التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 21, 2024

لا تقتبسوا ما ينفثه الاعداء 

“ياترى ايوازي تمكن بلدنا بالتقنية النووية ما نتحمله من تكاليف باهضة جراء العقوبات الاقتصادية ؟ وما الدور الذي يلعبه النشاط النووي في تقدم ورفاه الشعب كي يكون الثمن الذي ندفعه يستحق كل هذه التضحية؟”

هذا التساؤل وان لم يترك الرد عليه من قبل الا انه بالتزامن مع مفاوضات ايران والسداسية الدولية هذه الايام قد تم طرح التساؤل بشكل واسع من قبل الاعلام الخارجي وبعض التيارات الداخلية. في هذا السياق لاباس ان نمر ولو سريعا على الاجابة ونقول ابتداء : ان فكرة فرض العقوبات الاقتصادية من قبل اميركا وحلفائها بسبب النشاط النووي لايران لم تعد تلق اذناً صاغية واضحت كنكتة ممجوجة وسبق ان قدمنا ما يكفي من الادلة للرد على هذه الفكرة ولاحاجة هنا لتكرارها وانما نحاول تسليط الضوء من زاوية اخرى

ان العلوم والتقنية النووية هي واحدة من سلسلة حلقات متصلة للعلوم التكنلوجية ترتبط بشكل العلة ومعلولها حتى ان شطب هذه الحلقة من سلسلة الحلقات سيخل بشكل جاد بمسار العلم والتكنولوجية وفي بعض الاحيان يوقفها.

من جانب اخر ولنفس السبب فان العلوم النووية تولد عشرات التفريعات العلمية القابلة للتطور.كا ستخلاص المغنيزيوم الصناعي وصناعة اجهزة الطرد المركزي المتطورة ( الميكانيكية ) والتطور الهائل في استخدامات اشعة الليزر وصنع انسجة مقاومة قبال حركة اجهزة الطرد المركزي ( عشرة الاف دورة في الدقيقة ) وعشرات المنجزات العلمية الاخرى.

من هنا فالذين يوصون بايقاف البرنامج النووي – بغض النظر عن النوايا والدوافع – انما يقترحون التخلي عن التطور العلمي والتكنولوجي  وكأنهم يريدون وصفة التخلف لبلدنا

2 – بالرغم من ان انتاج الكهرباء والطاقة من اهم الانجازات العلمية والتكنولوجية النووية – وهو ما سنتناوله – الا ان مجالات التقنية النووية لا تقتصر على انتاج الطاقة اذ لها استعمالات كثيرة اخرى ويكفي للاطلاع عليها ان نمر على الكم الهائل من المواقع للمراكز العلمية المتوفرة للجميع .

ولو كان للذين يوصون بايقاف البرنامج النووي الايراني ادنى غيرة على الدين والوطن وتحرق على الشعب لاستحيوا من مرورهم على فهرست طويل لاستعمالات التقنية النووية في كافة المجالات العلمية والصناعية والاقتصادية.

وفي ضيق هذه الوريقات نتطرق لبعض هذه الاستعمالات وهي قليل من كثير كانتاج مشعات علاجية لمراكز الطب النووي وانتاج مشعات علاجية خاصة تستعمل لتحديد انواع حالات امراض التيروئيد وعلاجها وانتاج عقاقير ضرورية لتشخيص الامراض الهرمونية وعلاج وترميم الخلل الهرموني كما ولها باع في تشخيص الاورام السرطانية وعلاج التشنجات الوريدية وفي الاشعة وكشف الامراض القلبية والا لتهابات المفصلية وعشرات الحالات الاخرى.

كما وللعلوم النووية استعمالات في مجال الطب البيطري ومنها التغذية ، الصحة ، والوقاية وضمان المحاصيل التي تصرف للحيوانات ، وتحسين النسل.

ويستفاد كذلك من التقنية النووية لاستكشاف مصادر المياه الجوفية وتشخيصها ،ومجاري المياه المسطحة وتحت الارض ، السيطرة وضمان أمن السدود ،تحديد الانهيارات الارضية للسدود ومعرفة اضرار الانهيارات الارضية ، وتحلية المياه المالحة،وو

كما وللعلوم النووية استفادة في الصناعات الغذائية والزراعية كمكافحة الفايروسات النباتية مواجهة التلوث الميكروبي ، والحيلولة دون فساد المواد الغذائية ، ايقاف هجوم الحشرات على المحاصيل الزراعية تنظيم زمن نضج المحاصيل ، اعمال طفرات في بعض المحاصيل كالنحطة ، والارز ، والقطن ، وو

الا  ان واحدة من اهم استعمالات التكنولوجية النووية واكثرها تأثيرا ، هي انتاج الكهرباء بالاستفادة من المحطات النووية وانتاج الوقود بطريقتين تخصيب اليورانيوم عن طريق اجهزة الطرد المركزي او الليزر .

ان هذا القسم من استعمالات العلوم النووية ، والذي لفت مسؤولي البلاد ، هو ما تسعى اميركا وحلفاؤها من الخارج ومن لا  اهمية لهم في الداخل لاجبار ايران التخلي عن النشاطات النووية واستعمال مصادر الطاقة البديلة، الاحفوريات غالبا والجدير بالذكر بهذا الخصوص.

4-حاجة البلاد للكهرباء بما يقرب ، ب 8000 مغاواط سنويا ولانتاج هذا المعدل من الكهرباء يستهلك 220 مليون برميل من النفط الخام ، وحسب الاحصاءات التي تجريها المراكز العلمية فان استخدام 220 مليون برميل من النفط الخام سيتخلف منه اكثر من الف طن من غاز ( دي اكسيد الكاربون ) السام والخطر ، وما يقرب من 170 طنا من الذرات المعلقة في الهواء واكثر من 140 طنا من الكبريت و 55 طنا من اوكسيد النيتروجين ، وهذا مايؤدي الى الاضرار بالبيئة وتلويث الجو.فيما لايصدر من المنشآت النووية أي واحدة من هذه العوامل وبالأخذ في الاعتبار سعر النفط والغاز فان استخدام المحطات النووية لانتاج الكهرباء الضروري للبلاد سيوفر سنويا ستة مليارات من الدولارات.

انهم ينصحون باستخدام الوقود الاحفوري بدل المنشآت النووية أي استخدام النفط والغاز لانتاج الكهرباء وهذا الاقتراح باتي في وقت :

 الف سرعة نفوذ احتياطي النفط والغاز في البلاد فالاستهلاك في الداخل من جهة وتصدير النفط والغاز لضمان الاحتياج المالي من جهة اخرى قد قرب من زمن نفود الخزين الاحفوري في البلاد.

باء : تصوروا الان ، الوقت الذي تستنفذ الاحتياطات الاحفورية في البلاد – 3 الى 4 اجيال قادمة -.اليست مصيبة وكارثة عظمى ما سيحل بالاجيال القادمة ففي هذه الحالة سيفتقد شعب هذا الوطن لمخزون من الوقود الاحفوري ليقوم ببيعه وضمان ميزانية البلد، فضلا عن التكاليف العمرانية والتطور والتنمية هذا اولا ، وثانيا: سيحرم الشعب من الوقود اللا زم لاستمرارية نشاطات محطات انتاج الكهرباء وسيضطر لتوفير وقود المحطات ان يمد يد الحاجة نحو الدول الاخرى ومن البديهي حين تفرغ خزانة الدولة من عائدات النفط ستنعدم امكانيات شراء الوقود او الطاقة من سائر الدول وهذا يعني الانغماس في الظلمات وايقاف النشاط في جميع مراكز الانتاج والصناعة وكافة المجالات التي تعتمد على الطاقة الكهربائية .

ان هذه الحقائق المرة وعشرات مثيلاتها والتي امكن احصاؤها بيسر  ومراجعة سريعة للاستحقاقات التي لا تقبل الرد علميا وهي ليست من نوع التحليل الفارغ والسطحي لمدعي السياسة.

وهنا نسأل هؤلاء الجهلة ومن يقتبس نفثات اميركا في ايقاف النشاط النووي بذريعة العقوبات أي حقيقة مرة وكارثة حاصلة ستنكرون ؟

واعتمادا على أي تحقيق ودراسة تضعون هذه الوصفة للاجيال القادمة ؟ بالطبع ان أي صمود تواكبه المشقة الا انه ان كانت هذه الصعوبات ثمن متاع ثمين او لتجنب كارثة مفجعة فمن البديهي فهي المشقة ليست غير مريئة وحسب بل هي مقبولة بمجامع الرغبات والميول .

6 – ان بعض الادعياء الذين لاينكرون نفاد الخزين الاحفوري للاجيال القادمة ومن جهة اخرى ينصحون بايقاف النشاط النووي الايراني، و يشيرون الى مصادر الطاقة الاخرى، كالطاقة الشمسية و الهوائية او المائية كبديل للطاقة الاحفورية! فهذه النصائح قبل ان تكون مفيدة هي بكل وضوح لفرط عدم نضجها، تبعث على الضحك. اذ ان الطاقة الشمسية لما بلغت مرحلة التصنيع و الانتاج الكبير. كما ان انتاج الطاقة من الماء، مع ملاحظة كون ايران من البلدان القليلة الماء، امر غير ممكن، و يستحيل ان يوفي باحتياجات بلد واسع كايران. فبعض الدول الاوروبية كالمانيا و هي ما يتخذها الادعياء كاسوة، هي من الدول الوفيرة المياه، و لديها في كثير من مدنها انهارا طويلة عريضة، كما ان انتاج الطاقة من الهواء مكلف للغاية هذا اولا، و ثانيا قليل الفائدة، و ثالثا و هو الاهم ان ايران ليست البلد الذي تكثر فيه هبوب الرياح.

ولكن يمكن ان يقال ان بعد نفاد الخزين الاحفوري نتوجه صوب الطاقة النووية. و هنا نقول: ان معدل انتاج الطاقة النووية يستغرق عشرين عاما في الاقل.

7- في ختام هذه المقالة، من الضروري الاشارة الى مقاطع من الارشادات الحكيمة لقائد الثورة، بهذا الخصوص:

” ان الشعب الايراني و اسوة بالدول الاخرى، يصبو لتأمين الطاقة التي يحتاجها من المنشآت النووية، اذ خلاف ذلك سيجعله متخلفا عن ركب العلم. من هنا فان السعي للحصول على التقنية النووية و سائر العلوم المتطورة،   و التي تبلغ بايران قمة هرم العلوم، هو امر واجب و تكليف وطني، و ان شعب و حكومة ايران يصرون على هذا الهدف الاساس، و يواجهون مطالب الخائنين الذين يتبعون اهداف اميركا.

فالنفط ثروة قابلة للنفاد،         و يواكبها مشاكل بيئية كما و يمكن تبديله الى محصول اكثر قيمة. من هنا فاي عاقل يحكم باستمرار الشعب الايراني استهلاك النفط، و يصرف نظره عن الطاقة النووية؟

ان اعداء هذا الشعب يترصدون نفاد نفط ايران و مد الشعب يده اليهم و يحتاجهم، الا ان ايران ترفض ذلك، و بالاعتماد على حركة شبابه العلمية سيتقدم يوما بعد آخر.”

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق