التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

حياء آل سعود جرة وليس قطرة: تعاون أمني سعودي إسرائيلي وشركة صهيونية تعمل في مكة لتأمين حجاج بيت الله الحرام 

 

علي عبد سلمان

توصل تحقيق صحفي أجراه موقع “أسرارعربية” الى أن الحكومة السعودية تعاقدت منذ العام 2010 مع شركة صهيونية من أجل تقديم خدماتها الأمنية في مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال موسم الحج، حيث تقوم هذه الشركة المسجلة بصورة سرية بالعمل من أجل ضمان الأمن والسلامة في المناطق المقدسة خلال الموسم .

السنوي، وكذلك التعامل مع أفواج الحجيج الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم.

وبحسب هذه المعلومات فان شركة أمنية بريطانية تقيم علاقات واسعة مع الاسرائيليين، وتواجه احتجاجات واسعة في أوروبا بسبب انتهاكه الحقوق الانسان سوف تستقبل أكثر من مليونيحاج مسلم من مختلف أنحاء العالم بعد أقل منشهر من الان، وسوف تعمل على تأمين الحجاج وتأمين الأماكن المقدسة خلال الموسم المقدس.

والشركة المشار اليها هي شركة (G4S) وهيواحدة من أشهر شركات الحماية والأمن في العالم،ورغم أنها شركة بريطانية، الا أنه تبين بأنها تقوم بتزويد الاسرائيليين بأدوات التعذيب المحرمة دولياً، وكذلك العديد من الأسلحة المستخدمة في أعمال القمع، واسلحة أخرى تسببت بسقوط وفيات تحت التعذيب في السجون الاسرائيلية.

وبدأت شركة (G4S) الأمنية العالمية الشهيرة تقديم خدماتها للحكومة السعودية اعتباراً من العام2010، بعد أن كانت قد أسست شركة خاصة في المملكة تحت اسم (المجال – جي فور أس) وتتخذمن مدينة جدة الساحلية على بعد 80 كيلو متر من مكة المكرمة مقراً لها.

ويدير الشركة السعودية المملوكة بالكامل للشركةالبريطانية الأم مواطن سعودي يدعى “خالدبغدادي”، وهو أحد رجال الأمن السابقين فيالمملكة، ويعمل بمنصب رئيس تنفيذي في الشركةبجدة.

وتمكن موقع “أسرار عربية” من الحصول علىمجلة داخلية تصدرها شركة (G4S) في مقرهاالرئيس بلندن، وتؤكد هذه النشرة أن فرع الشركةفي لندن هو الذي يدير العمليات الأمنية المتعلقة بالحج، ويقول بالحرف الواحد: “ان شركة جي فورأس تقوم بتسهيل وتأمين تنقلات اكثر من ثلاث ملايين حج يزورون مكة المكرمة سنوياً.

جانب من المجلة الداخلية الصادرة بالانجليزية عنفرع الشركة في السعودية

كما تأكد موقع “أسرار عربية” بأن الشركة ذاتهاهي التي تقوم بتقديم الخدمات الأمنية في الأماكن المقدسة، وبموجب عقد مع الحكومة السعودية، بعدأن توصل الموقع الى اعلان تطلب فيه الشركة موظفين للعمل في مكة المكرمة لمدة سبعة أيام فقط، خلال موسم الحج وحده، وذلك في العام 2011تحديداً، أي بعد عام واحد على توليها هذه المهمة.

الاعلان منشور على صفحة فيسبوك الخاصةبالشركة وفيه عنوانها البريدي الرسمي

ما هي شركة (G4S

وتعتبر شركة (G4S) واحدة من أهم وأبرز شركاتتوفير الحماية في العالم، وهي تعمل في العديد من الدول العربية، وليس فقط في السعودية، الا أنغالبية المتعاقدين معها من البنوك الذين يطلبون الحماية للمبالغ المالية الكبيرة، أما الحماية في مكة المكرمة وخلال موسم الحج، فهذا هو الجديد.

وشركة (G4S) ثبت تورطها خلال السنوات الماضية في تزويد الاحتلال الاسرائيلي بالعديد من الأدوات والمعدات المحرمة دولياً والتي تسببت بوفاة أسرى فلسطينيين، وهو ما دفع “المنظمة العربية لحقوقالانسان في بريطانيا” الى ملاحقة هذه الشركةلاحقاً وفتح ملفها، وفضحت نشاطها في المنطقة العربية، كما طالبت الحكومة البريطانية باغلاقها ووقف الترخيص الممنوح لها.

ولاحقاً أطلقت عشرات المنظمات الأهلية في بريطانيا المؤيدة للسلام، أو المساندة للشعب الفلسطيني، حملة واسعة على مستوى أوروبا تطالب باغلاق هذه الشركة، ووقف ترخيصها بعدأن تبين بأنها تصدر للاسرائيليين أدوات قمع غيرمسموح بها بموجب القانون الدولي الانساني.

اعلانات على مواقف الحافلات في لندن تفضح الشركة

نشطاء سلام أجانب في الاراضي الفلسطينية يطالبون بوقف ترخيص الشركة واغلاقها

احتجاج ضد الشركة في احدى المدن الأوروبيةواثنين من النشطاء يمثلون دور الأسرى

وكانت العديد من وسائل الاعلام الأجنبية، وخاصةالاعلام البريطاني، قد تناول قضية الشركة والحملة الشعبية التي تطالب باغلاقها لتورطها في انتهاكات واسعة لحقوق الانسان يتم ارتكابها داخل الأراضي الفلسطينية.

كما نشرت جريدة “الغارديان” العديد من التقاريرمن بينها من تحدث عن تفاصيل الأسلحة والأدوات التي تقوم الشركة بتزويد الاحتلال الاسرائيلي بها،ويقوم هذا الأخير باستخدامها في تعذيب الأسرى الفلسطينيين.

تقرير لجريدة “الغارديان” البريطانية عن الشركة ودورها في تعذيب السجناء الفلسطينيين – منشورفي حزيران/ يونيو 2013

يشار الى أن الشركة تعمل في العديد من الدول العربية، لكن اللافت أن السلطات السعودية تمنعدخول غير المسلمين الى مكة المكرمة والمدينة المنورة،بينما تسمح لهذه الشركة الصهيونية بالعمل هناك تحت غطاء وجوه عربية، وموظفين عرب، بل وتقوم بتأمين موسم الحج سنوياً، بصورة سرية وصامتة.

وحصل موقع “أسرار عربية” على مزيد من الأدلة والبينات التي تثبت أن شركة (G4S) التي تزود الاسرائيليين بأدوات التعذيب والمتورطة في انتهاكات واسعة لحقوق الانسان، هي ذاتها التي تقوم بتقديم العديد من الخدمات في مكة المكرمة وتشرف على العديد من الأعمال المتعلقة بحجاج بيت الله الحرام.

وكان “أسرار عربية” قد نشر تحقيقاً يؤكد فيه أنالشركة تعمل في مكة المكرمة منذ العام 2010 علىالأقل، وربما منذ ما قبل ذلك، وأنها هي ذاتها التي تواجه حملة ادانة واسعة في أوروبا بسبب الخدمات التي تقدمها للاحتلال الاسرائيلي.

وتبين أن الشركة لا تنتهك حقوق الانسان فقطبتزويد المجرمين الاسرائيليين بأدوات التعذيب والجريمة، وانما تنتهك أيضاً حقوق السعوديين،حيث واجهت احتجاجاً كبيراً من موظفيها السعوديين في العام 2011، أدى بهؤلاء الموظفين للاعتصام أمام مكاتبها في طريق الهدا بمكة المكرمة ومن ثم تم اقتحام المكانب من قبل الموظفين المحتجين وتم تسجيل شكوى بالواقعة لدى مركزشرطة “العزيزية”.

مسؤولي الشركة أجانب:

وتلقى موقع “أسرار عربية” رسالة من أحد موظفي الشركة يؤكد فيه أن المسؤولين في الشركة ليسوا عرباً ولا مسلمين، وذلك رغم ان الفرع السعودي للشركة يسمى (almajal G4S).

وقال الموظف الذي كان يعمل مشرفاً في الشركة وتركها إن “ادارة الشركة ليست سعودية، وإن العاملين فيها ليسوا من المسلمين”، مؤكداً أن ماورد في تحقيق “أسرار عربية” كان صحيحاً تماماً ودقيقاً.

ارتباطها باسرائيل:

كما حصل موقع “أسرار عربية” على دليل جديديؤكد ارتباط شركة (G4S) بالاسرائيليين، حيث إنأكبر شركة أمنية في اسرائيل، وهي شركة الأمنالتي تقوم بتقديم خدمات الحماية للمستوطنات الاسرائيلية، ليست سوى جزء وشريك من شركة(G4S)، وذلك بحسب صفحة الشركة الاسرائيلية ذاتها على الموسوعة العالمية (ويكيبيديا) علىالانترنت.

ويتبين من المعلومات أن شركة (هاشميرا)الاسرائيلية، وهي أكبر شركة أمن وحماية في اسرائيل ليست سوى جزء من امبراطورية (G4S)الأمنية التي تعمل في مكة المكرمة من خلال ذراعها السعودي (المجال جي فور أس).

ولدى شركة (هاشميرا) أكثر من 15 ألف موظف،كما أن لديها أكثر من خمسين فرعاً تغطي الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك المستوطنات التي تلتهم أراضي الضفة الغربية

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق