التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

اميركا فاقدة المصداقية والاعتبار 

التصريحات اللامسؤولة والغوغائية التي اطلقها مؤخرا الوزير جون كيري حول ايران وبرنامجها النووي سجلت سابقة خطيرة في العلاقات الدولية ومواثيق الامم المتحدة في اطلاق الاحكام مسبقا وبدون أي دليل خاصة وانه لم يجف بعد حبر الاتفاقية التي وقعت في جنيف بين ايران ودول (5+1) والتي دخلت حيز التنفيذ  بين الطرفين منذ يوم 20 الشهر الجاري بزيارة لخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت الايرانية واقرارهم بالتزام ايران ببدء تطبيق الاتفاقية التي حددت بستة اشهر على ان تتبعها لاحقا المرحلة النهائية والسؤال المطروح لم هذا التشكيك المتعمد والسابق لاوانه؟!

المواقف المتسرعة والمنفعلة التي صيغت على الكذب الفاضح للوزير كيري والتي تحمل في طياتها رسائل عديدة سواء للداخل الاميركي او الخارج كطمأنة الذيول في  المنطقة والتخفيف من روعهم بعد هزيمتهم في سوريا، ادهشت المراقبين بشكل خاص والرأي العام العالمي بشكل عام عن اسباب هذا الهجوم اللامبرر والاستفزازي الذي يخاطر بتقويض اتفاقية جنيف بين ايران ودول (5+1) ويعيد الامور الى ا لمربع الاول ويؤكد بالتالي مقولة قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي بان اميركا غير جديرة بالثقة”. فيما ذهب البعض الاخر ليصنفها في خانة رفع  السقف على اعتاب استئناف المفاوضات بين ايران ودول (5+1) التي تبدأ  قريبا، لكسب المزيد من الامتيازات.

واي كانت الاهداف الاميركية من هذه التصريحات المنفلتة والمكررة واللامسؤولة التي تخدش بمصداقيتها واعتبارها في الوسط الدولي والاقليمي، الا انها تؤكد حقيقة لايمكن طمسها او انكارها بان اميركا دولة مراوغة لا يمكن الوثوق بها ولا بعهودها وسرعان ما تتملص بما التزمت به عبر اختلاق الذرائع وتسطير الاكاذيب لتضليل الرأي  العام الاميركي والعالمي لتبرير موقفها الجديد لكن دون جدوى.

لكن هناك من يفسر هذا الصراخ الاميركي  الذي يتكرر بين الفينة والاخرى  من منظار ثالث على انه  علامة ضعف تحاول واشنطن  التغطية عليها من خلال التهديد والوعيد على انها لازالت  القوة الاكبر والممسك بزمام الامور في العالم  بتصور واه للحفاظ على هيبتها التي سحقت في افغانستان والعراق ولبنان واليوم في سوريا عندما نزلت بكل ثقلها وثقل حلفائها وذيولها لتغيير المعادلة وفشلت فشلا ذريعاً، لذلك تحاول عبر هذا التهريج والصخب الاعلامي الاستئساد لئلا تنفرط الامور وتخرج عن عقالها. واذا كانت اميركا قادرة على ضرب ايران فانها لم تكن لتتريث لحظة واحدة ولما انتظرت  هذه السنوات لتنفيذ تهديداتها، لكنها تعلم علم اليقين ان ايران رقم صعب للغاية ولايمكن التحرش بها لما تمتلكه من قدرات فائقة ومفاجئة، لا تقلب موازين القوى في المنطقة فحسب بل في العالم، وعلى حد تعبير احد قادة الاركان الايرانيين قد يترسم مسار جديد لمصير اميركا.

فايران لن تبدأ الحرب يوما على احد ولا تحبذ وقوعها، لكن اذا فرضت عليها فانها على اتم الاستعداد والجهوزية للمواجهة ومعها مقاومو العالم لتلقين اميركا دروسا مدوية وساحقة قد تضيع عليها فرصة الندم وتخرجها من موقعها الحالي والى لابد.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق