التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

التسرع .. 

                                                    إسراء ألاسدي
خصم لدّ…للدقة و عدم الصواب ففي كثير من الأحيان نطلق الحكم قبل التأكد من الحقيقة و هنا أقول :
دَعْ التَسرع و لا تَسْتَعْجِلَ الحُكمِ
         فالحُكمُ أمَام التَثّبتِ مَذمومٍ
علينا أن لا نطلق الأحكام دون التعرف الى الأسباب قبل الحكم على أي شخص و في أي موضوع يجب أن ننظر لكل خطوة و فكر منذ البداية كي لا تصدمنا النهاية فقد تعود العجلة علينا بأمور نندم على فعلها .
كما قيل :
تأن و لا تعجل بلومك صاحباً
       لعل له عذرا و أنت تلومُ
و عند كراهيتك لبعض الأشخاص و عدم التئام طبعك مع طباعهم . لايجوز لك أن تحكم عليهم بالأحكام الجائرة دون روية في الأمور..حيث أحيانا نندم على تصرفات فوضوية في ساعات غضب . و هناك أشخاص يزرعون أنفسهم داخل قلوبنا ويسقونا من نبع حبهم وينثرون أهتمامهم بنا فأن أخطأوا تركنا محاسنهم و تمسكنا بأخطائهم .
فكم مرة ظلمنا الأحباب و الأصحاب و نحن لا نعرف ظروفهم و سبب تصرفاتهم ؟
قوله سبحانه و تعالى ( خلق الأنسان من عجل ) ( الأنبياء .37 )
و التسرع صفة مذمومة فهي متواجده بكل فئات المجتمع. وقد يؤدي التسرع بالحكم الى هلاك شعوب. فكم من قائد أدى تسرعه في أتخاذ قرار الى جلب كوارث لبلده و يظل شعبه يدفع الثمن مضاعفاً..؟؟
و أود أن أذكر قصة النملة في زمن نبي الله سليمان (ع ) كيف ألتمست لجنوده العذر و قالت :
( وهم لا يشعرون ) قالتها بعد صيحتها لبني جيشها النمل ( يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده )
لقد ألتمست النملة لبني الأنسان عذراً.في جرمهم الذي قد يرتكبون من غير شعور منهم رغم صغر حجمها وضآلته .
و أخيراً ..نحن لا تفصلنا عن الأنتخابات البرلمانية سوى ساعات و القرار بأيدينا علينا التريث و أختيار الشخصية المناسبة في مكانها المناسب . فالتسرع يجعلنا نفرط بصوتنا الثمين و هذا التفريط يؤثر على مصير شعب بأكمله و ليس من الشجاعة المغامرة و التهور حتى بالرأي  و كما قال ماليء الدنيا و شاغل الناس أبي الطيب المتنبي:
الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ
                                  هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني.
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ
                                       بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق