التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

تجار الصناديق ! 

بقلم : عبدالرضا الساعدي
من هو المهم في نظر السياسيين الحاليين .. الإنسان أم الصناديق؟! _ ونعني صناديق الاقتراع طبعا _ ، أما المناسبة من سؤالنا الغريب هذا ، هي أن في كل العالم الديمقراطي يتجه الناس لتغيير الحال من خلال صناديق الاقتراع ، ومن أحسن إلى الأحسن وصولا إلى الصورة المثلى للحياة التي يحلم بها المواطن ، وليست الحياة التي يحلم بها السياسي وحده دون غيره بالطريقة التي يفصلها على مزاجه الخاص هو وجماعته ضمن أجندات أو أهداف خاصة بهم ، بل والأشد كارثة من ذلك الوسيلة التي يريد من خلالها الوصول  إلى الكرسي ، فيعمد بعضهم إلى اعتبار الصناديق نهاية المطاف ، بمعنى النتائج التي يحصل عليها ، وبعدها فليذهب المواطن والتغيير نحو الأفضل، إلى الجحيم !!!
هكذا يفكر غالبيتهم وبشكل مروع ،للأسف الشديد ،الصناديق هي الهدف ، والإنسان الذاهب إليها مجرد وسيلة أو أداة في مناسبة ما ، ينتهي دوره بانتهاء مهمته قرب الصناديق .. هل يُعقل أن نمتلك هذه العقلية والروحية لدى بعض السياسيين وهم ينظرون إلى الانتخابات بوصفها لعبة سياسية خاصة بهم يقطفون ثمارها وحدهم دون مشاركة الشعب الذي انتخبهم من خلال الصناديق .. المصيبة أين ؟
المصيبة أنهم يحرقون الأجواء فوق رأس المواطن ذاته والذي يطالبونه بالمشاركة والاختيار والتغيير ، فكلما اقترب موعد الانتخابات ؛ يجد العراقي نفسه أمام مشكلات وأزمات لا أول لها ولا آخر ، ويجد المفخخات والشاحنات تقطّع أوصال البلاد والضحايا كأشلاء تصرخ بالضمير الإنساني الأخرس لدى أكثر السياسيين ، ما جدوى الصناديق بلا  تغيير ؟ وما جدوى الانتخابات بلا إنسان .. فكلما اقترب الموعد يُحرق هذا الإنسان ويُذبح ظلما وبغتا .. ومع هذا سنذهب جميعا لندلي بأصواتنا في الصناديق من أجل يكون لنا وطن آمن ذات يوم .. وخالٍ من تجار الصناديق .

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق