التأثيرات السلبية لافلام الكارتون على تربية الابناء
مها عبدالرزاق الموسوي
يعتقد الكثير من الاباء والامهات ان افلام الكارتون من الوسائل المهمة في تسلية الابناءى واشغال القدر الكبير من اوقاتهم ، صحيح ان بعضاً منها لا تخلو من المتعة والتعليم تلك التي صنعت بأيدي مخلصين ممن يهمهم صورة المستقبل لابنائهم ووطنهم. إلا ان الطامة الكبرى تكمن في مجموعة كبيرة من هذه الافلام وهي التي تسمى افلام الاكشن والرعب تلك المليئة بمناظر القتل والتقطيع لاعضاء المقابل وباشكال شخصيات الكارتون المرعبة فمنها ذات أربعة ايدي أو عين واحدة أو انف كالسيف أو اسنان بشعة المنظر تقشعر منها الابدان اضف الى ذلك الحركات الخارقة لكل الاعراف التي تمر على الطفل مما تدخله في دوامة المقارنة مع قدراتهوقدرات من حوله فتصيبه بالاحباط حيث انه سيشعر باحتقار تلك القدرات التي لا ترقى واقعاً الى مستوى قدرات الكارتون فيبدأ يقلل من قيمته مع نفسه لأنه لا يستطيع اداء تلك الامكانيات. هذا الشعور سيشكل عقدة النقص لدى الطفل فيضع نفسه دائماً في الخط الخلفي مما يقتل فيه روح القيادة والاقدام وبذلك نخسر الشخصية المبادرة الواثقة وهي من أوليات النجاح والابداع فيبقى الجيل متأخراً في شتى نواحي الحياة وهذا من اكبر عوامل تخلف الأمم. اضف الى ذلك ان هذه الافلام تاكل وقت هؤلاء الابناء كالقوارض فتراهم يحرصون على اوقات عرض هذه الافلام بشكل لا ينازعها فيه الدروس أو اللعب بل حتى الطعام ، وانى لك حيلة في ثنيهم عن ذلك ، فتفشل محاولات الاصطحاب الى شراء هدية او الى نزهة او الجلوس مع الاهل عند طلب ترك تلك المشاهدة ، وهنا لا يمكن اغفال الوقت المستقطع من وقت الدراسة أو قضاء بعض حاجيات الاهل او غيرها بواسطة المشاهدة المبرمجة لافلام (كونان) أو (فتيات القوة) أو (أبطال الديجتال) أو (دراكون بول) أو غيرها وجاء في احدى الاحصائيات ان الوقت المهدور في ذلك ، كان ما معدله عشرة الاف ساعة مشاهدة حتى نهاية مرحلة المتوسطة أي بحدود ثلاثة ارباع الساعة تقريباً في اليوم هذا في المجتمعات التي تراقب وقت ابنائها. فما بالك اذا علمت ان ابناءنا يمضون معظم اليوم مسمرين امام التلفزيون وذلك لعدم وجود وسائل بديلة للتمتع بالوقت وخاصة في العطلة الصيفية ، حتى بدت عليهم البدانة والبلادة لطول فترة الجلوس والخمول ، يضاف الى ما سبق التصورات الخاطئة التي تزرع في عقيدة الطفل كل من افلام (ميكي ماوس) هذا الفأر الذي يسك ويتنقل في الفضاء وله القدرة على تسخير الرياح وانزال المطر. أو افلام (بوكيمون) التي تصور نظرية الاحلال حيث تتطور شخصية منه الى اخرى مغايرة أو تتحد شخصيتان لتتولد اخرى ذات صفات خارقة كما ان ما يلاحظ في كل افلام الكارتون من مظاهر الخلاعات للفتيات والصراخ والقفز والعناق بين الجنسين هذا يرسم صورة في ذهن الطفل عن سهولة انتهاك المحرمات وانتهاك ستر الحياء وكم سمعنا عن تلك الممارسات في المدارس ولا نريد ان نقوم الاجنبية بحجة الطفولة البريئة والعفوية متغافلين ان (بذرة اليوم هي نبتة الغد). وبعد ذلك كم سمعنا من قصص العنف التي يمارسها الاطفال سواءاً على انفسهم أو اخوانهم أو على زملائهم وهنا لا نريد ان نجعل النظر حالكة السواد فنحرم الطفل من كل الافلام. فهناك افلام هادفة تربوياً ومسلية كافلام (توم وجيري) و (افتح يا سمسم) و (مغامرات سندباد) التي صنعت بمختلف لغات العالم وتركت الاثر الطيب حتى في نفوس الكبار فان افلاما كهذه التي تتماشى مع اخلاقنا وتراثنا وتربيتنا هي المطلوبة من اجل خلق مجتمع لا تسوده العقد والانحرافات ..