مخطط أمريكي سعودي لتصفية قبيلة الشمر في سورية
كفاح نصر بانوراما الشرق الأوسط
قبل مايقارب من مئة عام لجأ سليمان الرشيد الى دروز سورية بعد أن كان مطارداً من الإحتلال البريطاني ومحمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب الذي أسس الوهابية لصالح الأنجليز, والمفارقة أن تركيا التي كانت في حال حرب مع بريطانيا, لم تقدم الحماية لسليمان الرشيد المقاوم البارز للإحتلال البريطاني في شبه الجزيرة العربية والذي هو أحد زعماء قبيلة الشمر في منطقة حائل, وحين وصل الرشيد الى تخوم جبل العرب طلب الحماية من شيخ عائلة زهر الدين الذين بدورهم إعتبروه دخيلاً وقدموا له الحماية, وتمكن أحد أجداد الضابط السوري المعروف عصام زهر الدين الذي برز إسمه خلال الأزمة السورية من محاصرة القوة التي طلبت رأس المقاوم سليمان الرشيد وحمايته والذي بدوره إنتقل لاحقاً الى حماية آل عامر وبعدها الى حماية آل الأطرش, ومن القصص التي نقلت عن الرشيد بأنه حين شاهد جموع المقاتلين هبت الى حمايته وتمكنت من حمايته وأثناء الوليمة التي أقيمت على شرفه ذلك اليوم دمعت عيناه, فسألوه لماذا تبكي, فقال فاجئتني هذه الشهامة والرجولة والنخوة التي بدأنا نفقدها وعسا أن لا يصيبكم ما أصابنا, ولكن اليوم وبعد مئة عام تبين أن الرشيد أخطأ حين إعتقد أن النخوة العربية تلاشت, وبل إن قبيلة الشمر التي أقلقت الإنجليز والفرنسيين سابقاً, لازالت تقلق الأمريكيين والصهاينة, وبحسب تقارير سرية فإن الأمريكيين وآل سعود صرفوا مئات ملايين الدولارات لتحويل النزاع في سورية الى نزاع لقبيلة الشمر ضد سورية, في محاولة الى جر الشمر في سورية لقتال نظام الرئيس بشار الأسد من جهة, ومن جهة ثانية تحويل عداء الشمر في الجزيرة العربية على آل سعود الى عداء للنظام السوري وزجهم في المعركة وتشتيت شملهم.
وفي التفاصيل فإن تقارير إستخباراتية أمريكية نقلت الى آل سعود في السنوات الماضية تفيد بتنامي سخط الشمر من حكم الأسر الحاكمة في منطقة الخليج وبشكل خاص من حكم آل سعود, وأفادت التقارير الأمريكية الى أن قبائل عربية لا علاقة لها بالشمر بدأت تنسب نفسها لقبيلة الشمر في تعبير عن السخط من حكم آل سعود, وللتعبير عن معارضتها لآل سعود, والتقارير الأمريكية لم تنقل لآل سعود الخطر المتنامي من الشمر على حكمهم فحسب بل نقلت كذلك تقارير عن شمر سورية بأنهم مكرّمون من نظام الرئيس السوري بشار الأسد مما يشكل خطر متزايد على الأسر الحاكمة في الخليج, وبحسب المعلومات المسربة فإن فريق إستخباراتي أمريكي سعودي كامل, ومنذ مطلع الأزمة السورية كان يعمل على تحويل الأزمة السورية الى معركة الشمر.
وبحسب التقارير فإن الفريق الإستخباراتي تمكن من توريط عدد من السعوديين من قبيلة الشمر في القتال داخل سورية ودفعهم الى معارك خاسرة ليقتلوا ويعلن عن أسمائهم, ليبدأ فريق إعلامي آخر بحملة واسعه توحي بأن القتال في سورية هو قتال الشمر, ومن أشهر ما كانت ينشره عناصر الفريق الإستخباراتي بشكل واسع بأن المعركة في سورية تغيرت وعلى النظام السوري الآن مواجهة الشمر, وبحسب المعلومات فإن النشر لم يكن عشوائي بل إستهدف بشكل خاص شمر شبه الجزيرة العربية من خلال إستهداف صفحات ومنتديات بعينها فضلاً عن التلاعب بنتائج محركات البحث عبر مخدمات أنترنيت تم وضعها في السعودية كانت عملها أن تظهر مواضيع معينة في معظم نتائج البحث لمناطق جغرافية معينة في الجزيرة العربية, وهذه المواضيع كتبها ذات الفريق الإستخباراتي هدفها الأساسي جر الشمر للقتال في سورية.
وبحسب المعلومات فإن عرقلة آل سعود للحل في سورية دافعها الأساسي هو القلق الذي زرعه الأمريكي في رؤوس آل سعود من قبيلة الشمر, وفي حين يقاتل الأمريكي في سورية لأجل تغذية خط نابوكو بالغاز من شرق المتوسط الى تركيا, فإن معركة آل سعود معركة التخلص من نظام الأسد الذي أحرجهم بدعمه للمقاومة والتخلص من الشمر الذين أصبحوا رمز لمعارضة آل سعود في الجزيرة العربية وتشتيت شملهم, والتخلص من خطرهم, وما يقلق آل سعود بشكل خاص هو تقارير تفيد بأن شمر سورية وبعد ثلاث سنوات على الأزمة السورية لازالوا بغالبيتهم يدعمون نظام الرئيس بشار الأسد, وبالتالي فإن وقف القتال في سورية سيرتد أزمة على آل سعود عاجلاً أم آجلاً.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق