مصر تدور بين التكفير والتخوين(1)
بقلم رباب سعيد
اصبح منهج الحوار ضرورة انسانية وحضارية فى عالم سقطت فية الحواجز وتشابكتفية المصالح وتزايدت فيه احتياجات البشر لبعضهم البعض واصبح الشأن الداخلىخارجيا بطريقة اوبأخرى وصار العالم معنيا بعضه ببعض
تتزايد اهمية الحوار العقلانى الذى يتجنب الصدام ويحاول توسيع مساحات التفاهمبالتركيزعلى اللأيجابيات المتحققة واضاءة اوجه الشراكة النا فعة سواء عبر الحوارالداخلى بين اطياف وطوائف وجماعات ابناء المجتمع الواحد اوبين المجتمعات العربية والاسلامية او بين المسلمين وثقافتهم وابناء المجتمعات والاديان والثقافات الاخرى
ان هناك احتياجات متزايدة وهناك مصالح متبادلة وهناك قبل كل ذلك ارث انسانىمشترك يجب العمل على الحفاظ علية وصيا نته فى اطار الاعتراف بالتنوع والاختلافالانسانى وعلى اساس احترام الخصوصيات والهويات الدينية والثقافية للشعوب وللقوميات المختلفة ولا تملك البشرية خيارا اخر غير خيار الحوار الإ يجابى البناء ضمانة للوصول الى ارضية مشتركة تخفف من اسباب التوتر وتعمل على ازالة الركام الثقيل من سوء الظن والتشكيك والتشوية والتربص السلبى بين الاطراف المختلة داخليا وخارجيا
(الحوار العقلانى) وحده هو الذى يساعدنا على تعزيز القواسم المشتركة وتفعيلها بما يحقق المصالح المشتركة ويراعى التنوع الانسانى ويعزز القيم ويضمن الارتقاء بالإنسان ويعزز القيم ويضمن الارتقاء بلانسان ويحقق السلام العام والامن المشترك للجميع والاستقرار النافع للبشر وهو ماعبر عنه القران الكريم بكلمة معجزة تشمل شتى انواع التواصل الحضارى
فى قولة تعالى 00(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)
هذة الاية الاعجازية التى تقرر ان الاختلاف ارادة الهية بهدف تحقيق التعارف بين البشر وبما يمنع من فرض وقد اكدت هذه المعانى الاية الاخرى ثقافة واحدة او فكر واحد او نظام سياسى واحد اوحتى عقيدة واحدة او دين واحد على البشر جميع
وقد جاء هذا المعنى فى قولة تعالى (لو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم)
اننا جميعا مطالبون وبوحى من ادياننا اخلاقيتنا وقيمنا الانسانية بغرس قيم التسامح واحترام الاخر فى نفوس وضمائر ابنائنا ونا شئتنا وبما يحقق امكانية التعايش على اساس حسن الجوار والتأ خى الانسانى والتعاون فى نشر الفضائل والقيم الرفيعة ونبذ ثقافة الكراهية والتعصب والعنف والعداء ونحن جميعا مكلفون بحماية الحق فى التعددية الدينية والثقافية والسياسية والحضارية والفكرية ضمانا لحرية الاختيار امام الجميع باعتبار ان الاختلاف حقيقة طبيعية وفطرية وكونية وتحقيق هذه الواجبات الدينية والحضارية يتطلب السعى للعمل الجاد والدؤب على جبهتين الجبهة الداخلية
بتفعيل الحوار الداخلى بين كافة الافراد والفصائل والتيارات والتنظيمات دون اقصاء لاىظرف او تخوين او تكفير او تجريح او تنسيق او تشوية وبهدف هذا الحوار الى اخضاع كافة المنظو مات المجتمعية الفكرية والسياسية والثقافية والتعليمية والدينية والاعلامية والتشريعية الى المراجعة والنقد والتقويم وصولا الى موطن الخلل والتعويق والتشوية ومصدقا لقوله تعالى 0(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )
انطلاقا من اننا لن نتوصل الى علاقة صحية مع الاخر الخارج ىالا اذا اسسنا هذهالعلاقة الصحىة مع الاخر المختلف فى الرأي السياسى او الفكرى او الدينى او الطائفى او القومى وذلك بكافة عدالة الفرص للكافة فى التعليم والعمل والمناصب والاعلام الخ الجبهة الخارجية عبر المزيد من التواصل والحوارات الهادفة الى بناء جسور التفاهم الافضل بينى الشعوب والنخب الثقافية والفكرية والسياسية بهدف تصحيح الصور النمطية السلبية السائدة عند كل طرف تجاة الاخر وايضا لقطع الطريق على التصادم غير المبرر الذى يختلقه البعض من دعاة الكراهية فى الجانبين وكذلك لتعظيم الجوانب الايجابية المشتركة واحتواء وتهميش الجوانب السلبية المسيئة التى تحصل هنا وهناك اننا جميعا نتحمل مسؤولية هذا العمل
ومن ثم يجب علينا جميعا ان نتعاون لتفعيل منهج الحوار البناء بما يفعل مفهوم المواطنة بين ابناء المجتمع الواحد وبما يحقق معانى الاخوة بين ابناء الامة الواحدة وبما يقرب ويعمق الاواصر الانسانية بين الشعوب واتباع الاديان والحضارات المختلفة لبناء عالم اسعد يسوده الامان والاستقرار والسلام والتعاون
0الحياة نعمة عظيمة وهى عطية الخالق للانسان ويولد الانسان محبا للحياة ولكن عوامل مجتمعية داخلية وخارجية تجعله شخصية كارهة لمنهج الحوار وتسعى لفرض رايها على الاخرين اعتقادا انها تمللك الحقيقة الكاملة والصواب المطلق وترفض نسبية الحقائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وذللك بداية التعصب والانغلاق الفكرى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق