كابل ترفض وصاية واشنطن!!
تحاول واشنطن استخدام اسلوب المماطلة او القفز على الاتفاق الأمني المقرر مع الحكومة الافغانية.
وقد نصت مواد الاتفاق على رحيل قوات الحلف الاطلسي (الناتو) من الاراضي الافغانية خلال هذا العام الا ان انطلاق بعض التصريحات من قادة عسكريين او مسؤولين اميركيين بالاصرار على توقيع الاتفاقية لتأمين خطط بقاء قوات اميركية في افغانستان واجه الرفض القاطع من قبل الشعب الافغاني من خلال مجلس النواب، وكذلك ما تؤكده الحكومة الافغانية خاصة وان القيادات العسكرية الافغانية قد اكدت ان قواتها اليوم قادرة على حفظ الامن والاستقرار في هذا البلد.
والمتابع للشأن الافغاني وخلال الشهور القليلة المنصرمة يدرك ان الرفض القاطع لوجود القوات الاميركية وغيرها قد وصل حدا بحيث عبر عنه الشعب الافغاني اولا من خلال التظاهرات الرافضة وكذلك التصريحات المكررة التي جاءت على لسان كرزاي من خلال مطالبته الادارة الاميركية ان تكبح جماع قواتها التي تستهدف الابرياء من الشعب الافغاني من خلال طائراتها بدون طيار تحت ذريعة محاربة الارهابيين.
ولذلك فان واشنطن ومن خلال هذا الوضع الرافض لوجودها فهي مضطرة ان تغادر هذا البلد الا انها تحاول ايجاد الذرائع من اجل بقاء بعض قواتها الا وهي تدريب وتأهيل القوات الافغانية. ولكن هذه الذريعة لم تلق اذانا صاغية من ابناء الشعب الافغاني الذي طالته يد الاجرام الاميركي والذي ذهب من جرائه سقوط عدد كبير من الضحايا الابرياء، وكذلك والمهم في الامر وجود قوات اميركية على الارض الافغانية سيشكل بنفس الوقت ذريعة لتنظيم القاعدة من ان يعزز قدراته في هذا البلد تحت ذريعة محاربة اميركا وقد يعكس هذا الامر التساؤل المهم الا وهو هل تم الاتفاق بين القاعدة وواشنطن على هذا الموضوع من قبل لكي تقبل كابل بشروطها تحت طائلة التهديد؟ ، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ان واشنطن قد هددت كابل بانها قد تقطع مساعداتها فيما اذا رفضت توقيع الاتفاقية.
كل هذه الاساليب الملتوية للادارة الاميركية اثار غضب الرئيس كرزاي والذي صرح بالامس انه لا يمكن ان يوقع الاتفاقية مع واشنطن تحت الضغوط مطالب إياها باعادة النظر في وجودها وكذلك موجها التهمة اليها بانها هي سبب كل المشاكل التي يعانيها الشعب الافغاني من خلال ممارساتها الحمقاء بمداهمة البيوت واعتقال الافغانيين تحت ذرائع واهية والتي امتلأت بهم القواعد الاميركية.
اذن فان اميركا اليوم امام موقف جديد صعب يضاف الى حالات الرفض التي تواجهها في اغلب بلدان العالم. ولذلك ستكون مضطرة للخروج من هذا البلد كما خرجت ذليلة من العراق وبذلك يثبت للجميع فشل سياسة واشنطن القائمة على الغطرسة والهيمنة من خلال العسكرتاريا.