بداية الافول الاميركي
السياسات العدوانية والطائشة التي نفذتها الادارات الاميركية المتوالية خاصة في العقدين الاخيرين وتدخلاتها السافرة في شؤون الالدول الاخرى في اطار استراتيجيتها للهيمنة على عالم احادي القطب كلفتها خسائر كبيرة وتلقت ضربات موجعة خاصة في افغانستان والعراق ولازالت تحصد تداعياتها حتى الان. ومع مرور الوقت فان القوة الاميركية بدأت تنحسر شيئا فشيئا وليس باستطاعتها اليوم القيام باي عمل عسكري خارج حدودها بسبب الانهيارات النفسية الشديدة التي اصابت قواتها المسلحة، في الحروب التي خاضتها هنا وهناك اضافة لصعود قوى دولية واقليمية كايران الى ساحة التوازنات العالمية التي اضعفت بدورها القوة الاميركية.
هذه الامور مجتمعة ضيقت على الولايات المتحدة الاميركية مناوراتها في التحرك والضغط والاملاء على دول العالم كما كانت تفعل سابقا واليوم لا احد يسمع لها او يخضع لارادتها وسطوتها الفاشية والا الدول المستبدة والظالمة في منطقتنا وذلك لغياب والعملية الديمقراطية في بلدانها وافتقادها للشرعية تضطر الى الاستقواء بالخارج لحفظ كراسيها وهذا ما تستغله اميركا ابشع استغلال لتأمين مصالحها اللامشروعة على حساب شعوب هذه الدول المقهورة.
وللتملص من استحقاقات هذه المرحلة وحفظا لماء وجهها ــ على انها لازالت القوة الاكبر في العالم ــ ابتغت الولايات المتحدة الاميركية ان تقوم بخطوة التفافية لابعاد انظار العالم عن ضعفها والمسار الانحداري لقوتها، قدم وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل امس الاثنين خططا لتقليص النفقات العسكرية التي ترمي بدورها الى تقليص قوام الجيش الاميركي للايحاء الى الشعوب والدول بانها قامت بمبادرة ذاتية لتقليص نفوذها في العالم بسبب النفقات العسكرية وليس الهزائم المدوية التي منيت بها في اكثر من ساحة.
وبالطبع فان الاجراء الاميركي الاخيرة الذي اقدم عليه تشاك هاغل يأتي في سياق سياسة التقشف المعتمدة من قبل الحكومة الاميركية نتيجة لاوضاعها المالية التي تواجهها في الوقت الحاضر. وبحسب مسؤولين اميركيين اكدوا لصحيفة “نيويورك تايمز”ان: خطة هاغل ترمي ليصبح الجيش الاميركي الاصغر حجما منذ الحرب العالمية الثانية، غير ان هذا التقليص سيشمل قوات الاحتياط والحرس الوطني ايضا.
انه بداية الافول الاميركي المحتوم وذلك بسبب ممارساتها العدوانية والظلامية التي اقترفتها ضد شعوب العالم المقهورة.