البتاويين والجريمة وأشياء أخرى
عدنان الفضلي
منطقة البتاويين تختلف عن باقي مناطق العراق كافة بكونها تمتلئ صخباً في الليل وتعيش نوعاً من الهدوء في النهار ، عكس المناطق الأخرى التي يشتد ضجيجها نهاراً، فهذا المكان يعجّ بالمقاهي والمطاعم وبسطات الأرصفة وأغلب تلك المحال تعتمد على زبائن الليل ، من المقيمين فيها أو الزائرين القادمين من مناطق ومحافظات أخرى، حيث ترى أزقتها القديمة غير المشمولة بالخدمات تضجّ بالسائرين والجالسين على مقاعد المقاهي التي قلما تجدها فارغة او شاغرة، وحين تمر بالقرب منها فحتماً ستشاهد الألفة التي يعيشها مرتادو تلك المقاهي.
البتاويين منطقة لا يسكنها سوى الكادحين الذين يأخذهم النهار الى حومة العمل الشاق، كون أغلبهم باعة جوالين، واصحاب بسطات لبيع الملابس القديمة والخضروات وغيرها من الأعمال البسيطة التي بالكاد تسدّ رمقهم، لذلك فأنت لا تراهم الاّ في الليل وقت يكونون قد تخلصوا من تعب نهاراتهم وأوجاع وطنهم المليء بالدخان، وهنا في هذه المقاهي تجدهم يتسامرون ويتبادلون(النكتة) لتبديد تعبهم وهمومهم كما أنهم يستبدلون طعم الدخان الذي يستنشقونه نهاراً من مصدر الانفجار أو أماكن البارود بدخان(الأراجيل) الذي يحتوي روائح الفاكهة العطرة”.
الان اختلف هذا الواقع واصبحت البتاويين منطقة خطرة تعجّ بالنشالين والقتلة وارباب السوابق ، كما انها اصبحت مرتعاً لممارسات الدعارة واللواط اضافة الى المتاجرة بالمخدرات، فضلا عن تواجد يعدّ الاخطر وهو عصابات الاتجار بالبشر والاعضاء البشرية. حيث نشطت مؤخراً هذه العصابات وارتكبت عشرات الجرائم ، مثل القيام بخطف الاطفال والنساء وتهريبهم خارج العراق او سرقة اعضائهم البشرية.
الانتشار المخيف لعصابات المخدرات وكثرة بيوت الدعارة جعل احد المسؤولين الأمنيين الكبار يؤكد” ان الحل الوحيد للقضاء على الجريمة المنظمة التي تتخذ من منطقة البتاويين مأوى لها هو جرف هذه المنطقة نهائياً، لكونها تأوي الكثير من العصابات التي تتاجر بالاعضاء البشرية وبيع المخدرات وتهريب النساء.
أهالي المنطقة من الكادحين يشكون من هذا الموضوع، وقد أسرّوني بما تقوم به بعض دوريات الشرطة العراقية في حماية بيوت الدعارة، التي كانت سرية والآن اصبحت تدار بشكل علني وتحت وصاية من بعض الضباط، الذين يأخذون “قومسيون” وتوفر لهم العصابات دخلاً مرتفعاً، وفتيات يمارسون معهن الرذيلة، وكذلك يقومون بدعم وحماية الكثير من العصابات.
كما ان منطقة البتاويين من المناطق القديمة في بغداد وهي الان مهملة من الناحية الخدمية، حيث تنتشر اكوام القمامة والفضلات والمزابل المفتوحة، وهذا الامر جعل المنطقة مأوى للحشرات والجرذان والكلاب السائبة
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق