التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

قائد الثورة الاسلامية:حقائق المجتمع الدولي لن تسير وفقا لرغبات اميركا 

مشهد المقدسه – سياسه – الرأي –
اكد قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي ان حقائق المجتمع الدولي لن تسير وفقا لرغبات الادارة الاميركية مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “فشلت في فلسطين وهي مهزومة في سوريا والعراق وأفغانستان ومهزوزة في الغرب. واستعرض قائد الثورة الاسلامية امس الجمعة اليوم الاول من السنة الايرانية الجديدة امام الحشود الغفيرة من زوار مرقد الامام الرضا (ع) بمدينة مشهد الابعاد المختلفة لخارطة الطريق العامة للبلاد في العام الايراني الجديد اي “عام الاقتصاد والثقافة بعزيمة وطنية وادارة جهادية” مؤكدا بقوله: اننا يجب ان نعزز ونحصن انفسنا بدرجة تجعل المتغطرسين والمبتزين الدوليين عاجزين عن اهدار حق من حقوق الشعب الايراني.
وعن اسباب انتخاب شعار “الاقتصاد والثقافة بعزيمة وطنية وادارة جهادية” كخريطة طريق عامة للعام الايراني الجديد (عام 1393) اشار سماحة القائد الى الخطوات الجبارة والخبرات الناجحة للشعب والامكانات والطاقات الواسعة للبلاد وقال ان طريق الاقتدار الوطني ذات الشوكة سيسلك بسرعة اكبر من خلال تركيز المسؤولين والشعب على هذا الشعار.
واكد سماحته ان العام الايراني المنصرم شهد تحقيق الملحمة السياسية حقا حيث شهد في نصفه الاول اجراء الانتخابات الرئاسية وفي نصفه الثاني المسيرات الواسعة التي اقيمت بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية.
واشار قائد الثورة الى المؤامرات التي يحيكها الاعداء ضد الشعوب الاسلامية مؤكدا ضرورة أن تتزود هذه الشعوب بالقوة للدفاع عن نفسها أمام المتغطرسين وقوى الشر الاستعلائية التي تريد ابتزاز الشعوب بسبب ضعفها.
وقال سماحته ” ان الشعب الذي لايتسلح بالقوة فإنه سيهزم أمام من يريدون استضعافه وبالتالي سيتعرض للسحق لأنه لايقدر الدفاع عن نفسه ” .
وتابع قائد الثورة الاسلامية قائلا ” ان طبيعة العالم الذي نعيش فيه يتم ادارته وفق الأفكار المادية التي يتعرض في اطارها القوي للضعيف ويهدر كرامته وينقض عليه ” .
وقال سماحته ان قوة الشعب ليست فقط في اسلحتة العسكرية المتطورة ، رغم انها ضرورية ولكنها ليست كافية لجعل الشعوب قوية .
واكد قائد الثورة ان توافر ثلاثة عناصر الاقتصاد والثقافة والعلم في اي بلد يجعله بلدا قويا.
فاما العلم فقد جرى الحديث عنه كثيرا على مدى الاعوام 10-12 الماضية وقد ترك ذلك بحمد الله اثره حيث ان البلاد تقدما على الصعيد العلمي. واما الحقلين الاقتصادي والثقافي فانهما يحتاجان الى اهتمام اكثر من اللازم من اجل ان نجعل اقتصاد البلاد بشكل لايتاثر ولايتاثر الوضع المعيشي للشعب بقرارات تتخذ من قبل دول اخرى. وهذا هو الاقتصاد المقاوم بعينه وقد ابلغنا الشهر المنصرم سياسته الكلية.
واوضح سماحته ان اقتصاد المقاومة هو الاقتصاد الذي لايتاثر بالاجراءات والتقلبات العالمية ولا بالسياسيات الاميركية وغير الاميركية ويستند الى الشعب.
واثار قائد الثورة تساؤلات حول الاقتصاد المقاوم الاول حول كنه وماهية اقتصاد المقاومة وخصوصياته الايجابية والسلبية كما تساءل ثانيا عما اذا كان الاقتصاد المقاوم الذي نرفع شعاره امرا قابلا للتحقيق ام انه مجرد اوهام وخيال؟ واما السؤال الثالث الذي اثاره فهو عن مستلزمات تحقيق الاقتصاد المقاوم ان كان امرا قابلا للتحقيق ؟
وردا على السؤال الاول قال اية الله السيد علي الخامنئي ان اقتصاد المقاومة هو انموذج علمي يتناسب مع متطلبات البلاد وليس مقتصرا على ايران .
ما يعني ان الكثير من البلدان اليوم قد فكرت بهذا الامر وذلك لمواجهة الهزات الاجتماعية والاقتصادية التي وقعت في العقود الثلاث الماضية . وعن التساؤل الثاني قال لان هذا الاقتصاد هو اقتصاد مولد ونابع من صميم طاقات البلاد وشعبنا ، فنمو هذه الغرسة يعتمد على طاقات وامكانيات بلادنا ولكن هذا لايعني ان نعيش العزلة وعدم الانفتاح على اقتصادات باقي البلدان . وحذر قائد الثورة من ان هناك محاولات لتصوير الاقتصاد الايراني بانه اقتصاد معزول ومقيد وكل ذلك بهدف ثني الشعب عن بلوغ طريق السعادة .
وعن التساؤل الثالث قال سماحته ان الاقتصاد المقاوم هو اقتصاد يقوم على دعائم الشعب اي انه ليس اقتصادا حكوميا بل هو اقتصاد شعبي يقوم على ارادة الشعب ورؤوس امواله وتواجده .ولكن هذا لايعني ان الحكومة ليست لديها مسؤوليات ازائه.
وتطرق قائد الثورة الاسلامية الي موضوع الثقافة مؤكدا ان هذا الموضوع اهم حتى من الاقتصاد.
وعن سبب اهمية الثقافة قال سماحة القائد ان الثقافة هي مثل الهواء الذي نستنشقه، فان كان نظيفا او ملوثا فانه سيترك اثرا مختلفا على المجتمع والبلاد.
واعتبر القائد ان تركيز الاعداء علي موضوع الثقافة ناجم عن الاهمية الكبيرة لها داعيا المسؤولين الثقافيين الي مراقبة ورصد الثغرات الثقافية الخطيرة بحساسية ووعي والعمل بواجباتهم الايجابية والدفاعية في هذا المجال.
واشار سماحته الى ان الحرية تعد من الشعارات الاساسية للثورة ودعائم الجمهورية الاسلامية وقال ان حساسية المسؤولين ازاء الثغرات والانحرافات الثقافية لا يتنافي اطلاقا مع الحرية، لان الحرية بوصفها نعمة الهية كبرى تختلف تماما عن التفسخ والتحلل واللامبالاة.
واكد ان الحرية من دون ضوابط لا معنى لها مشيرا الى تمسك المتمشدقين الغربيين بخطوطهم الحمر وقال: في اوربا لا احد يجرؤ على القاء ظلال من الشك على الهولوكوست الذي ليس واضحا حقيقته، وعندها يتوقعون منا ان نتجاهل الخطوط الحمر للثورة والاسلام.
واشار القائد الي عدم احتمال الغربيين لقضايا مثل الحجاب وتعصبهم الاعمى تجاه شعوب بعض الدول وقال متسائلا: هل هذه مؤشرات وعلائم الاحتمال الغربي الذي يشجع البعض، الشعب الايراني الكريم والمثقف على حذو حذوه.
وقال قائد الثورة متوجها الى المراجع الثقافية بما فيها علماء الدين والاساتذة والمثقفين الثوريين والفنانين الملتزمين: حافظوا على رؤيتكم الناقدة تجاه الاوضاع الثقافية واعملوا على تنبيه المسؤولين بمنطق متين وبيان واضح وصريح.
واشار القائد في جانب اخر من حديثة الى تسمية العام الايراني الفائت (عام 1392) باسم الملحمة السياسة والملحمة الاقتصادية وقال ان الشعب انجز ما كان متوقعا منه في مجال الملحمة السياسية من خلال خطوتين كبيرتين هما الانتخابات الرئاسية والمسيرات الواسعة والشاملة التي جرت بمناسبة الذكري السنوية لانتصار الثورة الاسلامية.
وقال سماحته ان النقطة المهمة فيما يخص الانتخابات في الدولة الاسلامية هي ان معدلات مشاركة الشعب في الانتخابات والاقتراع منذ بداية الثورة لم تتراجع وهذا المعدل وصل في الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة الي 72 بالمائة وهو معدل ملفت.
وتابع سماحته ان المشاركة الجماهيرية المستمرة في الساحة، تعني تسجيل وماسسة وتاصيل السيادة الشعبة الدينية في الجمهورية الاسلامية اذ يجب تقدير هذه النعمة لكن المؤسف ان البعض انكروا الجميل في انتخابات عام 2009 ازاء هذه النعمة الكبرى.
ومن ثم اشار القائد الي المشاركة الجماهيرية الرائعة في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاخيرة واعتبر ان السبب الحققي لهذا التواجد الواسع هو سياسات جبهة الاستكبار في مواجهة الشعب الايراني واللهجة قليلة الادب والمهينة للامريكيين تجاه الشعب.
واضاف انه فيما كانت تجري المفاوضات النووية تحدث الساسة الامريكيون بلهجة ينقصها الادب وحاولوا اظهار ان الشعب الايراني غض الطرف عن مبادئه وثوابته، لكن الشعب حصل علي دافع اضافي بحمية وحساسية للحضور في الساحة واظهر انه صامد من اجل الجمهورية الاسلامية والراية الخفافة للاسلام والدولة الاسلامية.
واشار سماحته الى الاخفاقات الامريكية في مختلف مناطق العالم بما فيها فلسطين وسورية والعراق وافغانستان وباكستان وقال ان حقائق المجتمع الدولي لا تسير وفق ما تريد امريكا.
واكد القائد انه في ايران الحبيبة فان خمسة وثلاثين عاما من العداء الذي تبناه الاعداء اللدودون تجاه الشعب لم يحقق ما كانوا يصبون اليه وهذا يعود الى المشاركة والتواجد الجماهيري في الساحة.
واوضح سماحته ان الاشخاص من اصحاب النفوذ في الادارة الامريكية قالوا بصراحة بانهم كثفوا الحظر لجر الشعب الى الشارع ضد الدولة الاسلامية والقضاء على الثورة، لكن المشاركة الملحمية والواعية للشعب جلعتهم يفشلون ويخفقون في نيل مبتغاهم.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق