التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

تعنت اميركا يكلفها مراجعة الحسابات 

 

تهافت الوفود  التجارية والسياسية الاوروبية وغير الاوروبية  على طهران بعد اتفاق جنيف النووي وتخفيف الحظر على ايران أزعج الادارة الاميركية بشدة وحمل مسؤوليها على الانفعال واطلاق التصريحات السخيفة والخارجة عن المنطق وحتى الادب  وهذا يدل على عدم صدق النوايا الاميركية تجاه ايران، لانها مجبولة على الكذب والدجل وانتهاك حقوق الشعوب والسطو  على مقدراتها  وثرواتها لذلك لا تستطيع التعايش في ظل القوانين الدولية واحترام سيادة الدول وحق شعوبها في الانتخاب والاختيار.

وقد علقت صحيفة الايندبندنت البريطانية على  زيارات الوفود  الاجنبية بـ “الهجوم التجاري” نحو ايران.

فاليوم ينتاب الادارة الاميركية قلق  شديد من هذا التحول في العلاقات الايرانية الدولية واستعادة ايران لموقعها الاقتصادي على الصعيدين الاقليمي والدولي، لان ايران هي احدى الاقتصاديات العشرين في العالم لذلك يعلم البيت الابيض علم اليقين اذا ما نشط التعامل التجاري مع ايران ستصبح اميركا خارج اللعبة لانها تلمس  اليوم جيدا ان ايران لا تفاوضها الا على  النووي ولا تسمح لها بطرح أي موضوع آخر وهذا يقلقها ويزعزع مصالحها مستقبلا.

فاميركا التي تعشعش فيها روح الهيمنة والمكابرة لن تستطيع مغادرة عنجهيتها، فاسلوبها الفض في التعامل ولا يقتصر على ايران، فهي تتعامل مع الجميع بهذا الاسلوب وحتى مع حلفائها في اوروبا كفرنسا مثلا فبعد زيارة الوفد الفرنسي التجاري الكبير الى ايران،  تهاتف الوزير جون كيري مع نظيره الفرنسي فابيوس معاتبا ومحذرا الشركات الفرنسية من التعامل مع ايران وفرض العقوبات عليها  وهذا تدخل سافر في الشأن لفرنسي.

لكن الفرق  الاساسي بين ايران وهذه الدول، ان ايران ومنذ انتصار ثورتها الاسلامية المباركة الذي نحتفل بذكراها الـ 35 هذه الأيام قد اطلقت شعارها  الخالد والتاريخي  “لا شرقية ولاغربية”ولا شيء في الدنيا مهما كان غاليا وعزيزا عليها ان تساوم عليه امام استقلال قرارها.

فبعد تجربة 35 عاما المريرة مع ايران يبدو  الاميركان لن يتعظوا من دروسها وانهم ماضون في طيشهم يعتمدون على الاوهام اكثر من الحقائق وهذا ما نشاهده هذه الايام عندما يطلقون تصريحاتهم الخاوية التي تعبر عن امنياتهم لا عن الوقائع على الاض وما اتفقوا عليه في “جنيف النووي”.

ان تصريحات مساعدة وزير الخارجية الاميركية وندي شيرمان المخزية تعبر عن الذهنية المريضة للادارة الاميركية في التعامل مع ايران والالتفاف على الاتفاقية وفرض شروط اخرى لا ترتبط بالبرنامج النووي مطلقا مثل الصواريخ الباليستية او التدخل في الشأن الداخلي او فرض املاءات سخيفة بان ايران لا تحتاج الى منشأتي فردو واراك وكأنهم هم من يقرر عن ايران ماتحتاجه ولاتحتاجه وهذا منتهى السخف والجهل بالواقع الايراني.

ان انتهاج ساسة البيت الابيض هذا الاسلوب الفض  مع ايران يثبت للعالم بانهم  متخلفون وخارج الزمن ولا يدركون شيئا عن الشعب الايراني وثورته الاسلامية التي قامت من اجل  قطع التبعية للخارج وقطع اليد الاميركية الغاشمة التي عبثت بايران قبل الثورة ومؤامراتها بعد الثورة.

يبقى على الادارة الاميركية  ان تعيد حساباتها بدقة تجاه سياستها امام ايران طبعا بعد التشاور مع العقلاء من قومها والا ستخسر هذه اضعاف ما خسرته لحد الان.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق