التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 21, 2024

سوريا تحاصر اعداءها سياسيا وعسكريا 

تزامنا مع الضربات المدمرة والماحقة للجيش السوري لمعاقل المجموعات المسلحة في ارياف حلب وحماة وادلب ودمشق بات تحرير مدينة يبرود الاستراتيجية والقضاء على القوى التكفيرية المتواجدة فيها قاب قوسين او ادنى، خاصة بعد سيطرة الجيش السوري على بلدة جراجير والتلال المحيطة بيبرود وفرار ما تبقى من هذه المجموعات الى الحدود اللبنانية. هذا التحرك المباغت للجيش السوري فاجأ المجموعات المسلحة وحماتها من القوى الدولية والاقليمية التي باتت تفقد الثقة نهائيا بصمودها في الميدان ولذلك بدأت هذه القوى  الاخلال بمسار مفاوضات جنيف بغية افشالها لانها لم تعد تملك اية ورقة ضغط تفاوض عليها، لان وفد  ما يسمى بالائتلاف  السوري المعارض مجرد ديكور لان المفاوض الحقيقي هي  القوى التي تفرض املاءاتها على وفد المعارضة الذي ثبت لحد الان من خلال مسار المفاوضات انه  مسلوب الارادة والقرار وليس باستطاعته حتى المناورة فيها.. انه وظف بالنيابة كل امكاناته لاستفزاز الوفد السوري الرسمي باستمرار املا بان تحدث معجزة تخدم اسياده.

وما اقدمت عليه بعض القوى الغربية  وعلى رأسها اميركا بتسييس القضايا الانسانية في سوريا وطرحها على مجلس الامن او تصريح الرئيس الاميركي اوباما في مؤتمره الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي هولاند في واشنطن بان “الامر قد لا يقتصر على المفاوضات”، بمثابة ادلة قاطعة على ان حماة هذه المجموعات التكفيرية قد فقدوا الامل نهائيا بها وانهم  نزلوا عراة الى الساحة  السورية عسى ان يحصلوا على مكسب حتى وان كان صغيرا.

 افشال المشروع الغربي لاستغلال المشاكل الانسانية في مجلس الامن من قبل الروس والصين اغضب واشنطن  وحلفاءها بشدة من جهة واعتزام موسكو طرح مشروع لمكافحة الارهاب في سوريا عبر مجلس الامن بات يؤرق الادارة الاميركية بشكل اكبر لان أي معارضة لهذه المشروع سيفضحها ويعريها على انها في خانة الارهاب. لذلك اصبح اليوم الشغل الشاغل لواشنطن كيف تتخلص من هذه الورطة المكلفة؟ وما تسربت من معلومات دقيقة، تؤكد بانها اوعزت الى السعودية لتدارك الامر قبل ان يستفحل الوضع وتخرج الامور من عقالها، وما قامت السعودية من اجراءات وان كانت شكلية فاجأت المراقبين سواء القرار الملكي بملاحق الارهابيين السعوديين او الفتاوي الجديدة لوعاظ السلاطين الذين كانوا حتى الامس القريب يدعون الى الجهاد في سوريا.

لكن ما شد انظار المراقبين في هذه البرهة الزمنية هو هجوم الجانب اروسي، الذي هو احد الطرفين الاساسيين في مفاوضات جنيف على الجانب الاميركي لمحاولاته المستمرة لاحباط الحوار السوري في جنيف وتعطيله من خلال استفزاز الحكومة السورية كي تخرج من المفاوضات وبالتالي تلقى تبعات هذا الفشل على دمشق، الا ان وفد الحكومة السورية  فهم اللعبة الاميركية الخبيثة بذكاء وقد اعلن فيصل المقداد بان وفد الجمهورية العربية السورية جاهز لمناقشة كل شيء على ان يكون بند وقف العنف ومكافحة الارهاب المدخل لبحث موضوع الحكومة الانتقالية وهذا ما احرج واشنطن ووفدها المفاوض في جنيف بالاستعاضة واصبحت اليوم الكرة في ملعبها!!

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق