التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

خبير ايراني: الولايات المتحدة والسعودية وقطر تنوب عن داعش والنصرة في مؤتمر جنيف2 

الرأي / طهران
أكد الخبير الايراني في الشؤون الدولية، سعد الله زارعي أن واقع مؤتمر جنيف2 حول سوريا والتناقضات الصريحة التي يشهدها العالم فيه تنبئ بفشله، مضيفا ان الولايات المتحدة والسعودية وقطر تنوب عن داعش والنصرة الارهابيتين في هذا المؤتمر.
نشرت صحيفة “كيهان” الإيرانية يوم السبت (25 يناير/كانون الثاني 2014) مقالاً للخبير الايراني سعد الله زارعي حول مؤتمر جنيف2 الذي يتفاوض فيه أطراف النزاع حول حل الأزمة السورية أشار فيه إلى أنه خلال الأسبوعين المقبلين يحاول بعض أطراف الحوار نقل السلطة من الحكومة السورية الحالية إلى حكومة لا دور للرئيس بشار الأسد فيها بغض النظر عن المواثيق والمعاهدات القانونية والدولية ومن جانب آخر فإن الأخضر الإبراهيمي أكد على أن هذا المؤتمر سوف يتمخض عن نتائج وإنجازات مرضية للشعب السوري.
ونوه هذا الخبير إلى ان مؤتمر جنيف1 الذي عقد في العام المنصرم بحضور 80 بلداً عضوا في منظمة الأمم المتحدة تم التأكيد على تأسيس حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات شاملة لذا فسر الأميركان هذا القرار بأنه ينفي أي دور للرئيس بشار الأسد في إدارة دفة البلد مستقبلاً ولابد من تأسيس حكومة مؤقتة في حين أن الروس والكثير من البلدان الأخرى يعتقدون بشرعية الحكومة السورية الحالية ويؤكدون على ضرورة مشاركة جميع المرشحين للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وهذه الخلافات تعتبر عقبة أمام مؤتمر جنيف2 الذي استقطب أنظار العالم نحوه في هذه الأيام.
وأكد زارعي على عدم مصداقية هذا المؤتمر بسبب حضور لجان وبلدان راعية للإرهاب في سوريا بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وقطر والإمارات وتركيا لذا هناك الكثير من التساؤلات التي تطرح حول الأهداف الكامنة وراء عقد هذا المؤتمر، فعندما تقوم بعض البلدان بإرسال الأسلحة إلى سوريا سراً وعلناً وتقدم دعماً لا محدوداً للزمر الإرهابية المتطرفة فكيف يمكنها أن تكون شريكة في حل الأزمة السورية بشكل سلمي؟! فالمثير للسخرية أن السعودية وفي خضم انعقاد هذه المحادثات ترسل الإرهابيين والأسلحة إلى سوريا حالياً وبشكل علني فضلاً عن ذلك فهي تدعم الإرهابيين الذين أمرتهم بمزاولة نشاطاتهم في العراق أيضاً لدرجة أن وزير دفاع آل سعود صرح لوسائل الإعلام بأن بلده سوف يتدخل في العراق لو واصل الجيش العراقي محاصرته لتنظيم داعش الإرهابي في الأنبار! فكيف يمكن لهكذا بلد داعم للإرهاب بكل ما أوتي من قوة أن يدعي أنه يدافع عن حقوق الشعب السوري؟! فهذا التيار الدولي يعارض ملاحقة الجيش السوري للإرهابيين في الأراضي السورية وكأنما يريد التأكيد على أن هؤلاء الإرهابيين مخولون بذبح الشعب السوري وتدمير بناه التحتية دولياً ولابد من إزاحة حكومة الرئيس الشرعي بشار الأسد لكي يتم تأسيس حكومة مؤقتة بدعم من ناشطين إرهابيين!
