التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

ربيع بانتظار النظام الاردني 

 

ماهو جار اليوم في الدول التي تعتمد النظام البرلماني بان تكون كلمة الفصل لممثلي الشعب في المصادقة على القوانين والمعاهدات والمواثيق التي توقعها حكوماتهم مع الدول الاخرى وما عدا ذلك فانها لن تشهد النور وتبقى حبرا على ورق. اما ما نشاهده اليوم في الاردن الذي يدعي بانه يمتلك برلمانا يمثل ارادة الشعب، فنرى العكس تماما فالحكومة التي ينصبها الملك هي التي تفرض رايها على البرلمان وبالتالي لا تعير  اية اهمية لقراراته. فعقب مطالبة بعض الاوساط الصهيونية مؤخرا بانهاء ولاية الاردن على الاقصى دعا البرلمان الاردني الى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني والغاء اتفاقية وادى عربة ،لكننا لم نشهد اية استجابة من الحكومة الاردنية وكذلك اليوم وبعد مقتل القاضي الاردني رائد زعيتر برصاص جنود الاحتلال الصهيوني، نرى ان الحكومة الاردنية تصم آذانها امام البرلمان بطرد السفير الصهيوني من عمان والانكى من ذلك فان رئيس وزراء الاردني يرفض مثل هذه الدعوات ويقول ان علاقات البلدين تحظى بالاهمية ولا يمكن ان نقدم على مثل هذه الخطوات.

 ولولا استخفاف الحكومة الاردنية بقرارات البرلمان الذي يمثل الشعب واهاناتها الكبيرة له على انه مجرد مؤسسة تابعة للحكم لما تجرأ الصهاينة عبر وسائل اعلامهم ان يحقروه الى هذه الدرجة ويصفوه على ان دوره لا يتجاوز التنفيس عن غضب الجمهور الاردني وانه يخدم نظام الحكم.

ورغم هذه الحوادث المؤلمة وردة فعل الشارع الاردني الغاضبة على التجاوزات الصهيونية ومطالبته بقطع العلاقات مع العدو نرى المعلقين الصهاينة يسخرون من هذه المطالبات ويؤكدون بصلافة ومكابرة بان مقتل القاضي رائد زعيتر لا تخدش بعلاقات البلدين “لان التعاون الامني والاستراتيجي بين الجانبين اكبر  من ان يؤثر عليها مثل هذا الحادث!!”

واليوم يتساءل الشارع الاردني من المسؤول عن هذه المأساة والاساءة الكبيرة والمتعمدة

من الصهاينة واسترخاص دماء ابنائه بهذا الشكل الفظيع والمهين؟!

اليست الحكومة والنظام الاردني بمهانتهما للعدو الغاشم الذي يستبيح كل الحرمات هما المسؤولان عن كل هذه المأساة؟

وحتى اليوم لم يسمع الشعب الاردني باي تنديد يصدر من حكومته لاساءات العدو الصهيوني الوقحة مع هذا البلد وسيادته واستقلاله، بل تذهب بالاتجاه المعاكس لتصم آذانها امام مطالب الشعب الاردني والاستخفاف بمشاعره بل تصر بتماديها واخطاءها بان تؤكد على استمرار العلاقات الوطيئة بين الجانبين وما قالته احدى المواقع الصهيونية بهذا الخصوص فانه يدمي القلب حيث تشير بالحرف الواحد الى ان “التنسيق الكبير بين مكتب رئيس الوزراء الملكي في عمان قائم و الزيارات التي يقوم بها نتنياهو لعمان ولقاءاته مع الملك عيدان دليل ذلك”. وكأن رسالة الصهاينة للشعب الاردني بانك مهما فعلت وطالبت فانك خارج المعادلة واننا متفقون على كل شيء مع نظامكم ؟! فهل يسكت الشعب الاردني عن هذه الاساءات والاهانات المتعمدة؟! انه تساءل ملح ستجيب عليه الايام القادمة.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق