جنيف 2 لن تكون احسن حالا من جنيف 1
اي كانت الدواعي والاسباب التي دفعت بالامين العام للامم المتحدة ان يسحب دعوته من ايران لئلا تحضر مؤتمر جنيف والذي سنناقشه، لكن ما حدث خطأ فظيع وضربة معنوية لموقع الامين العام للامم المتحدة ومكانته الدولية مما وضعه في مستوى من الدونية بحيث لايمتلك صلاحية حتى دعوة دولة الى مؤتمر دولي عام لدرجة تتجرأ الولايات المتحدة الاميركية ان تضغط عليه لسحبها وهذه اهانة كبيرة موجهة لموقع الامين العام للامم المتحدة وشخصه ايضا على انه مجرد موظف لدى الادارة الاميركية ينفذ ما يؤمر به. والامر الاخر المشمئز هو ان الادارة الاميركية لا تحترم عهودها ووعودها فتسربت معلومات سابقة بان دعوة ايران الى المؤتمر جاءت بعد تنسيق بين لافروف وكري حتى وان تجاوزنا هذه المعلومة كان الاولى باميركا ان تحترم نفسها وتحترم مكانة الامين العام للامم المتحدة للتعتيم على هذه الخطوة حتى وان كانت تصرفا فرديا. اما ايران فانها لم تطلب المشاركة في هذا المؤتمر لكن نزولا عند رغبة الدول الصديقة وعملا بواجبها لانهاء محنة الشعب السوري، اعلنت وعلى الاشهاد اذا دعيت ستشارك بدون شروط مسبقة ولا تعترف ببيان جنيف ــ 1 وهذا هو موقف روسيا ايضا، لذلك ان المشكلة كما يقال في مطرح ثان. فطهران التي اسفت لهذا التصرف اللامسؤول والخارج عن النزاكة من قبل الامين العام للامم المتحدة تجاهها طالبته بتحمل المسؤولية واحترام الموقع الذي يشغله لانه لا يليق بمسؤول دولي بهذا المستوى ان يتنصل بهذه السرعة عن خطوة كان مقتنعا بها ودافع عنها خلال الاسبوعين الماضيين عدة مرات، ان تكون فجأة في خبر كان. وما اثار دهشة طهران انه تهرب من قول الحقيقة وتشبث بموضوع لا صحة له. ان الهاجس الاكبر لاميركا وحلفائها وذيولها هو الحيلولة دون حضور ايران القوي والمؤثر في قلب المعادلات بسبب منطقها القوي واستدلالاتها الدامغة لوقف الارهاب والذبح واعتماد الحوار كشرط اساس لانهاء الازمة الدموية والتدميرية التي قاربت على نهاية سنتها الثالثة والجنوح الى الحل السلمي عبر مشاركة الشعب السوري المباشرة في تعيين حق تقرير المصير والانتخاب بعيدا عن اية تدخلات اجنبية وهذا ما دأبت اليه ايران منذ بداية الازمة ولو عمل القائمون اليوم على مؤتمر جنيف 2 يومها لم تحملوا هذه المتاعب ولما انفقوا مليارات الدولارات سداً. والاهم من كل ذلك لما دمروا سوريا وذبحوا ابناءها وشردوا الملايين من شعبها، فيما بقى الثمن الباهض والتداعيات الخطيرة التي ستأتي عليهم جميعاً اكبر جراء فشلهم وعودة الارهابيين والتكفيريين الى هذه البلدان لينقموا ممن شجعهم ودفعهم للذهاب الى المحرقة السورية. فلذلك ومن خلال الشواهد الموجودة وتحركهم المشبوه تجاه ايران يهدفون الى افشال المؤتمر مسبقا لان نجاحه سيسبب الكوارث وبعض الذي ذكرناه آنفا. * فنجاح مؤتمر جنيف -2 ، يعني هزيمة هذه الجهات ومشروعها الدموي والارهابي الذي كلف المنطقة والعالم خاصة الشعب السوري خسائر واضرارا معنوية ومادية لا تعوض. * نجاح المؤتمر يزيد من فضائح هذه الجهات المتخفية وراء جنيف 2 لذلك تحاول التملص منه . واذا ما اطلعت شعوبها على حجم الانفاقات في حرب خاسرة ومدمرة لا طائل منها فستتحرك ضدها وتطالب بمحاكمتها. لذلك فابعاد ايران عن المؤتمر هو خطوة مقصودة لافشال مؤتمر جنيف والتخلص من تبعاته مع وجود نظام الرئيس الاسد الذي يحضر نفسه وبدعم شعبه للمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة. اما هؤلاء الاغبياء فمازالوا يسرحون في السراب بأمل تحدث معجزة لتغيير المعادلة على الارض ويخرجوا منتصرين وهذه اضغاث احلام دفنها الشعب السوري يوم بدأت الحرب الكونية ضده وتصدى لها بقوة وحزم.
|