خطيب جامع بالبحرين: دعوات تكفير المسلمين فتنة خطيرة
المنامة ( الرأي )
اعتبر خطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالبحرين الشيخ عدنان عبد الله القطان، في خطبته أمس الجمعة، أن دعوات تكفير المسلمين التي بدأت تظهر في الفترة الأخيرة، «فتنة خطيرة»، مؤكدا ان«أقبح صور التفرق والفشل في الأمة، الاستهانة بدماء وأموال وأعراض المسلمين، ومن ذلك الاستهانة والتسارع والتساهل في التكفير
وتحت عنوان: «التحذير من التكفير وخطره على الأمة»، قال القطان: «إن متغيرات العصر، ومضلات الفتن، وتكالب الأعداء، وتداعي الأكلة، تدعو المسلم الغيور على دينه وأمته ومجتمعه ووطنه، الناصح لإخوانه، لأن يربأ بنفسه أن يكون معولاً في يد أعدائه من حيث يدري أو لا يدري، يقع في إخوانه المسلمين، فيشتم هذا، ويشهّر بهذا، ويتنقّص هذا، ويحتقر هذا، ويكفّر هذا ويبدّع ذاك، بل قد يسلم منه العدو الكافر والمشرك، ولا يسلم منه أخوه المسلم».
وأوضح أن «مسألة التكفير من المسائل الكبار والقضايا العظام، لها آثارها العظيمة، فلا يحل لمسلم أن يقدم عليها إلا ببرهانٍ عنده من الله، ودليلٍ هو في دلالته أوضح من الشمس في رابعة النهار، لقد نبّه أهل العلم رحمهم الله سلفاً وخلفاً إلى خطورة هذه المسألة، وعظم شأنها، وما يترتب عليها من آثارٍ وتبعات في الدنيا وفي الآخرة، فقالوا (يجب على كل من نصح نفسه أن لا يتكلم في هذه المسألة، إلا بعلمٍ وبرهانٍ من الله، وليحذر من إخراج امرئ مسلم من الإسلام بمجرد فهمه واستحسان عقله، فإن إخراج امرئ مسلم من الإسلام من أعظم أمور الدين)».
وذكر القطان أن «الكفر حكمٌ شرعي، والكافر هو من كفّره الله تعالى ورسوله (ص)، فليس التكفير حقاً لأحدٍ من الناس، بل هو حق لله وحده».
وأشار إلى أنه «في مسألة التكفير زلت أقدامٌ ما كان لها أن تزل، وضلت أفهام ما كان لها أن تضل، وخاضت ألسنةٌ وأقلام بغير علمٍ ولا برهان، فينبغي الحذر من ذلك كله، والسلامة لا يعدلها شيء، كما ينبغي الحرص على جمع كلمة المسلمين، فحين تحصل الفرقة والنفرة وشتات الكلمة يستبد كل ذي رأي برأيه، ويدعي كلٌ الكمال لنفسه، ويعجب كل سالكٍ مسلكه، ويحصر الحق والغيرة في نفسه وفئته وطائفته، فيحتقر إخوانه، ويزدري مسلكهم، ويثير الغبار من حولهم، وحينئذٍ تتنافر القلوب، ويقع التهاجروالتقاطع والتقاتل وتضعف الدعوة إلى الله، وتقل منفعة العلم، ولا يقع القبول والتوجيه والإرشاد، ويتغلغل الأعداء».
وشدّد القطان على أن «أقبح صور التفرق والفشل في الأمة، الاستهانة بدماء وأموال وأعراض المسلمين، ومن ذلك الاستهانة والتسارع والتساهل في التكفير، تلك المسألة التي زلت بها أقلامٌ، وضلت بها أفهام، وزلت بسببها خلائق وأممٌ».
وأضاف «إن مما يؤسف له أشد الأسف، ويحزن له كل مسلم غيورٍ على هذا الدين، أن يرفع المسلم السلاح على أخيه المسلم في مواطن شتى من بلدان المسلمين، وقد وقع في ذلك الخوارج قديماً وما زال واقعاً ممن تبع الخوارج ونهج نهجهم من حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق