روافد الفرات تحن لاوطانها
امير حسين سجل المشهد السوري يوم امس مشاهد مثيرة ورائعة وربما كانت مستحيل تصورها حتى الامس وهي معانقة الجندي السوري مسلحا من ابناء وطنه قد تمرد على حكومته وحمل السلاح لسنوات جراء اختطافه من قبل الاعداء واعلامه المكثف والمضلل اخرى تجمع بين مئات الجنود والمسلحين الذين سلموا انفسهم الى الحكومة السورية في بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا في ريف دمشق. هذه المشاهد تدخل في دائرة المصالحات التي تجري اليوم في مختلف المناطق السورية وهي في طريقها للاتساع نتيجة لصحوة الضمير التي بدأت تدب في صفوف الشباب السوري الذي كشفت له المزيد من الحقائق مع مرور الايام بما فيها التواطؤ الاميركي والغربي والصهيوني والعربي الذيلي وكأنهم روافد فرات تحن لاوطانها. المشهد التصالحي الذي شهده العالم يوم امس هو ليس الاول من نوعه فاول مصالحة جرت بين ابناء الوطن الواحد كانت منذ اكثر من عام في حي الشماسة في حمص وبعدها في تلكلخ المحاذية للحدود اللبنانية ثم تلتها بالامس القريب في معظمية دمشق والقابون. ولو لا تسامح النظام السوري وسعة صدره وحرصه على حقن دماء ابنائه لما اتت هذه المصالحات اوكلها. ولاشك ان سلاح المصالحة هو امضى من السلاح الناري لتحقيق الاهداف الوطنية لانه في نفس الوقت يقطع دابر اعداء سوريا ويسد الطريق امامهم نهائيا ويعجل بفرار القتلة الارهابيين من 85 جنسية تسللوا الى الاراضي السورية لينشروا الدمار والخراب ويسفكوا فيها الدماء. انها خطوة محموده وايجابية بالاتجاه الصحيح الذي يضع حدا لازمة ومحنة قاسية فرضت على الشعب السوري لانه اختط طريق المقاومة ورفض التبعية والخضوع للمنطق الامبريالي الاميركي.. انه دفع ثمن استقلال قراره وارادته الوطنية وان كان غاليا ومؤلما لكنه في محله وهذا ما يسجله له التاريخ وتفخر به الشعوب الحرة المتعطشة للحرية والاستقلال. ان حركة المصالحة الوطنية السورية الصاعدة توجه اكبر ضربة للقوى الدولية والاقليمية المعادية لسوريا حيث تدخل اليأس والاحباط الى قلوبها بعد ان راهنت لما يقارب الثلاث سنوات عبثا على توهمات وحسابات مغلوطة ثم اكتشفت غبائها لكن بعد فوات الاوان ذلك. واننا واثقون من ان حركة التفاهمات والمصالحات الجارية اليوم على الارض السورية آخذة بالاتساع حتى تضع الحرب اوزارها ويعود ابناء الوطن الواحد للاصطفاف في صف واحد للدفاع عن وطنهم ضد اعدائه واعماره بالشكل المطلوب لتعود سوريا الى سابق عهدها وترسخ من مكانتها ودورها في محور المقاومة بشكل اكبر وثبت للاعداء مقولة الشاعر الجزائري وان كان حجم التكالب عليها كبيرا ومرعبا وهو مشاركة 85 دولة تتصدرها القوى الغربية الكبرى في حرب كونية لا سابق لها. اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
|