ثورة غيّرت ملامح العالم
غدا سيحتفل الشعب الايراني بحرارة وحماسة منقطعة النظير ومعه الشعوب المحبة والمناصرة واحرار العالم بالذكرى السنوية الـ 35 لانتصار الثورة الاسلامية المباركة التي ما ان بزغ فجرها في شباط 1979م حتى احس المستكبرون والصهاينة بحدوث زلزال لم تقتصر ارتداداته على حدود المنطقة فقط بل ستصل ارتداداته الى الجهات الاربع من الكرة الارضية وهذا ما نلمسه اليوم بوضوح من خلال البصمات الموجودة والتي تنطلق من حناجر الشعوب الحرة للتخلص من قوى الهيمنة والظلام العالمية.
فالامام الخميني الذي فجر الثورة الاسلامية ووضعها على السكة ورسم الخطوط العريضة لمستقبلها، لم يكن قائدا كقادة العالم الذين اخذوا بيد شعوبهم لنيل الحرية والاستقلال وحسب بل كان قائدا فذا ومفكرا وحكيما وعارفا وفيلسوفا خبر السياسة منذ مطلع شبابه لذلك عجزت مراكز الدراسات الاوروبية والاميركية التكهن حتى بخطواته لقيادة الشعب الايراني أبان الثورة من اجل مواجهته واجهاض ثورته التي تجاوزت بعض شعاراتها حدود ايران وباتت يومياتها الحدث الاول عالميا، لانها اصبحت محط انظار واستلهام شعوب العالم وتطلعاتها في الحرية والاستقلال وكسر هيبة القوى الكبرى . حقا انها ثورة غيرت موازين العالم ومعادلاته واربكت قوة الشيطان وفي المقدمة الكيان الصهيوني الذي دخل عصر الظلمات وهذا ما نلمسه اليوم بجد لانه في انتظار نهايته المحتومة.
فالسيرة الذاتية للامام الخميني والخلفية الدينية وموقعه الفقهي صنع منه رجلا استثنائيا قد تخلو منه القرون وكأنه حمل رسالة صدر الاسلام الاول ودخل بها بقوة الى القرن العشرين ومن ابوابها الواسعة حيث صغى له العالم اجمع يوم حطم بجدارة الاسلام اسطورتين الاولى اسطورة القوى الكبرى التي لا تقهر والثانية اسطورة الدين افيون الشعوب وهذا ماكان محيرا للشرق ومزعجا للغرب يومها.
فالامام الراحل قدس الله نفسه الزكية لم يفكر بالشعب الايراني وتحريره من سطوة النظام الملكي المستبد بل كان هدفه الابعد تجديد حياة الاسلام واستنهاض الامة لتقوم بدورها الانساني والرسالي في اجتثاث الغدة السرطانية المتمثلة بالكيان الصهيوني ووقف تجاوزات القوى الكبرى ونهبها ثروات المسلمين والمستضعفين.
ونقولها بالفم الملآن ان الامام الخميني العظيم قاد ثورة استثنائية لصبغتها ومعنويتها واهدافها وقيمها واصبحت مدرسة لمن يحتذى بها لذلك لايمكن ان تقارنها باي من الثورات العالمية المعاصرة سواء التي حدثت في الغرب اوالشرق او العالم الثالث، لانها سرعان ما انطوت على نفسها اوتآكلت او التف عليها وبالتالي خف بريقها ووهجها تدريجيا لدرجة ان اسم ذكرى انتصارها يقتصر على احتفال رسمي للمسؤولين او استعراض عسكري لقطعات من جيش ذلك البلد.
اما الثورة الاسلامية المباركة في ايران والتي قادها رجل الهي كانت فريدة من نوعها لانها استمدت قوتها من السماء واعتمدت على شعبها ولم تركن الى اية قوة في الارض، او تعتمد على أي قطب يوم كان العالم منقسما الى قطبين وحتى في اخطر مراحلها كالحرب المفروضة والذي امتنع الاتحاد السوفيتي اثنائها حتى من تزويد ايران بالاسلاك الشائكة!!
اما على صعيد البناء والاعمار والتقدم اطلق الامام الراحل عبارته الشهيرة والتاريخية لبناء دولة عصرية تواكب الاحداث والحياة بكل تفاصيلها “نحن نستطيع” وهذا ما حدث بالضبط. فايران غزت الفضاء باقمارها الاصطناعية والبحار بغواصاتها واحدث العلوم والتقنيات ببرنامجها النووي السلمي والسابعة عالميا في تقنية النانو وهي اليوم في عداد الدول العشر الاكثر تقدما في العالم وهذا ليس غلوا فاليوم ايران الرابعة عالميا في مجال صناعة الطائرات بدون طيار والثالثة في مجال بناء السدود اما في المجال الطبي، فايران سبقت حتى اكثر الدول تقدما في جانب من انتاج بعض الادوية للامراض المستعصية او تكون الثانية او الثالثة في بعض الادوية الخاصة.
غير ان الزراعة في ايران كانت في اولويات سياسة الثورة وهي تعتبر اليوم من اولى دول العالم من حيث انتاج المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا.
لذلك من البديهي جدا ان يخلد الامام الخميني باني ايران الاسلام الحديثة في اذهان الاجيال الحاضرة والمستقبلية وحتى لدى الخصوم الذين يعترفون بعبقريته الشخصية الفذة في قيادة شعبه وايصاله الى بر الامان.
فسلام عليك يا ابا مصطفى نم قرير العين رسالتك تخطت كل الحدود ولن توجد اليوم ساحة في العالم تخلو من انصارك ومحبيك .. فابناؤك في لبنان وفلسطين والعراق رفعوا الهامات عاليا واننا واثقون من ان الاجيال القادمة ماضية على نفس الدرب.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق