التسرع ..
إسراء ألاسدي
خصم لدّ…للدقة و عدم الصواب ففي كثير من الأحيان نطلق الحكم قبل التأكد من الحقيقة و هنا أقول :
دَعْ التَسرع و لا تَسْتَعْجِلَ الحُكمِ
فالحُكمُ أمَام التَثّبتِ مَذمومٍ
علينا أن لا نطلق الأحكام دون التعرف الى الأسباب قبل الحكم على أي شخص و في أي موضوع يجب أن ننظر لكل خطوة و فكر منذ البداية كي لا تصدمنا النهاية فقد تعود العجلة علينا بأمور نندم على فعلها .
كما قيل :
تأن و لا تعجل بلومك صاحباً
لعل له عذرا و أنت تلومُ
و عند كراهيتك لبعض الأشخاص و عدم التئام طبعك مع طباعهم . لايجوز لك أن تحكم عليهم بالأحكام الجائرة دون روية في الأمور..حيث أحيانا نندم على تصرفات فوضوية في ساعات غضب . و هناك أشخاص يزرعون أنفسهم داخل قلوبنا ويسقونا من نبع حبهم وينثرون أهتمامهم بنا فأن أخطأوا تركنا محاسنهم و تمسكنا بأخطائهم .
فكم مرة ظلمنا الأحباب و الأصحاب و نحن لا نعرف ظروفهم و سبب تصرفاتهم ؟
قوله سبحانه و تعالى ( خلق الأنسان من عجل ) ( الأنبياء .37 )
و التسرع صفة مذمومة فهي متواجده بكل فئات المجتمع. وقد يؤدي التسرع بالحكم الى هلاك شعوب. فكم من قائد أدى تسرعه في أتخاذ قرار الى جلب كوارث لبلده و يظل شعبه يدفع الثمن مضاعفاً..؟؟
و أود أن أذكر قصة النملة في زمن نبي الله سليمان (ع ) كيف ألتمست لجنوده العذر و قالت :
( وهم لا يشعرون ) قالتها بعد صيحتها لبني جيشها النمل ( يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده )
لقد ألتمست النملة لبني الأنسان عذراً.في جرمهم الذي قد يرتكبون من غير شعور منهم رغم صغر حجمها وضآلته .
و أخيراً ..نحن لا تفصلنا عن الأنتخابات البرلمانية سوى ساعات و القرار بأيدينا علينا التريث و أختيار الشخصية المناسبة في مكانها المناسب . فالتسرع يجعلنا نفرط بصوتنا الثمين و هذا التفريط يؤثر على مصير شعب بأكمله و ليس من الشجاعة المغامرة و التهور حتى بالرأي و كما قال ماليء الدنيا و شاغل الناس أبي الطيب المتنبي:
الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ
هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني.
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ
بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ.
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
في آراء