عباس والقرار الجريء !!
سيطرت قناعة لدى الشعب الفلسطيني بل وحتى لدى سلطة عباس على ان الكيان الصهيوني قد استفاد كثيرا من استخدام غطاء المفاوضات في تثبيت كيانه على حساب الحق الفلسطيني في ارضه، وكل يوم يمر نجد ان العدو الصهيوني يستفيد من هذا اليوم في تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني خاصة في استلاب الارض وبناء المستوطنات والتي اصبحت طوقا كبيرا لحصار هذا الشعب، بالاضافة الى الممارسات الاجرامية الاخرى التي لاتعد ولا تحصى.
وقد ادرك الشعب الفلسطيني ان الكيان الغاصب للقدس قد اتبع سياسة التباعد وتوسيع شقة الخلاف بين الفلسطينيين بحيث اصبحت ثغرة كبيرة استفاد منها في تنفيذ مشاريعه الاجرامية خاصة وانه تمكن ان يسحب طرفا وهو السلطة الى جانبه ووضعه في مواجهة اخوته الفلسطينيين الذين يرفضون الوجود الصهيوني على ارضهم.
وقد يكون ان هذا العدو الغاصب قد اوصل الحالة بين الفلسطينيين الى التراشق وتوجيه الاتهامات بعضهم للبعض الاخر بحيث تصور البعض ان الالتئام او التوافق قد يكون بعيد المنال.
ولكن نجد ان الشعب الفلسطيني لم ينساق او يخضع او يستجيب لهذا الامر وادرك جيدا انه لابد ان يأتي اليوم الذي يجتمعون فيه من اجل انهاء هذه الخلافات والاتفاق على مشروع للمصالحة والذي تفرضه عدة عوامل أهمها ان الكيان الصهيوني هو العدو المشترك الذي يجب مواجهته وبأي شكل من الاشكال من اجل ان لا يبقى جاثما على صدر الفلسطينيين يفعل بهم ما يشاء وكيف ما يريد ويرغب.
ولذلك تداعت الفصائل الفلسطينية وخاصة المقاومة منها لتحقيق هذا الامر وقد تمت عدة اجتماعات في القاهرة وتمكنوا من الاتفاق على عدة امور بحيث تقرب وجهات النظر وتحقيق المصالحة وهاهي بالامس وعلى ارض غزة البطلة قد انطلق اجتماع المصالحة بين فتح وحماس والذي ستترك نتائجه اثارها الايجابية على وحدة الصف الفلسطيني .
ومن الطبيعي جدا ان هذا الامر لايمكن ان يروق للعدو لانه يدرك بالوصول الى المصالحة بين الفلسطينيين فان جهودهم ستجتمع و تتحد سواعدهم من اجل الوقوف بوجه مشاريعه الاستيطانية وغيرها ولذلك فانه حاول ويحاول ومنذ الوهلة الاولى الى افشال هذه المصالحة بين ابناء الشعب الفلسطيني، وذلك اما باستمالة السلطة ومن خلال عدة محاولات وكان آخرها وكما اعلنه نتنياهو حالة التهديد التي وجهها الى عباس مطالبا اياه بين السلام معه او مواجهة المقاطعة والمساعدات الاقتصادية. وغيرها من التهديدات الاخرى.
وطبيعي ان الكيان الصهيوني لايملك سوى هذه اللغة من اجل اخضاع السلطة لارادته، الا ان اليوم فان الكرة في ملعب عباس الذي هو على مفترق طرق، اما ان يدير ظهره الى اخوته وابناء جلدته مستجيبا للضغوط الصهيونية، او ان يرجع الى حضن ابناء شعبه الفلسطيني من خلال اجراء المصالحة وهي الرغبة الجامحة التي يريدها الشعب الفلسطيني.
لذلك يتطلب من عباس اليوم ان يتخذ قرارا جريئا وشجاعا وفي هذا الظرف الحساس خاصة وانه ادرك وفريقه المفاوض انه لا جدوى من استمرار المفاوضات لان اسرائيل لا تريد السلام الحقيقي ولايمكن ان تعطي أي حق للشعب الفلسطيني بل وكما ذكرنا انها تريد من ماراثون السلام وسيلة لتحقيق مطامعها وتوسيع نفوذها في الضفة الغربية على الخصوص.
وبناء على ما تقدم فان عباس واذا اراد اثبات مصداقيته للدفاع عن الشعب الفلسطيني التي يتحدث عنها في اغلب المناسبات ان يضع يده بيد اخوته من الفصائل الفلسطينية وليذهب للمصالحة بروح منفتحة ومن دون اية شروط او قيود لتوحيد القوى والجهود والتي ستكون قدرة كبيرة تستطيع ان تفرض على الكيان الغاصب لان يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني مرغما. وبغير ذلك فان معاناة هذا الشعب ستزداد وهو الذي لايمكن ان يرضى به أي فلسطيني حريص على كرامته وشرفه الوطني.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق