الهواتف الذكية.. حرب تقنيات بتحالفات اقتصادية
أصبحت الهواتف الذكية جزء مهم في حياة الكثير من البشر، وذلك لما تحتويه من ميزات ووسائل وخدمات متطورة ومهمة، كانت سببا مباشرا في ارتفاع أعداد المستهلكين لهذه التقنيات المتطورة كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا ان الأسواق العالمية تشهد اليوم حرب تنافسية كبيرة بين شركات التكنولوجيا المتخصصة بصناعة الهواتف الذكية وتطبيقاتها الخاصة، والتي تسعى الى فرض همنتها المطلقة على الأسواق العالمية، من خلال إطلاق منتجات جديدة ومتطورة وإيجاد خطط مستقبلية التي تهدف الى توسيع العمل وتكوين تحالفات خاصة من اجل استقطاب أعداد إضافية من محبي الهواتف الذكية في العالم، خصوصا وان الأسواق العالمية قد شهدت أيضا الى دخول شركات جديدة في هذا الميدان.
ففي ظل هذه الحرب والصراع يبقى السؤال كيف سوف ستكون الاجهزة في السنوات القليلة القادمة، وهذا يثير الفضول لدى بعض المستخدمين للمعرفة ماذا سوف يحدث في المستقبل القريب.
مبيعات الهواتف الذكية
وفي هذا الشأن فقد كشف استطلاع عن ان مبيعات الهواتف الذكية على نطاق العالم في العام الماضي تجاوزت مليار جهاز، استحوذت سامسونغ على حصة الأسد منها. وجاء في الاستطلاع الذي اجرته شركة IDC المتخصصة بأبحاث السوق ان العدد الاجمالي للهواتف الذكية التي بيعت العام الماضي بلغ 1,004 مليار جهاز، مما يمثل زيادة تبلغ 38 بالمئة عن العام الذي سبقه.
واستحوذت سامسونغ الكورية الجنوبية على حصة الاسد من المبيعات، وجاءت بعدها آبل ثم هواوي الصينية. ومثلت الهواتف الذكية اكثر من نصف العدد الكلي للهواتف النقالة التي بيعت العام الماضي والذي بلغ عددها 1,8 مليار جهاز. وقال رايان رايث من IDC “من العوامل المهمة التي دفعت مبيعات الهواتف الذكية كبر حجم الشاشة والسعر الزهيد، ومن هذين العاملين اعتقد ان السعر الزهيد هو الأهم.”
واضاف “صحيح ان الاجهزة زهيدة الثمن لا تسترعي الانتباه والاضواء، ولكن الاحصاءات تشير الى ان هذا هو القطاع الذي يرفع معدلات المبيعات.” وقال “ففي الهند والصين، تمثل الهواتف التي يقل سعرها عن 150 دولار غالبية المبيعات، وهي هواتف تتيح المجال للسواد الاعظم ان يتمتعوا باجهزة ذات قدرة فائقة وباسعار زهيدة.”
مبيعات أجهزة الهواتف الذكية عالميا كانت وحسب الترتيب: سامسونغ31,3 بالمئة، آبل15,3 بالمئة، هواوي4,9 بالمئة،أل جي4,8 بالمئة، لينوفو4,5 بالمئة، وجاء في الاستطلاع ان مبيعات سامسونغ حققت نموا في العام الماضي بلغ 42,9 بالمئة، بينما انكمشت مبيعات آبل إذ لم يتجاوز نمو مبيعاتها 12,9 بالمئة.
هواتف جديدة
في السياق ذاته أطلقت الشركة الفنلندية “نوكيا” التي ستشتريها شركة “مايكروسوفت” واليابانية “سوني موبايل” و الصينية “زد تي اي” اخر اجهزتها وهي اخف وزنا وانحف واكثر قوة وتسعى الى تمييز الواحدة عن الاخرى من خلال ادخال تكنولوجيات متطورة جدا في مجال المعالجات والكاميرات والصوت ووضوحية الشاشة.
فجهاز “كسبيريا زد 2” اخر ابتكارات “سوني موباييل” مجهز بكاميرا من 7,20 مليون بيكسل تسمح بالتصوير بتقنية 4 كاي وهي اعلى وضوحية في التصوير الفيديو راهنا ويأتي مع سماعات تخفض الضجيج. واضافت “سوني موبايل” الى مجموعتها ايضا هاتفا ذكيا من نوع “كسبيريا ام 2” رفيعا جدا وسوارا موصولا حمل اسم “سمارت باند اس دبليو ار 10”.
وكشفت الشركة الصينية “زد تي اي” عن “غراند ميمو 2 ال تي اي” وهو هاتف ذكي يعمل بنظام اندرويد رفيع جدا مجهز بشاشة من عشر بوصات مع بطارية محسنة. ويمكن تقسيم شاشة هذا الهاتف الى نافذتين لمتابعة مباراة مثلا والتعليق عليها في الوقت ذاته على شبكات التواصل الاجتماعي.
اما نوكيا فقد شكلت مفاجأة بإطلاقها مجموعة جديدة من الهواتف “نوكيا اكس” تعمل بنظام اندرويد من غوغل المنافس لنظام “ويندووز فون” من مايكروسوفت التي ستشتري نوكيا قريبا. وتريد “نوكيا” من خلال ذلك التوجه الى زبائن يريدون شراء هاتف ذكي باقل من 150 يورو. وقال براين وانغ المحلل لدى شركة “فوريستر” ان هذا الاعلان سيؤثر على الصانعين الصينيين للهواتف الذكية المتدنية الكلفة.
وتقدم سامسونغ اخر تصميم في مجموعتها من هواتف “غالاكسي” الذكية التي باعت منها حوالى 300 مليون جهاز العام الماضي على ما ذكرت شركة “غارتنر”. وكشفت سامسونغ عن ساعتين موصولتين تعملان بنظام التشغيل الحر “تيزين” الذي طورته مجموعة من الشركات من ابرزها سامسونغ. وعرضت شركة “هواووي” الصينية ايضا ساعة موصولة وهاتفا ذكيا يعمل بوصلة انترنت فائقة السرعة من الجيل الرابع وجهازا لوحيا صغيرا يمكن استخدامه كهاتف ايضا. بحسب فرانس برس.
ويستفيد المصممون من هذا الحدث المعروف لابراز الهواتف الذكية رفيعة المستوى في مجموعاتهم التي تشكل قاطرة لبيع بقية منتجاتها الاقل سعرا عادة. وقالت شركة الابحاث “اي د سي” ان “حملات التسويق العالمية لا تزال تركز على الهواتف الاساسية مثل آي فون 5 اس و “غالاكسي نوت 3″ او اتش تي سي وان في حين ان الدراسات تظهر ان مشتريات المستهلكين تتنقل سريعا الى منتجات اقل كلفة بكثير”.
آبل تخيب الآمال
الى جانب ذلك لم تأت مبيعات هاتف “آي فون” وهو المنتج الأبرز لمجموعة “آبل” بالمستوى المطلوب خلال، مخيبة آمال المستثمرين، بحسب ما اعلنت المجموعة. وقد نشرت المجموعة المعلوماتية نتائج الربع الأول من سنتها المالية المعدلة (من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر) وتبين بالتالي أنها لم تبع خلال تلك الفترة إلا 51 مليون وحدة من هاتف “آي فون” الذي يشكل عادة أكثر من نصف رقم أعمال المصنع الأميركي.
وأكدت “آبل” أن هذه المبيعات تعد “قياسية” بالمقارنة مع المبيعات المسجلة قبل عام والتي شملت 47,8 مليون وحدة. غير أن المحللين كانوا يتوقعون مبيعات بمعدل 55 مليون وحدة بعد إطلاق النموذجين الجديدين “5 اس” و”5 سي” في نهاية أيلول/سبتمبر. واعتبر مصرف “باركلايز” أن مبيعات هاتف “آي فون” هي “من دون شك نقطة سلبية” في التقرير، عازيا ذلك إلى “الاقبال المحدود على هاتف آي فون 5 سي” الذي يعد أرخص النسختين الجديدتين والذي قدم لمواجهة المنافسة المحتدمة من الهواتف الذكية الأرخص كلفة، كتلك العاملة بنظام “أندرويد” من “غوغل”.
ولم تقدم “آبل” تفاصيل كثيرة عن مبيعات النسختين، لكن مسؤولين فيها قد أقروا خلال مؤتمر متلفز مع المحللين أن النتائج أتت مختلفة عن التوقعات، مشيرين إلى أن نسخة “5 اس” بوظيفتها القارئة للبصمات قد استقطبت نسبة أكبر من المستخدمين. وبقيت الأرباح الصافية للمجموعة على حالها خلال الربع الأول من العام مع 13,1 مليار دولار، غير أن العائدات على الأسهم المدرجة في البورصة كانت أفضل من المتوقع ب 41 سنتا ووصلت إلى 14,50 دولارا.
وأتى رقم الأعمال أيضا أفضل من التوقعات بقليل، مرتفعا بنسبة 6% ليصل إلى 57,6 مليار دولار.
غير أن “آبل” فترت الحماس السائد، كاشفة أنها تتوقع رقم أعمال يتراوح بين 42 و 44 مليار دولار خلال الربع الثاني من سنتها المالية الذي يبدأ في كانون الثاني/يناير، في حين توقع المحللون أن يصل إلى 46,05 مليار دولار لاسيما بعد اتفاق تسويق هاتف “آي فون” الذي أبرمته المجموعة مع أول مشغل هواتف خلوية في الصين “تشاينا موبايل”. وأكد تيم كوك المدير العام ل “آبل” أن هذا الاتفاق “قد شهد انطلاقة مذهلة” وقد سجلت مبيعات قياسية في الصين خلال الأسبوع الأول من تطبيق الاتفاق.
وتحقق المجموعة الأميركية عموما أداء جيدا في الصين حيث ارتفع رقم أعمالها بنسبة 29% ليصل إلى 8,8 مليارات دولار خلال الفترة الممتدة بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر. وبخلاف مبيعات هاتف “آي فون” خلال موسم الأعياد، أتت مبيعات جهاز “أي باد” اللوحي أفضل من التوقعات، مرتفعة بنسبة 14% في خلال سنة لتشمل 26 مليون وحدة. وارتفعت أيضا مبيعات حواسيب “ماك” بنسبة 19% لتصل إلى 4,8 ملايين وحدة. بحسب فرانس برس.
غير أن مبيعات أجهزة “آي بود” التي لم تجددها “آبل” منذ العام 2012 انخفضت بنسبة 52% إلى 6 ملايين وحدة. وتؤكد هذه النتائج الأهمية المتزايدة للمنتجات الجديدة التي من المفترض أن تلي هاتف “آي فون”، لا سيما في ظل ازدياد التكهنات بشأن ساعة ذكية أو جهاز خاص بالتلفاز أو خدمة دفع.
بلاكبيري هواتف وخدمات
على صعيد متصل كشفت شركة بلاكبيري عن هاتف محمول ذكي يعمل باللمس رخيص الثمن وآخر “تقليدي” يعمل بلوحة مفاتيح في إطار محاولتها لوقف خسائرها واستعادة ثقة العملاء والمستخدمين الحكوميين. وساعدت الانباء التي رافقها الاعلان عن المزيد مع التفاصيل بشأن استراتيجية الشركة المتعلقة بخدماتها التجارية في تسجيل سهم بلاكبيري قفزة بلغت أكثر من 9 بالمئة.
وصنع الهاتف الذكي الجديد زد3 -الذي تحدد سعره عند اقل من 200 دولار- في إطار اتفاق شراكة مع اف آي اتش موبايل الوحدة المسجلة في هونج كونج التابعة لشركة فوكسكون تكنولوجي التايوانية لصناعة الالكترونيات. وقال جون تشين الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة نهاية العام الماضي إن الهاتف الذي يحمل الاسم الكودي جاكرتا سيطرح للبيع في اندونيسيا حيث تكتسب خدمة (بي بي إم) للتراسل من بلاكبيري شعبية كبيرة.
وقال “انه هاتف من الجيل الثالث (3 جي) ولدينا خطة لنشر الهاتف في مناطق مختلفة في جنوب شرق اسيا بعد اندونيسيا.” واضاف قائلا “لدينا خطة عبر مشروع متطور طويل الامد لطرح نسخة (عالية السرعة من الجيل الرابع) عالميا في مرحلة ما في المستقبل.” وخسرت بلاكبيري -التي كانت ذات يوم لا غنى عنها لكل مسؤول تنفيذي ومسؤول حكومي بفضل خدماتها البريدية الآمنة- حصتها السوقية لصالح هاتف آيفون من شركة ابل وهواتف منافسة تعمل بنظام اندرويد من شركة جوجل.
وتضررت ايضا مبيعات بلاكبيري وخصوصا في الاسواق الناشئة من اتاحة خدمة التراسل (بي بي إم) على انظمة تشغيل أخرى كانت اخرها وندوز فون من شركة مايكروسوفت. وقدرت مجموعة آي دي سي للابحاث حصة بلاكبيري في سوق الهواتف الذكية في الربع الرابع من 2013 بحوالي 0.6 بالمئة فقط بتراجع قدره 77 بالمئة عن العام السابق.
من جانب اخر قالت بلاكبيري إنها ستتيح في الأشهر المقبلة خدمة التراسل التابعة لها بي.بي.ام لنظام التشغيل ويندوز فون ومنصة اكس التي تعتزم نوكيا طرحها. ويتنافس برنامج بي.بي.ام مع خدمات مثل واتس آب التي اشترتها فيسبوك مقابل 19 مليار دولار. وقالت بلاكبيري في بيان إن بي.بي.ام سيتاح للتحميل المجاني من متجر ويندوز فون هذا الصيف وسيتوافر لنوكيا اكس من متجر نوكيا عند تدشين المنصة الجديدة.
وكان بي.بي.ام من خدمات التراسل الرائدة للأجهزة المحمولة لكن قاعدة مستخدميه لم تواكب واتس آب وتطبيقات جديدة أخرى لأسباب منها رفض بلاكبيري لفترة طويلة إتاحة الخدمة على المنصات الأخرى. وبالمقارنة يبلغ عدد مشتركي واتس آب نحو 450 مليون مستخدم وتعمل الخدمة على منصة أبل ونظام التشغيل أندرويد الذي تطوره جوجل وعلى الأجهزة التي تعمل بنظامي ويندوز وبلاكبيري. لكن بي.بي.ام مازال منتشرا رغم تراجع شعبية أجهزة بلاكبيري. وفي العام الماضي أتاحت الشركة أخيرا التطبيق لمستخدمي أجهزة آي.فون وأندرويد ليزيد عدد المستخدمين النشطين للخدمة إلى أكثر من 80 مليونا.
في السياق ذاته قالت شركة بلاكبيري إنها تعتزم اطلاق تحديثات أمنية لبرنامج تراسل للأجهزة التي تعمل بنظامي تشغيل أندرويد وآي.او.اس لسد ثغرة هارتبليد. وحذر باحثون أنهم اكتشفوا هارتبليد وهي ثغرة تستهدف برنامج (اوبن اس.اس.ال) الذي يستخدم عادة لتأمين البيانات مما يمكن المتسللين من سرقة كم هائل من المعلومات دون أن يتركوا أي أثر.
وأبلغ خبراء أمنيون الشركات بصفة مبدئية بالتركيز على تأمين مواقع الانترنت المعرضة للخطر لكنهم حذروا أيضا من مخاطر تهدد التكنولوجيا المستخدمة في مراكز البيانات والهواتف المحمولة التي تعمل بنظامي أندرويد من شركة جوجل وآي.او.اس من انتاج شركة أبل.
وقال سكوت توتزي نائب رئيس بلاكبيري إنه رغم عدم اعتماد معظم منتجات بلاكبيري على البرنامج المعرض للخطر إلا ان الشركة تحتاج إلى تحديث منتجين يستخدمان على نطاق واسع هما البريد الالكتروني (سيكيور وورك سبيس) وبرنامج التراسل (بي.بي.إم) للاجهزة العاملة بنظامي أندرويد وآي.او.اس .
وأضاف أن البرنامجين عرضة للهجمات من متسللين اذا تمكنوا من الوصول إليهما من خلال شبكات الانترنت اللاسلكي (واي فاي) أو شبكات الهاتف المحمول. لكنه استطرد قائلا “مستوى الخطر هنا ضئيل للغاية” لأن تكنولوجيا تأمين بلاكبيري تجعل الأمر صعبا على المتسللين في الحصول على البيانات عن طريق شن هجمات.
وقال توتزي “ينبقي القيام بهجوم معقد للغاية في وقت قصير جدا” وأكد ان الاستمرار في استخدام التطبيقين آمن قبل اصدار تحديث لها. ورفض كريستوفر كاتساروس المتحدث باسم جوجل التعليق على الأمر. كما لم يتسن الوصول إلى مسؤولين في شركة أبل. ويقول خبراء الأمن إن تطبيقات أخرى للهواتف المحمولة عرضة أيضا للخطر. بحسب رويترز.
وتتعامل شركات التكنولوجيا والحكومة الأمريكية مع الخطر الأمني بمنتهى الجدية. ودعا مسؤولون اتحاديون البنوك وقطاعات أعمال إلى الحذر من المتسللين الذين يسعون لسرقة بيانات عبر ثغرة هارتبليد. وحذرت شركات من بينها سيسكو سيستمز وهيوليت-باكارد وانترناشيونال بيزنس ماشينز (آي.بي.إم) وإنتل وجونيبر نتوركس وأوراكل وريد هات العملاء من احتمال تعرضهم للخطر. وصدرت بعض التحديثات فيما لا تزال شركات أخرى مثل بلاكبيري تسارع الخطى في اعداد تحديثاتها.
هاتف ذكي بـ 25 دولار
من جانب آخر أعلنت شركة موزيلا الأمريكية عن نموذج لهاتف ذكي جديد بقيمة 25 دولارا أمريكيا، من المنتظر أن يطرح في أسواق الدول النامية. وكانت موزيلا، التي اشتهرت بتطوير متصفح الإنترنت فايرفوكس، قد دخلت في شراكة مع شركة “سبريدترام” الصينية لتصنيع الرقائق الإلكترونية منخفضة التكلفة. ومع أنه لن يضاهي في أدائه أداءَ الهواتف الأخرى الأعلى منه سعرا، إلا أن الجهاز الجديد سيكون بمقدوره تشغيل التطبيقات وتصفح شبكة الإنترنت على الهواتف المحمولة.
ويتوقع محللون أن يجد الجهاز الجديد إقبالا لدى نوع معين من الزبائن ممن يعمدون حاليا إلى شراء الهواتف المحمولة “المميزة” رخيصة الثمن. وتنتشر الهواتف المميزة بشكل كبير في دول العالم النامي، حيث إنها تأتي في مرتبة متوسطة بين الهواتف محدودة الإمكانيات التي تستخدم لإجراء المكالمات والقيام بالمهام الأساسية فحسب، وبين الهواتف الذكية ذات الخصائص المتقدمة.
وتطمح موزيلا لأن تفوز بقدم سبق في هذه السوق التي تستهدفها شركات تصنيع الهواتف المحمولة في الوقت الحالي، ممن يرون أن منطقة العالم النامي هي المنطقة المتبقية لتحقيق نمو ضخم فيها. ومن المتوقع أن تواجه الشركة منافسة شديدة من شركات الهواتف المحمول الأكبر والأكثر رسوخا في سوق الهواتف الذكية.
وخرجت شركة سبريدترام ببيان صحفي قالت فيه إن “هذه الحلول من شأنها أن تزيد من إتاحة الهواتف الذكية ذات الشبكات المفتوحة عالميا للمشترين ممن يعمدون إلى شراء أدنى المستويات من الهواتف الذكية، حيث تحتاج شركات تصنيع الهواتف إلى وقت أقصر وتكلفة أقل لطرح تلك الأجهزة في الأسواق”.
أما موزيلا فقالت إن الجهاز الجديد يمثل “إعادة تعريف” لسوق الهواتف المحمولة ذات الخصائص الأساسية. وقد يبدو مفهوم الهاتف الذكي رخيص الثمن فكرةً تروق للمستهلكين في الدول المتقدمة، وخاصة من ربطوا أنفسهم بعقود طويلة الأجل للحصول على دعم مالي يغطي تكلفة الهواتف المحمولة لديهم والتي تأتي في نطاق هواتف آبل آيفون وسامسونغ غالاكسي. بحسب بي بي سي.
بيد أن كارولينا ميلانيسي، وهي محللة من شركة كانتار وورلدبانيل قالت إنه لا يجب إدخال هذا الجهاز الجديد في إطار المنافسة بين الهواتف المحمولة الذكية. وقالت ميلانيسي: “نحن نتحدث هنا عن هاتف ذكي متأخر في الإمكانيات، وقد يعتبر أفضل بقليل من الهواتف المميزة، إلا أنه لا يتعدى في الأساس إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية.”
ويعمل الجهاز الجديد بنظام التشغيل الخاص بموزيلا؛ وهو ما قد يسبب حدوث مشكلات، حسب ما تقوله ميلانيسي، وذلك مع احتدام المنافسة في سوق الهاوتف الذكية منخفضة التكلفة. وإلى جانب هذا الجهاز، أطلقت شركة موزيلا أيضا موديلات عديدة لأجهزة عالية الإمكانيات، بما في ذلك أجهزة لشركتي “هاواوي” و “زد تي إي” الصينيتين.
شواحن موحدة
في السياق ذاته يتجه الاتحاد الأوروبي إلى إلزام مصنعي الهواتف الذكية بإنتاج شواحن موحدة. وبذلك، توشك معاناة البحث عن الشاحن المناسب لكل هاتف ذكي أن تنتهي إذ يدعم الساسة الأوروبيون هذا التوجه. ووافق غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي على القانون الجديد الذي يلزم مصنعي هذه الهواتف توحيد إنتاج شواحن الهواتف الذكية بحلول عام 2017. ويهدف القانون إلى مساعدة المستهلكين في الحد من المخلفات الإلكترونية.
وقالت عضوة البرلمان الأوروبي، باربرا ويلر، إن القرار “يخدم المستهلكين والبيئة. فسوف يحد من مخلفات الشواحن ويوفر 51 ألف طن من المخلفات الإلكترونية سنويا.” ولا يزال القانون لم يعتمد بشكل نهائي ولم يصبح ملزما بعد إذ ينتظر موافقة مجلس الوزراء الأوروبي. لكن المجلس أبدى تأييدا غير رسمي للقانون، الأمر الذي يبشر بإقراره رسميا. وستكون لدى الدول الأعضاء فرصة حتى عام 2016 لتحويل القانون الأوروبي إلى قوانين تنظيمية محلية، ثم إعطاء المصنعين مهلة 12 شهرا لإنتاج التصميمات الجديدة. بحسب بي بي سي.
وبدأت عملية حمل المصنعين على الموافقة على تصميم شاحن موحد في عام 2009. والتصميم الذي لاقى موافقة معظم المصنعين هو عبارة عن وصلات على شكل وصلات USB، وهو تصميم مستخدم بالفعل في العديد من الأجهزة وسماعات الأذن. ولم ترد شركة آبل على المقترح حتى الآن، وهي واحدة من المصنعين القلائل الذين يستخدمون وصلات شحن مخصصة. وكانت الشركة أحد الموقعين على الاتفاقية التي توصلت إليها أوروبا مع المصنعين لإنتاج الشواحن.
عقد إعلانات
الى جانب ذلك اكدت شركة “سامسونغ” الكورية الجنوبية العملاقة ان الصورة الشهيرة التي التقطت خلال حفل الاوسكار بواسطة احد هواتفها “شكلت مفاجأة للجميع” رغم نشر مقال ذكر ان كل شيء كان مخططا له مسبقا. فقد ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” ان الصورة التي تضم مقدمة سهرة الاوسكار ايلين دي جينيريس محاطة بكوكبة من النجوم “لم تكن مرتجلة كليا” بل هي جزء من اتفاق بين محطة “ايه بي سي” التي تنقل السهرة و”سامسونغ” في اطار عقد اعلانات بقيمة 20 مليون دولار.
ولاقت الصورة التي التقطت بواسطة هاتف ذكي من صنع “سامسونغ” رواجا هائلا على الفور عبر خدمة تويتر اذ اعيد بثها مئة الف مرة في غضون خمس دقائق قبل ان تصل الى حدود مليوني مرة بعد ساعة ونصف الساعة على ذلك. وكان اعيد بث الصورة اكثر من 3,25 ملايين.
وذكرت “وول ستريت جورنال” ان ايلين دي جينيريس ابلغت منظمي الاوسكار رغبتها بالتقاط صور “سيلفي” خلال السهرة فطلبت منها “ايه بي سي” عندها ان تستخدم جهازا من “سامسونغ” بموجب اتفاقية اعلانات وشراكة. وقد “تدربت” المقدمة على كيفية استخدام الهاتف على يد مسؤولين من سامسونغ خلال التمارين قبل الحفلة مع ان الممثل برادلي كوبر هو الذي التقط الصورة في نهاية المطاف. بحسب فرانس برس.
وقالت سامسونغ في بيان “بصفتنا شركاء لسهرة الاوسكار وبما ان ثمة عقدا لاستخدام منتجاتنا مع ايه بي سي سررنا جدا برؤية ايلين تستخدم جهازنا خلال التقاط صورة سيلفي هذه التي باتت على كل لسان”. واضافت المجموعة “شكل ذلك مفاجأة لجميع وهي التقطت شيئا لم يكن احد يتوقعه”. وقالت سامسونغ انه “تكريما لهذا الحدث الكبير” ستتبرع بثلاثة ملايين دولار الى جمعيتين خيريتين من اختيار ايلين دي جينيريس. وقد ضمت الصورة الى جانب مقدمة البرامج الاميركية نجوما من امثال براد بيت وانجلينا جولي وجينيفر لورانس وبرادلي كوبر وجوليا روبرتس وميريل ستريب.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق