللغوية الشائعة في المخاطبات الرسمية) للدكتور خالد السياب) و اللغة العربية في عصر المعلوماتية) للـــدكتور مشتاق عبــاس معنو(مستقبل اللغة العربية في الاتصالات الفضائية) للدكتـــور عــلاء الــدين هاشم الخفــــاجي.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق