العراقيون وتسطير ملحمة جديدة!! 

الاقبال الكثيف  على الانتخابات البرلمانية والتي سجلت حضورا فاعلا منقطع النظير شكلت صورة جديدة بل وفي الواقع اكدت حقيقة مهمة الا وهي ان العراقيين ورغم كل  الظروف الاستثنائية التي يعيشونها وكذلك رغم الدعوات المضللة التي تريد ان توقف زحفهم قد باءت بالفشل. وان الدعايات المغرضة التي حاولت ان تشوش اذهانهم لم تجد أي تاثير في اندفاعاتهم  نحو صناديق الاقتراع.

وقد اكدت اوساط اعلامية  وسياسية ان ومن خلال التواجد المكثف للعراقيين سوف تتغير الخارطة السياسية القائمة، وذلك من خلال عدم تكرار الصورة السابقة المعتمدة على المحاصصة التي ساهمت في تأخير عملية التطور السياسي والاجتماعي في هذا البلد ذو الثروات البشرية والمالية الطائلة.

ان العراقيين بالامس وبهجومهم الكاسح قد سطروا ملحمة جديدة تختلف عن سابقاتها خاصة وانهم سيرسمون مستقبلهم بأيديهم بعيدا عن الاملاءات الدولية والاقليمية التي لا تريد لهذا البلد التطور والتقدم والتي خلقت الاجواء السياسية المناكفة وغير البناءة.

واللافت في الامر والذي برز على السطح  السياسي العراقي بالامس ان فلول النظام السابق خاصة الفارين عن وجه العدالة في الخارج قد عقدوا آمالهم على هذه الانتخابات بأن تفتح الابواب أمامهم بالعودة الى العراق اعتمادا على ماتفرزه نتائج الانتخابات، وذلك من خلال التصريحات التي انطلقت من أفواه هؤلاء الذين كانت أيديهم موغلة في دماء العراقيين من خلال دعمهم الارهابيين والقتلة بالاضافة الى وجودهم في الجسد السياسي وعلى سبيل المثال لا الحصر المتهم الهارب طارق الهاشمي وابنة المقبور صدام الذين  صرحا انهما سيعودان للعراق فيما اذا لم ينتخب المالكي رئيسا للوزراء، وهو ما يعكس الصورة البائسة التي يعيشها اقطاب النظام البعثي المقبور الذين اسقط في ما في ايديهم بعد الاجراءات الامنية والسياسية التي أقصتهم وبصورة  نهائية عن ان يكونوا جزاءاً من الوضع السياسي القائم.

لذلك فان الأنظار تتجه نحو هذه الانتخابات وما ستفرزه الاصابع البنفسجية والتي ستكون مختلفة جدا عن سابقاتها لان الدافع لتغيير الصورة هو المائل امام أعينهم لخلق اجواء جديدة تستطيع ان تعكس صورة العراق السياسي الجديد الذي يسعى للبناء والتقدم والتطور وضرب الارهاب والارهابيين اينما كانوا في هذا البلد. وهو ما ينشده العراقيون من الهجوم المكثف على صناديق الاقتراع.