وأشار زارعي إلى أن هذا المؤتمر قد تتمخض عنه نتائج خطيرة إذا ما تمت المصادقة فيه على ما يرومه داعمو الإرهاب وعلى رأسهم السعودية فهذا يعني إختلاق توجه دولي جديد يمكن أن يتكرر في مناطق أخرى من العالم حيث تتمكن البلدان النافذة من تسليح مرتزقة أو إرهابيين لإسقاط أي نظام حكم معادٍ لها وبالتالي تضفي على هذا التدخل غير المشروع صبغة قانونية من خلال عقد مؤتمر تحضره بعض البلدان الموالية لها تحت مظلة الأمم المتحدة! فعلى هذا الأساس ستصادق منظمة الأمم المتحدة على هكذا قرارات حتى وإن كان النظام الذي يراد إسقاطه شرعياً مائة بالمائة كما أن الأعمال الإرهابية سوف تنتعش في شتى أرجاء العالم وتصبح السياسة الدولية مرتعاً لها فتصول وتجول تحت مظلة دولية.
وقال هذا الخبير أن مؤتمر جنيف2 فيه تناقضات جادة لذلك فإن نجاحه مشوب بهالة من الغموض، ومن هذه التناقضات هو أن البلدان الحاضرة فيه منقسمة إلى فئتين فهناك بلدان لها تأثير على الساحة السورية – سلباً أو إيجاباً – وهناك بلدان ليس لها أي تأثير يذكر أما البلدان المؤثرة فغالبيتها تلعب دوراً سلبياً وقامت بتخريب سوريا وإنعاش الإرهاب فيها، فكيف يمكن لها أن تقر السلام في هذا البلد الجريح؟! وبطبيعة الحال لا يمكن للحكومة السورية ولا الشعب السوري أن يطمئنا لها فهي التي أشاعت الفتنة في البلاد. ومن التناقضات أيضاً هو تغييب بعض مكونات المعارضة عن الحضور في هذا المؤتمر وفسح المجال لبعض الفئات التي تدعي أنها معارضة لكنها تحمل السلاح بوجه الشعب السوري وهي قائمة على أسس إرهابية وفي الحين ذاته ليس لها تأثير كبير على الشعب السوري. والتناقض الجدير بالذكر أيضاً هو عدم حضور بعض البلدان والمكونات المؤثرة في هذا المؤتمر بما فيها الجمهورية الإسلامية الايرانية وحزب الله لبنان ما يوحي بعدم تحقيق أي اتفاق حول الأزمة السورية في هذا المؤتمر لأن جبهة المقاومة هي التي تعين مصير سوريا بداعي حرصها على الأمن والاستقرار والدفاع عن حقوق السوريين وبما تحظى به من دعم شعبي واسع بينما الجبهة الإرهابية بقيادة الأميركان وآل سعود ليس لها أي تأثير على الشعب السوري ولا يمكنها تحديد مستقبله والعالم يعرف جيداً أن التحالف الغربي – العربي – الصهيوني الداعم للإرهاب في هذا البلد هو السبب وراء كل ما تعانيه سوريا والمنطقة من ويلات ودمار. وأبرز تناقض موجود هو وجود معارضة إرهابية مسلحة من غير المواطنين السوريين وهذا يعد أمراً غريباً على الساحة الدولية إذ لم يشهد العالم يوماً أن إرهابيين مشردين مطرودين من مختلف البلدان يجتمعون في بلد لإسقاط حكومته الشرعية تحت مظلة دعم دولي ومقررات منظمة الأمم المتحدة!
لذا أكد زارعي على فشل هذا المؤتمر بسبب ما يشوبه من تناقضات صريحة وبسبب مخاوف بعض البلدان من أن تتحول نتائجه إلى وجهة دولية تهدد كيانها وتصبح أرضية مناسبة لتنشيط الإرهاب العالمي ولتبجح البلدان الداعمة للإرهابيين بأن تفسد الحرث والنسل، فالحقيقة أن زمرتي داعش والنصرة الإرهابيتين ليستا غائبتين عن هذا المؤتمر إذ تنوب عنهما البلدان التي أسستهما بما فيها الولايات المتحدة والسعودية وقطر.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق