الرأي تحاور معالي اللواء محمد سلامة الجوهري لواء مكافحه الارهاب للمخابرات الحربيه في جمهوريه مصر
حاوره : رباب سعيد مدير مكتب مصر
تبدو المنطقة العربية وهي حبلي بالأزمات والصراعات على فوهة بركان ,تتشكل غيمة في سمائها ومؤشراته تتفجر بين لحظة وأخري تبعا لحسابات الربح والخسارة والتوهم بتحقيق النصر واختلاط الأوراق علي كافة المحاور وبعد تسونامي عاصف في منطقة انهكتها سياسات انظمة دكتاتورية فكم من أرواح أزهقت ؟بلا ذنب كم منمنشأت أستهدفت؟ كم من خسائر لحقت بالسياحة والاقتصاد الوطني بسبب العمليات الإرهابية؟ وكم من جهود بذلت لتصفية هذه البؤر الإرهابية في التسعينات من القرن الماض. وبعد إعلان الجماعة الإسلامية عن مراجعتها الفكرية في عام 1997 وتراجعها عن افكارها المتطرفة وعادت موجة الإرهاب من جديد بعد أن وفر النظام السابق في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي الدعم والحماية لجماعات الإرهاب والتنظيمات التكفيرية , للاستقرار في سيناء والأفراج عن عدد كبير منهم رغم اتهامهم لجرائم خطيرة تشكل تهديدا للأمن القومي المصري
فكان لابد أن نحمل هذا الي من يملك مفتاح الصندوق الأسود وجدت نفسي أمام مبني تاريخي رفعت عيني فشاهدته, وتوقفت للحظة ,لكنة أو مألي وهو يبتسم ويشجعني علي الوصول إلي مكانه وأخذت أتفرس في ملامحه الحادة ونظر إلي بعينيه النفاذتين وسألني أنت صحفية فين أول مرة أراكي قلت هذا أول مرة ألتقي بمعالي اللواء محمد سلامة الجوهري لواء مكافحة الارهاب بالمخابرات الحربية وكان حواري معه
*بدايتا صف لنا المشهد الأمني في هذه الفترة وهل لديكم معلومات أن جهاز الشرطة مخترق؟
في البداية دعيني أوضح لكي أن اختصاصي مخابرات القوات المسلحة بمعني تأمين القوات المسلحة وان القائمين علي جهاز المخابرات العامة المصرية علي درجة عالية من الكفاءة والنشاط واليقظة .
لكن دعيني أوكد لكي أنه لايوجد اختراق لجهاز الشرطة المصرية وعلينا أن نكف عن حديث الاختراق لأنه لا أساس لهمن الصحة وجهاز الشرطة المصرية وعلينا أن نكف عن حديث الاختراق لأنه لا اساس له من الصحة وجهاز الشرطة المصري وطني وعناصره تتعرض كل يوم للاستهداف من قبل عناصر مدربة تدريباً عاليا خارج البلاد لديها قدرة علي إطلاق النيران بأ تجاه
الهدف مباشرة والإرهاب يضرب بقوة في منطقة الشرق الأوسط والشرطة المصرية في حرب معلنه مع الإرهاب المدعوم من جماعة الإخوان وما يحدث لرجل الأمن أوعنصر شرطة سواء كان ضابطاً أو مجند اً-يعمل في خدمته من اغتيال عذرا امر طبيعي فهو مستهدف من جماعة إرهابية وما حدث أن عناصر من تنظيم الإخوان الارهابي وحلفائهم حاولوا تنفيذ أعمال أرهابية امام قاعة أكاديمية الشرطة التي يحاكم فيها المعزول ولما وجدوا التدابير الأمنية محكمة وعلي أشدها أدركوا أنهم لن ينجحوا او قرروا العدول عن خطط المواجهة المباشرة مع رجال الشرطة
*هل سلمت حقاً قائمة بيانات ومعلومات واسماء قيادات وضباط في الداخلية لمؤسسة الرئاسة أيام المعزول وهي التي تستخدم الأن من العناصر الارهابية في الاستهداف؟
لا… هذا كلام لاأسا س له من الصحة لم تسلم أي بيانات لرئاسة الجمهورية أيام المعزول وعلي الإعلام أن يتوقف عن ترديد المعلومات التي لاأسا س لها من الصحة وأنا بصفتي لواء مكافحة الارهاب أقول لك معلومة أكيدة ليست لدي أي جهة بيانات تخص جهاز الشرطة المصرية والجهاز متماسك ومضطلع بمهام الأمن علي أكمل وجه بعد مساندة الجيش والشعب واصبح لدي جهاز الشرطة عزيمة علي الحفاظ علي مقدرات الوطن
* هل لديكم معلومات تقول أن هناك تقصير أو ثغرات في التدابير الأمنية التي تتخذها وزارة الداخلية لمواجهة مسلسل الاستهداف لعناصر ها ومنشأتها؟
لا, ليس هناك تقصير من أحد, ومن الإجحاف الحديث عن تقصير جهاز يتعرض يوميا رجالة وأبناءه للقتل والاستهداف ,وللأسف جيل الشباب لايدرك حقيقة تقول إن هذه هي طبيعة الإرهاب وأنا أحيلكللإغتيالات الكبري التي وقعت في إيطاليا علي يد المافيا والجرائم التي استهدفت الجيش الأيرلندي.. نفس طريقة التنفيذ عناصر مدربه ومحترفه نجري التحريات والرصد وتعتمد عنصر السرعة والمباغتة تربك المشهد الأمني قليلا ثم تلوز بالفرار وهي بالمناسبة كوادر لديها خبرات كبيرة في مجال الاغتيالات اكتسبتها نتيجة عملها في الخارج ضمن مجموعات خارجة علي القانون
*من وجهة نظرك ماهي الإجراءات التي تتخذها الجهات الأمنية لمواجهة الإرهاب؟
تستلزم المواجهة مع الإرهاب حزمة الإجراءات تقوم علي ضرورة صياغة منظومة أمنية متكاملة من خلال الاعتماد علي المعلومات وهي متاحه فضلا عن حشد القوات لمواجهة التظاهرات التي تلجأ إلي العنف والقتل والتخريب وإشاعة الفوضي وليس التعبير السلمي عن الرأي إلي جانب أهمية توجية ضربات استباقية لاجهاض مخططات حرق الدولة وهو مانجحت فيه ا جهزة الأمن في 6اكتوبر الماضي إبان الاحتفال بمرور 40عام ذكري انتصارات اكتوبر وبشكل عام فإن حوادث التفجير والإغتيالات كما يراها أن الخطر القائم يمكن في وجود ارتباط فكري ووجداني وأدبي وعقائدي وسياسي بين كل ما تشهده 9 دول عربيه حاليا كالعراق-واليمن-وتونس-ولبيا-والصومال-والسودان-مصر-وسوريا –والبحريين حيث تعتنق التنظيمات المتطرفة في هذه الدول الفكر التكفيري وتستحل المال والعرض للمسلمين بدعوي أنهم كفار وقد بدأ هذه الارتباط يتخذ شكلا تنظيميا من خلال علاقات بيولوجية بين هذه المنظمات التكفيرية والإرهابية وبعضها وهومايبدو جاليا من خلال الدعم الذي يوفره أيمن الظواهري زعيم تنظيمالقاعده لبعض التنظيمات داخل القاهرة فضلا عن العلاقات الوثيقة بين جماعة أنصار بيت المقدس وجند الإسلام وحركة حماس في غزةوداعش في سوريا
*هل مصر بحاجة إلي تدابير أمنية إستثنائية كأن تعود حالة حظر التجوال أو ماشابة؟
لا لسنا بحاجة إلي أي تدابير استثنائية وحظر التجول لن يمنعالإغتيالات. ولاعمليات الإرهاب ,المطلوب هو إجراءات صارمة وحاسمة أمنيا وقضائياً
*هل نحتاج لتدريب كوادرنا الشرطية بشكل يمكنها من التأهب والمواجهة وتنفيذ ضربات استباقية؟
نعم. نحن بحاجة إلي مزيذ من التدريب والتأهب علي أعلي مستوي إن كان مستوي التأهب والعمل علي مستوي من الجودة لكننا نكتشف كل يوم أننا أمام إرهاب نوعي متطور محترف متمرس علي العمليات فهناك كوادر إرهابية نستطيع أن تنفذ عملية إرهابية في ظرف 5 دقائق هذه قدرة فائقة جراء التدريب
*هل الأمن وحده لن يكون قادراً علي التصدي للإرهاب النوعي الذي تواجهه البلاد؟
الأمن في كل تجارب الدول التي واجهت الإرهاب لايتصدي وحده للعمليات الإرهابية ولابد في المرحلة الأولي من المواجهات أن يدعمةالقضاء وأن تصدر أحكام رادعة ونافذة مربعة دون تباطؤ ضد كل القيادات التي عبثت بأمن البلد.
*ما هو الحل من وجهة نظرك لمواجهة الإرهاب بصفة عامة وهل هناك تعاون بين الدول لصد الإرهاب؟
تعاون أمني والحال كذلك فإنه لابد من الشفافية والتعاون الأمني والإستخباراتي بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة الأ فكار التكفيرية المتطرفة وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب علي أن يكون تحت إشراف جامعة الدول العربية لوضع الخطط وتبادل المعلومات والخبرات والاستعانة بخبراء محللين وعالميين في مجال مكافحة الإرهاب ولابد من دور فاعل للمؤسسات الدينية عربياً واسلامياً لمواجهة الفكر التكفيري بتعاليم الإ سلام الوسطية السمحاء ودحض أرائهم المتشددة .
هل هذا التعاون يتطلب سياسة إعلامية معينة؟
نعم يتطلب المواجهة مع الإرهاب سياسة إعلامية عربية متكاملة من خلال مركز إعلامي عربي لوضع منظومة إعلامية لمواجهة هذه التنظيمات فضلاعن أهمية وجود رؤية سياسية لدمج أعضاء هذه التنظيمات في المجتمعات العربية وإن لم نتخذ مثل هذه الإجراءات فإننا سنكون أمام حرب ارهابية خلا السنوات القليلة المقبلة.
*ما هي الوسائل الضرورية التي تراها وتكون كفيلة لمواجهة الإرهاب من واقع ما تعيشه الأمة العربية؟
أن مكافحة الإرهاب يجب أن تقوم علي مجموعة من الخطط الاستراتيجيات وتشمل ضرورة حماية قيم الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الفكر والعدل والمساواة والتسامح بين أصحاب الفكر والدولة وأهمية إيجاد قنوات شرعية للحوار السياسي والفكري والديني والحوار هنا مسئولية جميع القوي السياسية والفكرية علي اختلاف توجهاتها وانتمائها وتلك مسؤلية الأحزاب السياسية والنقابات وجميع مؤسسات الدولة لاسيما أن الحوار يعني قدرة جميع الأطراف علي الانفتاح المتبادل فيما بينهما والخروج من الخنادق الفكرية وكذلك لابد من وجود سياسة إعلامية مدروسة لنشر الفكر وتوعية عامة بالدين الصحيح لتحصين الشباب من الأفكار الخاطئة والمتطرفة وضرورة تحسين الأحوال المادية والاقتصادية للأفراد من خلال زيادة الدخول ومواجهة ارتفاع الأسعار وإيجاد حلول لمشكلة البطالة والقضاء علي الظلم فهو نتاج الفقر وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب
كما تستلزم المواجهة الجادة للفكر المتطرف قيام وزارة الأوقاف بالإشراف علي المساجد علي مستوي الدولة وتوفير الدعاة المستنيرين وإعدادهم تربوياً وعلميا لمواجهة الخلطً في معاني التفسير والسنة.
*ما هي الضمانات التي يحتاج أي نظام قادم لتقديمها من أجل أن يحكم دون منغصات, مثلما حدث في فترة حكم محمد مرسي؟
أحوال البلد خطيرة ولا يملك أحد منا أن يفكر في المستقبل بالتشاؤم ولكن بالحساب وأن يواجهه بالتفاؤل الحذر والمحسوب. هناك وطن وشعب وهناك مستقبل وهناك طريق والمشاكل أكثر مما يتصور معظم الناس والشعب المصري قادر علي مسؤولية الأمل وليس لديه بديل أخر غير الأمل! لقد ضاع منا وقت طويل .شردنا فيه عن الخطوط الاستراتيجية الرئيسية للأمن القومي المصري ,ونسينا فيها مصالح أغلبية الشعب ومطالبه وحان الوقت لنتصرف علي نحو جاد لأن التراخي إزاء المسؤوليات أو التخبط والقصور في الأداء لم يعد متاحاً لنا هناك نظام جديد يوشك أن يقوم بفكر جديد وبرؤية واضحة وإرادة مصممة, ونحن لا نملك غير ذلك واعتقادي أن هذا النظام القادم تلزمه ثلاث ضمانات ملحة الأولي رؤية واضحة محددة لشكل المستقبل علي المدي القريب والتحرك نحوها ثم خطة قادرة علي صنع المستقبل المرجو والمطلوب والاستعداد لها.
والثانية ,أن قوي الشباب في مصر لابد أن ينفسح لها المجال واسعاً لكي تعرف وتشارك وتتحمس لمستقبل هي من يملكه ,لأنها هي من سوف يسكنه وحتي إذا جري بعض الجموح فتلك طبائع الشباب إضافة إلي أنه جزء من التجربة يتعلم ,فيها بالصواب والخطأ والثالثة أنه سواء في مرحلة الرؤية أو مرحلة الخطة, فإن البلد يحتاج إلي نوع من التجمع الوطني من أجل المستقبل