لماذا يتجاهل العالم جرائم آل خليفة؟
تمثل جريمة ترحيل عالم الدين البحريني البارز اية الله الشيخ حسين النجاتي عن موطنه بالقوة ، بعد تجريده من جنسيته البحرينية ، اكبر تحد لمصداقية المنظمات الدولية التي تدعى الدفاع عن حقوق الانسان الاساسية وفي مقدمتها حقه في حرية المعتقد والدين والتعبير عن الراي والحفاظ على كرامته الانسانية.
ان سكوت المحافل الدولية لاسيما منظمة الامم المتحدة ازاء ممارسات النظام البحريني الخليفي الطائفي في السابق ، هو الذي شجع هذا النظام اليوم في ان يتمادى في غيه ، ويقدم على جريمة ترحيل اية الله النجاتي تحت ذرائع واهية ، كشفت وبشكل لا لبس فيه عن العداء الذي يكنه هذا النظام الطائفي ليس ضد اتباع اهل البيت (ع) فحسب بل على مذهب اهل البيت (ع) نفسه، ويكفي الاطلاع على بيان وزارة داخلية ال خليفة حول اسباب ترحيل اية الله النجاتي من بلاده ، حتى نقف عن حجم هذا الحقد الطائفي ، وعن بوادر سياسية مدمرة بدات اسرة ال خليفة تنفيذها ، وقد تحرق الاخضر واليابس في البحرين.
لا يختلف اثنان في البحرين ولا في خارجها ، على ان اية الله النجاتي كان من اكثر الاصوات العلمائية في البحرين اعتدالا ، ومن اكثر الاصوات تاكيدا على الوحدة والوطنية وتجنب الافراط في كل شيء ، كما كان يتجنب الدخول في القضايا السياسية بشكل عام ، ورغم كل ذلك تعرض لهذا الظلم المتمثل بتجريده من جنسيته وترحيله من وطنه لمجرد انه كان وكيلا للمرجعية العليا في النجف الاشرف.
المعروف ان وكالة المرجعية ليست بدعة ولا بالامر الجديد على اهل البحرين ولا على اتباع اهل البيت (ع) في شتى انحاء العالم ، والمعروف ايضا ان وكيل المرجعية يتحمل مسؤوليات من بينها تسلم اموال الخمس من مقلدي المرجع وتوزيعها ، وهذا الامر من صميم عقيدة اهل البيت (ع) ، ولم يتدخل اي نظام سياسي في العالم اجمع في هذا الامر ، فهو امر عبادي خاص بالمذهب الشيعي الاثني عشري ، فلا ينتظر الانسان المسلم الشيعي ان تحدد له السلطات السياسية كيفية القيام بواجبه الديني ، لذلك اعرب مراقبون للمشهد السياسي البحريني ، عن مخاوفهم من ان تكون جريمة ترحيل اية الله النجاتي ، مقدمة لسياسة جديدة يلجأ اليها نظام ال خليفة لاستفزاز الغالبية العظمى من الشعب البحريني للخروج عن النهج السلمي للاحتجاجات الشعبية التي فضحت النظام وداعميه ، بعد ان فشل في تحقيق هذه الغاية الخبيثة عبر ممارسة اساليب القتل والتعذيب والمداهمات وهدم المساجد والحسينيات والطرد من الوظائف.
هذه الخطة الخليفية القذرة هي ماحذر منه كبار علماء الدين في البحرين وفي مقدمهم عالم الدين البارز العلامة اية الله عيسى قاسم الذي دعا الشعب البحريني للتمسك بسلمية احتجاجه رغم كل مؤامرات النظام التي تحاك لضرب الوحدة الوطنية للشعب البحريني بهدف الخروج من الازمة التي اختلقها سالما.
ما كان النظام الخليفي في البحرين يتمادى في غيه واجرامه ضد مذهب اتباع اهل البيت عليهم السلام ، لولا الدعم السعودي غير المحدود لنظام هذه الاسرة التي ليست لها اية قاعدة شعبية ولاحتى جذور في البحرين ، لذلك على المحافل الدولية ان تعمل بمسؤولياتها التي اسست لاجلها ، وان ترصد الانتهاكات الصارخة لنظام ال خليفة للقانون الدولي ولحقوق الانسان والتضييق على الشعب البحريني حتى في معتقده الديني وممارسة سياسات غير انسانية كاسقاط الجنسية عن المواطنين البحرينيين وترحيلهم عن بلادهم ، لا لجريرة ارتكبوها سوى لتاكيدهم على حقهم الطبيعي في ممارسة شعائرهم الدينية ، كما في جريمة ترحيل اية الله الجناتي ، قبل ان يستغل هذا النظام الصمت الدولي ، ويعتبره ضوء اخضر ، ويدفع الامور بممارساته الطائشة الى حالة الانفجار.
في آراء