ليبرالية متطرفة !!
بقلم : عبدالرضا الساعدي
لا يختلف اثنان أن الحرية والاختيار هما الركائز الأساسية في الفلسفة الليبرالية .. كما أن الفيلسوف التنويري الفرنسي فولتير قال مرة : “أنا لا أتفق مع كلمة واحدة مما تقول ،لكنني أدافع حتى الموت عن حقك لكي تقولها“.
يبدو أن بعضهم قد نسى ذلك ، وهو يدّعي ليبرالية غريبة تصادر حق الآخر المخالف لفلسفته أو عقيدته ورأيه ، بل أن هناك من يعطي أحكاما مسبقة حول أطروحات وقوانين أو حتى دساتير ، قبل أن يطلّع عليها أو يدرسها ، وكأن الاختلاف في الرأي هو خلاف مسبق في كل شيء من دون نقاش !!
هكذا ظهر عندنا (ليبراليون) متطرفون فجأة ،من دون أن ندري كيف ولماذا وإلى أين ؟
يبدو أن بعضهم قد نسى ذلك ، وهو يدّعي ليبرالية غريبة تصادر حق الآخر المخالف لفلسفته أو عقيدته ورأيه ، بل أن هناك من يعطي أحكاما مسبقة حول أطروحات وقوانين أو حتى دساتير ، قبل أن يطلّع عليها أو يدرسها ، وكأن الاختلاف في الرأي هو خلاف مسبق في كل شيء من دون نقاش !!
هكذا ظهر عندنا (ليبراليون) متطرفون فجأة ،من دون أن ندري كيف ولماذا وإلى أين ؟
بل أني اكتشفت أن بعض هؤلاء لم يقرأ الدستور العراقي حتى الآن ، مع هذا فهو ينتقده ويلومه ويتذمر منه في كل مناسبة ، بل أن هناك ليبراليين بالعدوى وبالإشاعة من دون استيعاب أو قناعة أو إيمان حقيقي ، فالحقائق الكبيرة والمهمة التي تداولها الألسن ، لدى الأدعياء منهم ، جاهزة ، منمّقة ، ويمضغونها كما يمضغون العلكة ، لكنها حين تقترب منهم لتُترجم كواقع وفعل شخصي أو اجتماعي ، تسقط الأقنعة حينها وتبدأ روح الازدواجية الحقيقية بالظهور ، لتظهر لنا الشخصية الفعلية التي تعني التشدد والتطير إزاء الآخر المخالف له .. وبالمناسبة أيضا ، شهدتُ قبل أيام مضت ، ردود الفعل لدى البعض من هؤلاء حين ظهر مؤخرا قانون الأحوال الشخصية الجعفري ، وما رافقه من جدل ولغط واختلاف في الرؤى من البعض ، وربما يكون هذا طبيعيا في أجوائنا الديمقراطية ، لكن غير الطبيعي أن بعض مدعي الليبرالية هؤلاء ، وضعوا مفردة الرفض المسبق ( كلا ) لهذا القانون _ جملة وتفصيلا _ حتى قبل أن يُناقش أو يُقرأ أو يُفهم محتواه أو تفاصيله !! ، أي قبل أن يقول كلمته ، وأرجو أن لا يُفهم من كلامي هذا بأني أدافع أو أنحاز إلى طرف دون آخر ، ولكني فقط أذكّر بجملة فولتير _ آنفة الذكر_ التي نسيها هؤلاء ( الليبراليون المتطرفون ).
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
في الافتتاحية