التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

سيرة حافلة ومنجز قصصي ثر 

بغداد ( الرأي )

شهد العام المنصرم 2013 رحيل عدد كبير من مبدعي العراق كتابا وباحثين ومثقفين من مختلف التخصصات, وكان ملفتا انه عام غيب الكثير من الاسماء والقامات الثقافية التي تركت اثارا واضحة في المشهد والحراك الادبي والفني.

 

لاسيما ان بعض تلك الاسماء كانت تمثل حلقات ابداعية ربطت حركات الحداثة والمعاصرة ببواكير التجارب العراقية في القرن الماضي وارهاصاتها المبكرة.

 

وقد دأب الاتحاد العام للادباء والكتاب – المركز العام- وبمختلف نواديه الثقافية ان يحتفي بمبدعي العراق ويحرص أن لا تفوته فرصة الإشادة بمنجزات المبدع العراقي متتبعين نشاطات من هم في داخل الوطن او خارجه. ومن ضمن تلك الانشطة الاحتفائية التي تندرج ضمن هذا السياق, جلسة عقدها الاتحاد في قاعة الجواهري يوم الاربعاء الماضي استذكاراً للقاص الراحل فهد الأسدي ، اذ توافق هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيله. قدم الجلسة وادارها الناقد علوان السلمان حيث ابتدأ بمقدمة أبى في معرضها أن يتطرق إلى اسم الراحل بصيغة الغائب المؤبن, بل كان يحرص على التذكير بالحضور الروحي للقاص الأسدي, مستعرضا في غضون ذلك أبرز الإسهامات القصصية التي تركها وجانبا من سيرته الذاتية .

 

شارك نجل القاص ليث الأسدي في جلسة الاستذكار بكلمة اعرب فيها عن امتنانه الكبير لاتحاد الأدباء وللحفاوة التي أحيط بها، متوقفا عند ابرز المحطات الابداعية لوالده، والكثير من إسهاماته في القصة العراقية، بالإضافة إلى تاريخه الشخصي مناضلا ضد الدكتاتورية مدرسا ومربيا. وقد ناشد ليثالاسدي اتحاد الأدباء والمؤسسات الثقافية العمل على طباعة مجموعات الراحل بطبعة شاملة لأعماله المنشورة وغير المنشورة .

 

بعدها أسهم حبيب الأسدي بورقة استذكر فيها مواقف إبداعية وإنسانية ربطته بالراحل مستعرضا فقرات مختارة من مراسلاته الشخصية معـــه. ثم تحدث الناقد علي الفواز عن تجربة الراحل بوصفه قاصا مبدعا أثرى المكتبة العراقية والعربية بنماذج خاصة من الكتابة ظلت تمتلك عنصر المغايرة في لغتها وتناولها لثيمات بكر ارتبطت بالمكان بشكل كبير. فالقاص الذي ولد في بيئة مائية ” الجبايش” احتفظ بذاكرة مكتنزة بصور وقصص تلك البيئة التي كان أحد أفضل من أرخ لها سرديا لاسيما انتفاضتها المعروفة بانتفاضة الأهوار.

 

ثم اسهم كل من الناقد بشير حاجم والشاعر الفريد سمعان وسعد الموسوي بكلمات تنوعت بين التحليل النقدي لمنجز فهد الاسدي وبين الاستذكار الإبداعي والإنساني أو المذكرات الشخصية التي جمعت الراحل ببعض أصدقائه. واختتمت الجلسة بكلمة تفصيلية للناقد فاضل ثامر تطرق فيها الى الاثرالابداعي للأسدي منذ تجاربه الاولى، وإلى موقعه بين مجايليه.

 

وأشارالى مواقفه النضالية انسانا ومثقفا عانى ما عاناه من تعسف الدكتاتويات السابقة، مطالبا أن ينال المبدع العراقي حقه من العناية والاهتمام اللائق من قبل مؤسسات الدولة الثقافية في الوقتالحاضر .

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق