التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

في الذكرى الـسابعة لتفجير شارع الثقافة العراقية 

بغداد ( الرأي )
 لم يكن الإرهاب الأسود، الذي ضرب العراق بعد الاحتلال الأميركي العام 2003، ليجد مكاناً ينفث فيه سمومه و حقده على العراق أفضل بالنسبة له من شارع المتنبي الهادئ، رئة الثقافة العراقية، و قلب تراثها الفكري، و ملتقى أجيالها المتعاقبة. و لم يسبقه إلى هذه الخساسة التدميرية سوى هجوم المغول و استباحتهم بغداد في العام 1258 ، بما فيها من مكتبات و معالم ثقافية أخرى، حتى قيل أن ” النهر جرى أحمرَ في يوم وأسود في اليوم التالي” من دم القتلى وحبر مخطوطاتهم المختلفة، و ظل ذلك عاراً في تاريخ الغزو المغولي العالمي و إلى الأبد.
 
كان ذلك يوم الخامس من آذار 2007 ، في منتصف الحرب الأميركية على العراق، حين انفجرت سيارة ملغّمة في شارع المتنبي في بغداد، فاخترق الهجوم قلب الموقع الأدبي التاريخي للمدينة، وهو مجمع تزدحم فيه المقاهي والمكتبات. بروّادها وأصحابها الآمنين. فحطم الانفجار ” مقهى الشاهبندر “، ملتقى الكتّاب و المفكرين العراقيين، و قُتل فيه أربعة من أبناء صاحب المقهى و وأحد أحفاده، ضمن ثلاثين قتيلاً و نحو مئة جريح، و أدى أيضاً إلى تدمير العديد من المكتبات و المطابع و المباني البغدادية الأثرية، و منها المكتبة العصرية، وهي أقدم مكتبة في الشارع تأسست العام1908 .
 
و قد ترك ذلك العمل الفاجع صداه عالمياً، وكان أن قرأ بائعُ كتب في سان فرانسيسكو، يُدعى بو بوسوليل، وهو شاعر ومالك شركة كتب مستعملة، عن الهجوم في صحيفته الصباحية، وانتظر تدفق الدعم و الغضب الذي لا بد أنه سيتبع ذلك، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. فشعر السيد بوسوليل بأنه ملزم بفعل شيء. فالهجوم على الكتّاب و باعة الكتب في أي مكان في العالم هو هجوم عليهم جميعاً. وهكذا بدأ مشروع للفن والكتابة يدعى “شارع المتنبي يبدأ من هنا ، للتعبير عن التضامن مع باعة الكتب، و الكتّاب، والقرّاء العراقيين. قد بدأ المشروع بموجة أولى من التنديدات المطبوعة رداً على الهجوم، و تطور على مدى خمس سنوات ليشمل (مختارات من الكتابة ، وأعمالاً فنية تُنشر بشكل كتاب من مساهمين من مختلف أنحاء العالم)، وفقاً لصحيفة الأكونومست البريطانية.
 
و في هذا العام انطلقت نشاطات مختلفة لإحياء هذه الذكرى في أماكن شتى من العالم، بدأ في إطارها معرض ” شارع المتنبي يبدأ هنا “، يوم الثلاثاء 4 آذار، كجزء من جولة عالمية ينظمها المشروع الآنف الذكر و مقره ولاية سان فرانسيسكو, كإهداء لذكرى شارع المتنبي ببغداد، كما جاء في صحيفة أخبار اليوم المصرية. و يضم المعرض 54 كتاباً فنياً وتقليدياً، ويشمل سلسلة من الأنشطة الثقافية المرتبطة بالكتب، بالإضافة إلى صناعتها، وثلاثة محاضرت، الأولى بعنوان:” الترجمة كحداد”، والثاني بعنوان:” الكتابة: توحيد الحياة والموت” المحاضرة الثالثة بعنوان: ” شارع المتنبي ” .وتلقي المحاضرات مجموعة مختارة من الشعراء، والأدباء، والمثقفين. كما يشمل ثلاث محاضرات يلقيها سنان انطون, مؤلف و مترجم من مواليد بغداد، 1967، وأستاذ مساعد بجامعة نيويورك.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق