التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 21, 2024

وكالة الرأي تحاور أمين عام تيار الوسط ، والقيادي في ائتلاف دولة القانون الدكتور موفق الربيعي 

علاقتنا بالجمهورية الإسلامية ليست علاقة جوار فقط وإنما علاقة حيوية وحياتية واحدنا مكمل للآخر
 
 
 منظمة منافقي خلق  غدة سرطانية زرعها (صدام حسين ) بالجسد العراقي
 
 
مسيرة الأحد عشر سنة الماضية كان فيها الكثير من الإنجازات ولكن ليس بمستوى الطموح
 
 
أنا أؤمن بالوسطية والاعتدال وضد العلمانية لأنها ضد الدين
 
أؤمن بحكومة إسلامية وعلى مذهب جعفر الصادق ( ع ) لكن لا نفرضها على الآخرين 
 
العملية السياسية فيها أخطاء بنيوية وأخطاء حقيقية بالنظرية والتطبيق 
 
 
سياسي بارز وصاحب تاريخ معارض فاعل ومشهود له ، ضد الطاغية السابق  .. شخصية محورية ومؤثرة في الدولة حيث أصبح مستشارا للأمن القومي في 2004 ، ومن الدعاة المهمين لحماية الحقوق المدنية في العراق حيث ساهم بشكل رئيسي في هذا المجال ،وأدرجت في وقت لاحق العديد من مبادئ هذه الحقوق في الدستور العراقي الجديد ، في إطار مجلس الحكم الانتقالي السابق.
إضافة إلى مهامه السياسية والوطنية ، فهو طبيب أيضا وصاحب شخصية اجتماعية متواضعة ولطيفة .. صادق في عمله وفي آرائه  ، ويمتلك رؤية واسعة في المستويين الفكري والاجتماعي والأمني كذلك .. كما يمتلك رؤية واضحة وعملية من خلال مشروعه الانتخابي القادم .. وللإفصاح أكثر والتقرب من هذه الشخصية السياسية الوطنية ، كان هذا الحوار مع أمين عام تيار الوسط العراقي ،  والقيادي في ائتلاف دولة القانون الدكتور موفق الربيعي  
 
 
حاوره 
عبدالرضا الساعدي /صبيح ثعلب 
تصوير / احمد زازا 
 
 
 
·       كيف تقيّم المسيرة السابقة واللاحقة من العمل السياسي والحكومي بعد2003؟
أنا اعتقد انه علينا الآن في هذه المرحلة وفي الانتخابات القادمة بالخصوص، أن نراجع مراجعة حقيقية لمسيرتنا.. فمسيرة الأحد عشر سنة الماضية كان فيها الكثير من الإنجازات ولكن ليس بمستوى الطموح، فقد كانت تعتريها بعض الإخفاقات والأخطاء كذلك . 
 
* ما هي الإخفاقات والأخطاء .. وكيف نعالجها؟
إن الانجازات التي حققناها لا يستطيع احد أن ينكرها ،سواء السياسية منها أو الأمنية أو الاقتصادية ، فكان هنالك أجهزة إستخباراتية من الجيش والشرطة، أي ( ألداخليه والدفاع ) ،وكذلك بنينا اقتصادا معينا لكن ليس بمستوى الطموح ، فالتوقعات التي كان أهلنا يترقبها لم تحقق للأسف ، وحقيقة نقول أن من بين هذه الإخفاقات التي حدثت، أنه تم كتابه الدستور على عجل ونحن كنا في أزمة وهنالك بعض المشاكل التي واجهتنا من شركائنا في الوطن حين حملوا علينا السلاح ولازالوا ، أما الشركاء الآخرون فيتمددون أكثر من  نسبتهم . وهنالك شي آخر وهو أنه لم تكن لدينا رؤية واضحة لبناء دولة مؤسسات ، فما نجحنا به هو بناء سلطة وسلطة قويه جدا لكن ليست كافية . أما الآن وفي هذه المرحلة فيجب أن تكون مرحلة بناء مؤسسات، فالإمام الخميني ( قدس ) عندما جاء الى إيران وسقط الشاه كانت أمامه دوله فاسدة وكان هنالك خياران إما إصلاحها وإما بناء دولة أخرى بموازاتها ، فاختار بناء دولة بموازاتها وإضعاف دولة الشاه وكان هذا هو الخيار الأفضل ، فدولة ( صدام حسين ) هي دوله فاسدة ، ونحن حاولنا إصلاح  سوء الإدارة ، وعلى هذا الأساس بقينا نراوح ، تارة نقف وتارة نسقط حتى هذا الوقت وأصبحنا بحال لا نحسد عليه . أما الجانب الآخر من المشاكل هو وجود الاحتلال( ١٥٠٠٠٠ ألف جندي أمريكي و١٦٠٠٠٠ ألف مدني أمريكي يدعمهم) ولم يكن بيدنا شي مثل السيادة والاستقلال والسلطة، فالسلطة السياسية والأمنية والاقتصادية كانت بيد الاحتلال حسب معاهدة جنيف ،والاحتلال شرع بقرار من مجلس الأمن ، فنحن كنا نتمحك مع الاحتلال . أما التآمر الإقليمي الذي بدأ من تركيا ولازال ومن السعودية كذلك ، في خلق الإرهاب والذي كان بسبب الفراغ السياسي والأمني والإداري في العراق لمدة أكثر من ١٠٠ يوم بعد الاحتلال، كل هذا كان مثل المغناطيس الذي جذب كل الإرهابيين من أنحاء العالم .. ، أما النخبة التي حكمت العراق من 11سنة ولحد الآن لم تكن نخبة صافية كما أنهم ليسوا من المعصومين، وكان فيها من الأشخاص ليسوا بمستوى المسؤولية وليسوا ذات كفاءة ولا أمناء ، فمنهم من امتدت يده على المال العام ومنهم من لا يملك الخبرة والإخلاص ،وهناك من الحزبيين الذين فضلوا مصالح حزبهم على المصالح العامة .كل هذه المشاكل ارتمت بأحضاننا ونحن لم نكن مهيئين لها . الآن يجب أن نبني من جديد ونشخّص أين الخطأ، فعلى سبيل المثال الوضع الأمني ،إذ نحن نحارب الإرهاب من خلال الجيش والشرطة،  بينما محاربة الإرهاب  ليس بالجيش والشرطة  وإنما بمكافحة الإرهاب وبالاستخبارات، فنحن نملك قوة مكافحة الإرهاب وهي _السوات ( c.t ) ولكن ينقصنا المعلومات لأن الأجهزة الإستخباراتية بنتها القوات الأجنبية التي كانت موجودة وهي مخترقة من قبل القاعدة ومن المليشيات ومن قبل تأثيرات حزبية وهذا كله جعل الاقتتال مع الإرهاب غير كفء ، فالجندي أو الشرطي غير مؤهل لمقاتلة الإرهاب، ولذلك تظهر لنا قاعدة أو (داعش) يوميا وبإسم  آخر لكن العدو واحد وهو عدو البعث التكفيري .
 
* نود أن نتعرف على تيار الوسط وعلى مشروعه و أفكاره، بوصفك الأمين العام لهذا التيار ؟
نحن في تيار الوسط نبني على ثلاثة أسس ، الأول يسمى (الوطنية)، فالوطنية عند العراقيين شيء مقدس ، ووحدة العراق مقدسة  في كل شبر منه. 
وأنا أؤمن بالوحدة الوطنية لكن في نفس الوقت لا أؤمن بالحكم المركزي ،وهذه الوطنية العراقية والحدود التي رسمت في سنة ال٢١ مقدسة عندي وأؤمن بالوطنية العراقية  وبالهوية العراقية الجديدة كذلك . 
ثانيا : ( الوسطية ) ، أنا أؤمن بالوسطية والاعتدال ” وكذالك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم ” 
فالمشكلة في العراق هو التعصب المذهبي والديني والقومي القبائلي والعشائري والحزبي ،وكل أنواع التعصب مرفوضة لدينا لأنها تسحبنا الى خندقه .
وثالثآ : ( المدنية ) وضد العلمانية لأنها ضد الدين ولكن في نفس الوقت لم أقل دولة دينية في العراق. فالدولة الدينية هي مناسبة جدا الى الجمهورية الإسلامية لأنها من نسيج واحد ولكن النسيج العراقي متنوع ولا تستطيع فرض دينك أو مذهبك على الآخرين على الرغم من أني شخصيا أؤمن بحكومة إسلامية وعلى مذهب جعفر الصادق ( ع ) لكن لا نستطيع فرضها على الآخرين لأن الآخرين من مذهب آخر أو من قومية أخرى، وأنا اقصد بالمدنية أن الدولة لها وظيفة الحكم وتوفير الخدمات وتوفير الأمن والسكن وغيرها من الوظائف . وللدين وظيفة أخرى تختلف تماما، فهو تربية للعقول والنفوس والقلوب وإن الدين والدولة يسيران بشكل متوازي لا يؤثر احدهما على الآخر، فنحن نحتاج دولة ونحتاج دين لكي يكون لها دور متكامل.إذن الوطنية والوسطية والمدنية هي الأسس التي نسير عليها، وأنا اعتقد أننا أخطأنا خطأ فادحا في عام ٢٠٠٣ ، فالإمام ( قدس ) عندما جاء قال أنا منحاز للمستضعفين و٩٩ ٪ من الناس هم من المستضعفين، فمنهم المظلوم ومنهم الفقير ومنهم المضطهد ،بينما نحن طرحنا أطروحات فهم البعض  منها بأننا طائفيون وبالحقيقة  نحن لسنا بطائفيين ولا مستبدين بالسلطة لكن كانت أطروحاتنا خاطئة واستلمت خطأ ، بمعنى لو قلنا أننا منحازون للمستضعفين مثلا،  فإن ٩٩ ٪ من المستضعفين هم المحافظات الجنوبية ولا يوجد فقراء أو مساكين أو مضطهدون في محافظات العرب السنة،  فإن معظم الناس المنحازين لهم هم أهلنا ولا احد يستطيع أن يعترض على هذا لأن من الظلم أن نساوي بين الغني والفقير وهذا غير عادل بل يجب مساندة الفقير وجعله بمستوى الغني لتحقيق العدالة . وأنا منحاز الى ثلاث طبقات، الأولى هي ( الفقراء ) وتحدثنا عنهم، والثانية هي ( المرأة ) فالمرأة مظلومة في مجتمعنا في بعض العادات والتقاليد مثلا ( الفصلية ) ، ومظلومة بالفهم الخاطئ للدين ،ومظلومة اقتصاديا ،حتى وإن عملت براتب فيجب أن تقدمه الى أبيها أو زوجها، وأما الطبقة الثالثة فهم ( الشباب ) لأنني أرى مستقبل البلد في شبابه وكذلك الأمل والطموح، ولذلك آمل بالتغيير وهدفي هو  التغيير . وهذه العملية السياسية فيها أخطاء بنيوية وأخطاء حقيقية بالنظرية والتطبيق، فهنالك أخطاء سياسية وأخطاء أمنيه وأخطاء اقتصادية يجب إصلاحها بالتغيير فنحن بنينا سلطة قوية ولكن السلطة هي العصا لمن عصا وهي فرض القانون فلا نستطيع بناء سلطة مثل سلطة ( صدام حسين ) فهي سلطة عنف دامت ٣٦ سنة وبنفخة واحدة من الأمريكا انتهت ، لكن عندما تبني دولة مؤسسات تكون الدولة حينها قوية ومتماسكة ونستطيع أن نسيطر عليها .
 
* ما هو رأيك بقانون التقاعد وبفقرة الامتيازات الثلاثة ؟
 
أنا أقول أنه مخزي ومعيب والأخزى منه هو أنه قد أقره البرلمان وصوت عليه ، ويكذبون على الناس ويقولون نحن لم نصوت ، هذا هو الكذب والنفاق،  والنفاق هو أن تظهر ما لا تبطن فهم أبطنوا المصادقة على القانون وأظهروا الإنكار، فهؤلاء هم وكلاء عنا وهم غير أصلاء فالشعب طلب منهم أن لا يصوتوا على فقرة ٣٨ ولكنهم صوتوا عليها، وأيضا المرجعية طلبت منهم أن لا يقروها ، فلم يحترموا رأي المرجعية ولا رأي الشعب  . 
 
 
* ظهرت أساءه في بعض الصحف للرموز الدينيه ماهو رأيك  ؟
 
 أنا أقول يخسأ كل من يتطاول على العلماء ويخسأ من يتطاول على هذا السيد الجليل ( السيد الخامنئي )، فالسيد ليس مجرد مرجع وليس مجرد رجل مجتهد ، وإنما هو فقيه ولديه سلطة وقائد لأمة عظيمة ونحن علاقتنا بالجمهورية الإسلامية ليست علاقة جوار فقط وإنما علاقة حيوية وحياتية واحدنا مكمل للآخر وهنالك تعبير في عالم النبات هو     sambucs  أي توجد نباتات واحدة مكملة للثاني فإذا فقد احدهما يموت الآخر، وهذا معناه أننا متكئون على بعض وعلاقتنا بالجمهورية الإيرانية علاقة تكاملية وليس مجرد علاقة سياسية أو مذهبية أو اقتصاديه . وهذا الرأي إذا لم يفهمه العراقيين فسوف نصبح في دائرة مغلقه ،مثلا يكون الوضع غير مستقر والسياسة غير مستقره فيجب ان تحسم هذه القضية ويجب أن يفهمها أشقاؤنا العرب فالبعض يتهموننا كما قال السيد حسن نصر الله بولاية الفقيه ونحن خدام لولاية الفقيه ولكن لا نفرض ولاية الفقيه على العراقيين ولا نفرض دولة دينية .
 
* ما هو رأيكم بوجود منظمة منافقي خلق على الأراضي العراقية دستوريا وقانونيا ؟
هم غدة سرطانية زرعها (صدام حسين ) بالجسد العراقي لإسقاط الجمهورية الإسلامية وللحرب ضدها  ، وهذا مرفوض وقد تحركنا عليها عندما كنت مستشار الأمن القومي العراقي وأعلنا أن  وجودهم بوضع غير قانوني ، وهنالك خطوات آتيه وتوقيتات  زمنية لإخراجهم من العراق ، فالسفير الإيراني السابق حضر في اجتماع وكنت أراسله خلال هذا الاجتماع وكان سفراء من الدول الأجنبية حاضرين حيث قال نحن مستعدون لإعطاء هؤلاء الجوازات ورجوعهم الى إيران وشملهم بالعفو والقسم الأكبر منهم رجع الى إيران وكتب الى الأمم المتحدة، وبذلك لا عذر لهم في البقاء هنا ، وحقيقة على الأمم المتحدة أن تسرع بخروج هؤلاء من العراق وينتهي هذا الملف  ومع الأسف هنالك من يقول نضغط على إيران بهذا الملف ..لماذا ؟! فنحن نريد علاقة حيوية مع الجمهورية الإسلامية وعلاقة متكاملة . هؤلاء منافقي خلق مدربون بأعلى التدريبات و(مغسولة) أدمغتهم والقاعدة هي الوحيدة التي تفهمهم، وأنا زرت المعسكر وطالبت بإغلاقه، فهم لديهم فكر ممزوج بدين عجيب وأفكار غريبة جدا بحيث لا نستطيع وضعهم على حدود بلد نريد أن تكون لنا علاقة استراتيجيه معه. 
 
* كلمه أخيرة ؟
أشكركم الشكر الجزيل أخواني الأعزاء في جريده ( الرأي ) وأنا ممتن على هذه الهدية اللطيفة التي لم أكن أتوقعها.. شاكرا لكم ولجهودكم الطيبة وفي ختام الحوار قدم الزميل عبدالرضا الساعدي رئيس تحرير وكالة الرأي الدولية درع الابداع والتمييز لدكتور موفق الربيعي وذالك لتميزه وخدمته للبلد 
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق