التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

القشة التي ستقصم ظهر الارهاب 

 

ليس اعتباطا ان تتجه المساعي المحمومة والاجرامية لنقل معركة الارهابيين والتكفيريين الى لبنان لان هناك تغييرات استراتيجية بدأت تظهر ملامحها في المنطقة لصالح الشعوب وهذا ما لا تتحمله القوى الدولية والاقليمية الذيلية التي تضرب عمق مصالحها.

فالجيشان الباسلان السوري والعراقي  بدا يمسكان بزمام الميدان ويضيقان الخناق على ارهابيي “النصرة”  و”داعش” واخواتها ويلحقان بهم المزيد من الخسائر والهزائم، وهذا ماازعج بشدة الدول الداعمة للارهابيين للبحث عن مخرج لها، لان عودة من تبقى منهم الى بلدانهم ستشكل خطرا كبيرا على امنها القومي لذلك باتت مضطرة لزجهم في بلد ثالث مثل لبنان بسبب اوضاعه السياسة الهشة جراء ارتباط بعض الفرقاء بجهة اقليمية غارقة في نشر الارهاب.

فما شهدته مدينة الهرمل من تفجير ارهابي مدمر نفذه انتحاري يوم السبت الماضي بالقرب من محطة للوقود يأتي في هذا السياق ووفقا للمخطط الذي اعمد للبنان لينفذه الارهابيون الممسوخة عقولهم والذين اصبحوا مجرد وحوش كاسرة لايفقهون ما يدور حولهم؛ هي العملية الثانية التي تهز الهرمل خلال شهر واحد بهدف تمزيق الصف ا للبناني ووحدته الوطنية من خلال اعطائه صبغة طائفية وكذلك الانتقام من المقاومة التي مرغت ولاول مرة انف الكيان الصهيوني بالتراب وتشكل سدا منيعا امام الدول الداعمة للارهاب.

غير ان هذاالاستهداف العبثي والاجرامي للابرياء بشكل وحشي واعمى يدل على افلاسهم وفشل مشروعهم وان انتقامهم من ابناء الهرمل التي هي احدى معاقل المقاومة وخزانها لم ولن يفت من عزيمة المقاومة ومنهجها في استكمال الدرب مهما غلت التضحيات. واذا تصورت هذه الاطراف انها تستطيع عبر هذه العمليات الاجرامية والوحشية والتي لن تفلت من عقابها يوما، ان تحشر المقاومة في الزاوية الحرجة حتى تخضع للاجندة الاميركية ــ الصهيونية السعودية، فهي واهية واجهلة لانها مجرد اضغاث احلام لا اكثر.

لكن ما يثير الاستغراب ان  الاطراف  الضالعة في مثل هذه العمليات الجنائية البحتة لن تقرأ التاريخ ولن تستوعب بعد مبادئ شعب المقاومة وعشقه للشهادة  لذلك نراها تتخبط في موافقها وحساباتها الخاطئة ازاء مثل هذه العمليات الاجرامية عسى ان تسجل نقطة ما هنا وهناك بهدف طرحها ورقة على مائدة المفاوضات، لكن باي ثمن وعلى حساب من؟! يالها من اهوال مريعة وسقوط اخلاقي فظيع ان تسفك دماء الامنين الذين لا خطيئة ولاذنب للوصول الى غايات في منتهى الدنيئة والانحطاط.

واذا ما القينا نظرة فاحصة على العملية الانتحارية الاخيرة بالهرمل والتي كانت على مقربة من محطة للوقود القريبة هي الاخرى من احد دور الايتام لوقفنا على هول الكارثة الانسانية التي كانت تحدث لو انفرجت المحطة، لكن تدخل المشيئة الالهية وشفقته الخاصة على الايتام، حالت دون وقوع هذه الكارثة التي كانت ستأتي على كل من يحيط بمحل الانفجار.

ولكن ما يفجع القلب ويدميه ان هناك تيارا سياسيا اصبح مكشوفا للجميع بسبب ارتباطاته الاقليمية باحدى محاور الارهاب يبرر مثل هذه العمليات الاجرامية التي تعتبر في منتهى الخسة والدنائة والتي تضع صاحبها في موقف اجرامي بامتياز لانه ليس يمهد الارضية للارهاب فحسب بل يشجع عليه ايضا وهذا ما يكشف ارتباط هذا الفريق بالعمليات الارهابية عندما  تكشف صحيفة المستقبل  الناطقة بلسان هذا التيار في مقالا لها  يوم امس بان المستقبل  سيشهد المزيد من هذه العمليات.. والعاقل يفهم!

 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق