اوقفوا الحرب على سوريا
ركز سيد المقاومة ورائدها مساء امس الاول بمناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء على ثلاث قضايا اساسية تتعلق بالمنطقة ولبنان اولها وفي الصدارة القضية الفلسطينية والتي تلازمت مع القضايا الاخرى حتى نهاية الخطاب لان كل ما يجري في المنطقة من مخططات تآمرية هي في الواقع من اجل تصفية القضية الفلسطينية وافراyها من دائرة الاولويات، لذلك نرى ان سيد المقاومة وضع الاصبع على الجرح وفاجأ الصهاينة ودوائر قرارهم الذين تكهنوا بانه قد يشطب خطابه في هذه المناسبة لانشغاله بالساحة السورية الا انه ظهر بقوة وهو يبشر بالانتصار على القوى الارهابية والتكفيرية التي هي امتداد للكيان الصهيوني والمخططات الاميركية لابعاد الامة عن اهدافها الرئيسة، وقومّ البوصلة ثانية باتجاه فلسطين. القضية الثانية التي ركز عليها سماحته هي المشروع الارهابي التكفيري الذي تتعرض له دول المنطقة وبشكل خاص سوريا وبعض الدول الاسلامية الاخرى كباكستان وافغانستان والصومال وفي النهاية تعرض للوضع اللبناني والحكومة الجديدة مشددا على انها حكومة تلاق وليست حكومة جامعة. اما لب خطاب سيد المقاومة وزعيمها الذي تضمن رسالات واشارات عميقه لمن يعنيه الامر الا ان بيت القصيد فيها والتي تحمل دلالات خاصة هو تاكيده الصارم والحازم بـ”اوقفوا الحرب على سوريا” حقنا للدماء والحفاظ على فلسطين وسوريا ولبنان لقطع الطريق عن تنفيذ المشروع الارهابي ــ التكفيري لإكمال مساره، لكن برأيي المتواضع حمل في طياته تحذيرا مبطنا للدول والجهات الداعمة لهذا المشروع بانكم كلما تاخرتم في قراركم بوقف الحرب على سوريا سيكون الثمن وتداعياته عليكم اكبر واخطر وان بدأت فعلا مظاهر ذلك تبرز للعيان من خلال الاجراءات التي اتخذتها بعض الدول الغربية والاقليمية للحد من عودة هؤلاء الارهابيين الى بلدانهم الاصلية والتخلص من اعبائهم المستقبلية وبالاخص مخاطرهم على الامن القومي لهذه البلدان. هذه الاجراءات هي في الواقع ستحفز هؤلاء الارهابيون للتعجيل في العودة الى بلدانهم لانهم هم الادرى بمن مولهم وشجعهم للذهاب الى سوريا لذلك يعتبرون تركهم على قارعة الطريق خيانة بحقهم والهدف الذي ذهبوا من اجله وهذا ما سيدفعهم للانتقام مضاعفا ممن ورطهم ودفعهم الى مقصلة الموت لتنفيذ مآربهم الخاصة وليس من اجل هدف هم قاصديه بعيدا عن صحته وسقمه. ومع تقدم الجيش السوري ميدانيا في مختلف المناطق وكذلك مشاريع المصالحة المستمرة في اكثر من بلدة سورية والتي توازي انتصارات الجيش السوري وحتى ترجح عليها لانها تحقق نفس الهدف دون إراقة قطرة دم واحدة او تتسبب بخسائر مادية. هذه التطورات المتسارعة على الارض باتت تضغط على الارهابيين بشكل متزايد خاصة الذين جاؤوا من خارج سوريا والذين يعدون بعشرات الآلاف لمغادرة الاراضي السورية. ولاشك ان تركيز سيد المقاومة على حتمية الانتصار باذن الله على المشروع الارهابي التكفيري وجه ضربة معنوية شديدة لهؤلاء الارهابيين والتي ستضاعف بدورها من هزيمتهم النفسية وتدفعهم للتعجيل باتخاذ القرار لانقاذ انفسهم من الموت المحقق الذي ينتظرهم او الفرار بجلدتهم بهدف العودة فورا الى بلدانهم والاقتصاص ممن ورطهم في بؤرة موبوء ة ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل.
|